أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟















المزيد.....

قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 404 - 2003 / 2 / 21 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                  

مرة أخرى يعيد المشهد السياسي العربي تجسيد ذاته المفعمة بالإنقسام وعدم الإتفاق المطلق وبصيغ وصور سوريالية تؤكد للعالم أجمع من أن الإختلاف العربي هو الشيء الثابت رغم كل المتحولات الإقليمية والدولية ؟ ومارشح عن الأحداث الماراثونية التي رافقت المؤتمر التحضيري الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة من معلومات وتبلور تيارات وإتجاهات يعطي دلالة أكيدة على حجم ودرجة التدهور الفضائحي في صيغة العمل العربي المشترك وعلى أن الإنقسام الذي شهدته العلاقات الأميركية / الأوروبية على صعيد التعامل مع الحالة العراقية ( رجل العرب المريض )! قد إمتد طوليا وعرضيا للعالم العربي ليضع الحالة الإستراتيجية العربية على المحك ، ولينذر بشكل واضح لالبس فيه على فرب الإندثار والإنهيار التام لما يسمى ب ( جامعة الدول العربية ) التي تحولت لعبأ إستراتيجي ولعامل مهم من عوامل فرقة الصف العربي بدلا من دورها المفترض في رص الصفوف وهو على أي حال دور قد تهاوى ليس من اليوم بل منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما حينما ضرب النظام العراقي بعرض الحائط كل الصيغ والمعاهدات والإتفاقيات الرسمية العربية الجماعية منها والثنائية ثم ضرب صيغة الأمن القومي العربي   المشترك في مقتل حينما غزا الكويت تحت ذرائع ومبررات ( إنقلابية ) واهية لاعلاقة لها بأي جهد دبلوماسي وبأي طريقة تعامل سياسي عصري ، بل كانت حركة بهلوانية تعود لعصر الخمسينيات الإنقلابية حينما تحدث عن ثورة شعبية كويتية أطاحت بحكام الكويت وهذه الثورة طلبت النجدة من حكام العراق ؟؟ إنها إذن عودة ركيكة وسيناريو تعبان يدل على ضيق أفق وسماجة من أعلنه ولم يتبرأ منه حتى اليوم وحيث الإحتفالات الهستيرية بما يسمى ب ( يوم النداء العظيم )!! رغم أنه لم يكن هناك نداء ولامنادين أصلا ! بل كانت مغامرة غير مسؤولة وجريمة قومية كبرى قام بها النظام العراقي الباحث الدائم عن العنتريات الواهية ، والخصم الأكبر لأي حالة إستقرار لايخدم توجهات النظام العاجزة عن أي إصلاح ؟ والعجيب أن مغامرة الغزو الكارثية رغم قضائحيتها المطلقة كان لها أنصار ومؤيدين في الشارع العربي وحتى على صعيد بعض الأنظمة العربية التي أرادت إستغلال الأزمة لتمرير مطالب معينة ، كما كانت فرصة تاريخية أيضا لبعض الأحزاب والجماعات الديناصورية التي تجاوزت طروحاتها التحولات السياسية والفكرية الدولية لمحاولة ركوب الموجة ، وقتها فشل النظام السياسي العربي فشلا ذريعا رغم إرتفاع أصوات المنادين ب ( الحل العربي )! وهو حل حاله حال المعيدي أي أن تسمع به خير من أن تراه ؟ فلو بحث القوم عن حلول عربية لظلت الكويت حتى اليوم تحت الإحتلال العسكري ولتغيرت الخارطة العربية ولتنامت أكثر وأكثر قوى الظلام الإصولية التي إستفادت من ألأزمة السابقة وتحاول اليوم ركوب الموجة ثانية بطريقة أشد وأمضى وكما تبين في خطابات بن لادن الموجهة نحو إستثمار الأزمة ؟.

الوقائع العربية الجديدة التي أثارتها المشاورات الأخيرة لوزراء الخارجية العرب ستتمخض عنها في القريب العاجل لامحالة وبعد إنطلاق الحرب الأميركية ضد النظام العراقي إستحقاقات إستراتيجية مهمة أولها إعلان الإنهيار التام والنهائي لجامعة الدول العربية بعد أن تحولت في عهد أمينها العام الحالي عمرو موسى لشاهد زور عبر إنحيازه التام للنظام العراقي وبشكل يخالف حتى توجهات الحكومة المصرية التي ترى نفسها في وضع صعب سياسيا وأمنيا ولكن أزمة البيان الوزاري الأخير والإصطفافات العربية المحدودة التي تدافع بشكل صريح عن النظام العراقي قد خلقت أوضاعا ستدشن في القريب العاجل مسيرة التجهيز لدفن نعش الجامعة العربية العجوز التي أنشأتها بريطانيا خلال الشهور الأخيرة للحرب العالمية الثانية وحيث كان عالم جديد وقتها في طور التحول والتشكيل رغم أنها سبقت في العمر وليس الفاعلية منظمة الأمم المتحدة ذاتها ؟ .

ورغم  أن الجامعة العربية بعصورها الطويلة وبأمنائها العامين من الباشوات أو الأفندية قد شهدت عصور التحول العربي من جمهورية وملكية وأزمات حروب مع إسرائيل إلا أنها ظلت مؤسسة بيروقراطية عاجزة إلا عن إصدار البيانات التي لتسمن ولاتغني عن جوع وظلت متخلفة عن اللحاق بركاب العصر ثم جاءت سياسة الصدمات الكهربائية للرئيس المصري الراحل أنور السادات وإتفاقاته السلمية مع إسرائيل لتجهز عليها وتبعدها لتونس قبل أن تتكفل تطورات أخرى لعودتها على ضفاف النيل الخالد قبل أن تجهز ( أم المعارك ) الصدامية عليها كما أجهزت على أشياء كثيرة في عالمنا العربي !.

وحملة الغضب الكويتية الأخيرة مما حصل من تضامن سوري / لبناني ( بالتبعية ) مع النظام العراقي لم تكن مجرد فورة غضب عادية بل كانت تعبيرا عن تحالفات وإتجاهات باتت تتبلور في الشرق  العربي لجهة خلط الأوراق ومحاولة اللعب بصورة الأحداث القادمة في المنطقة ولعل النتيجة المستخلصة الأولى هي الخوف السوري / السوداني / الليبي من إحتمالية سقوط النظام العراقي بالقوة العسكرية الأميركية ! وهي إحتمالات واقعية لاتنفيها واشنطن بل على العكس أصبح حديثها واضحا في هذه القضية أكثر من أي وقت مضى وستشهد الأيام القادمة لامحالة ترجمة عملية لهذا التوجه ؟ لقد فشلت قمة بيروت السابقة في أن تعيد قاطرة النظام العراقي للسكة العربية لأن الإستحقاقات التي كان للنظام العراقي واجب دفعها أكبر من إمكانيته على التنفيذ والتقيد بها رغم أن مصافحة يتيمة وعايرة جرت بين الشيخ صباح الأحمد وعزة الدوري فسرها البعض تفسيرات أكبر من حجمها ؟ وجدران الدم القائمة بين النظام العراقي والكويت أكبر من أن تحلها أو تهدمها قبلات ومصافحات بروتوكولية ؟ وللغضب الكويتي أسبابه الوجيهة والمقنعة والتي عبر عنها خير تعبير أحد كتاب الكويت وهو يناقش السياسة اللبنانية حينما قال : ( إن النظام العراقي أرسل لبيروت مبعوثا رئاسيا لايشرف أحد مصافحته وهو علي كيمياوي بينما أرسلت الكويت وفود البناء والسيد بدر الحميضي مدير الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية )!! وشتان بين رسول الموت ورسول الحياة والبناء ؟

كما أن الحكومة السورية وهي تنظر بعين الريبة والشك لتداعيات السقوط والإنهيار القريب لنظام صدام رغم أنه العدو التاريخي للنظام السوري ترى نفسها في المستقبل القريب في مواجهة الأساطيل الأميركية ! رغم إختلاف الوضع الداخلي وطبيعة التوجهات السلطوية بين العراق وسوريا إلا أن هنالك الكثير من السمات المشتركة بين النظامين لاتدع أهل الحكم في دمشق ينامون قريري العين وهم يرون تلاشي حكم البعث العراقي وهبوب رياح الديمقراطية غير المرغوب بها ؟ رغم أننا لسنا بحاجة لإستعراض تاريخ العداء بين النظامين اللدودين في دمشق وبغداد والذي تجسد بشكل واضح في الدعم السوري العلني لطهران وهي تحاول إسقاط الحكم العراقي في حرب الثمانية أعوام ( 1980 / 1988 ) !! إلا أنه في عالم السياسة لاوجود لعداوات دائمة ولاصداقات دائمة ... بل مصالح دائمة !! وهذه هي الحقيقة العارية ؟

ولكن ماذا عن مؤتمر القمة العربية القادم والذي أشيع أنه سيلتأم في القاهرة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري ؟ ولو صح هذا التاريخ فإنه يعني ببساطة أن العرب يجتمعون لتأبين النظام العراقي جماعيا ؟ فهذا التاريخ بالذات هو تاريخ هزيمة النظام العراقي  في أم المعارك وتاريخ التوقيع على وثيقة الإستسلام والإذعان في ( صفوان ) والتي كانت الأساس لكل المصائب التي تهاطلت على رؤوس العراقيين ! ... فعقد القمة في تاريخ الهزيمة مؤشر أكيد  على أن العالم العربي يسير في طريق متغيرات كبرى ؟

فإنتظروا وإننا من المنتظرين ؟ .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟