|
الله عارياً
مروة التجاني
الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 14:58
المحور:
كتابات ساخرة
فتح باب مكتبه بغضب وسرعة ، المكتب وثير وكبير وفي طاولة الإجتماعات جلس وحيداً يطرق المنضدة بيدة في غضب أيضاً ، لم يدم طويلاً حتى سارع إلى إشعال سيجارة في إشارة إلى رغبته في الحصول على بعض الهدوء وإستجماع قواه ، لم تساعده السيجارة كثيراً في تهدئة وتيرة الغضب فأمسك بسماعة الهاتف وطلب رقماً بإستعجال حتى لم يكلف نفسه النظر في نوتة الأرقام ، بينما كان جرس الهاتف يرن قال في نفسه إنه الرقم الوحيد بين الأرقام جميعها الذي أحفظه عن ظهر قلب ومع ذلك فهو لا يرد علىّ ، بعد محاولة ثانية جاء الصوت متثاقلاً من النعاس وكان الحوار التالي :
- الو - الو .. الشيطان - نعم ، كيف أخبارك يا الله - لست بخير - حقا .. ألهذا تزعجني في هذا الوقت المبكر - نعم أزعجك - لماذا تزعجني إذن ؟ من أغضبك ؟ هل قصرت في عملي ؟ - لا ومع ذلك فأنا أريدك لأمر هام وعاجل .. إجتماع عاجل - أه .. كم أنت مزعج حقاً يا الله ، أخبرني ما الأمر بالهاتف - لا .. الأمر أخطر مما تتصور - حسناً .. سآخذ دش ساخن وأشرب الشاي بالحليب وآتي إليك - هيا ولا تتأخر .
لم تجدي هذه المحادثة نفعاً فكان الله لا يزال غاضباً حتى جاء الشيطان يجر قدميه من الكسل وجلس في طاولة الإجتماعات وكان هذا الحوار الخطير :
الله : هل تعلم أن هناك ثورة وتمرد تعتمل في نفوس البشر ؟ الشيطان : ماذا حدث ؟ الله : لاحظت تغييراً في عقولهم فهم لم يعودوا يؤمنون بي ، وأصبح الشك يراودهم ، لم يعودوا يؤمنون بمفاهيم الإيمان والرحمة وكأنهم تحولوا لشياطين صغار . الشيطان : أنت تعرف إني إله مثلك ونحن نضحك على عقولهم بالقصص والخرافات ، وأنا اؤدي عملي على أتم وجه . الله : من تراه مسؤلاً إذن عما يحدث ؟ الشيطان : هل حدث التغيير عند المسلمين أم المسيحيين ؟ الله : جميع البشر حتى الملحدين منهم الشيطان : الموضوع خطير ويجب إستدعاء أب الأنبياء فلا بد إنه مقصر في عمله . الله : هل نستدعي نوح أم آدم ؟ الشيطان : أفضل نوح فأنه أدرى بجنس الكائنات البشرية التي حملها في سفينته المتهالكة . الله : حسناً .. نعم الشورى ونعم الرائ .
هنا قام الله بإستدعاء نوح عبر الهاتف وكانت هذه المكالمة :
- الو - مرحباً - نوح - نعم يا الله .. أنت تزعجني كثيراً بشؤون البشر مؤخراً - لكنك أب لجميع الأنبياء وتدير شؤنهم جميعاً - نعم .. هل حدث تقصير من أحدهم حتى أذهب وأأدبه - لا أعرف - ماذا تعرف إذن - أعرف إني والشيطان نطلبك حالاً لأمر عاجل فقد حدث تمرد في نفوس البشر جميعهم - يا للهول سأحضر حالاً.
حضر نوح مسرعاً وكان الأجتماع الثلاثي الرهيب :
الله: والآن يا نوح بعد أن عرفت بأمر التمرد ماذا ترانا فاعلين ؟ نوح : عندما جمعت الأجناس البشرية في السفينة أدبتها ومني خرجت سلالة الأنبياء الشيطان مقاطعاً : وأخبرنا الأجيال القادمة عن قدرة الله في هلاك كوكب الأرض الله : أضحكتني فأنا لا أقدر إلا على إدارة الإجتماعات .. ههههه نوح : لنكن عمليين أرسلنا أنبياء كثر وأفهمناهم وظيفتهم فأين التقصير ؟ الله : وخاصة يونس ، أتذكرون كيف ضحكنا على عقول البشر وأوهمناهم إنه داخل بطن حوت لمدة 40 يوماً وكان يرقد في فندق مريح مع الشيطان . الشيطان : نعم .. نعم نوح : أرى أن الأمر يتعلق بمحمد فأمته كبيرة وهو آخر الأنبياء ومن هذه الأمة تخرج كل الفتن . الله : أوافقك الرائ . الشيطان : أرى أن نقوم بإستدعائه للحضور . الله : إنه أحقر من أن يحضر معنا هذا الإجتماع . نوح : نعرف ذلك ولكن نحتاج إليه فهذا الموظف كسول ويدير شؤون مساحة كبيرة من العالم ، سوف أتصل به .
تنهد نوح وأمسك بالهاتف طالباً محمد الذي رد بسرعة :
- مرحباً أبي - مرحباً .. ماذا يحدث يا ولد ، الله والشيطان غاضبان - أعرف إنها بوادر ثورة في نفوس البشر - وماذا تفعل أنت ، كم أنت موظف كسول ولا تؤدي عملك - كيف ذلك لقد بحثت في القضية مع عيسى وبقية الأنبياء الصغار وكدت أتوصل إلى الفاعل الرئيسي - حسناً .. نطلبك لإجتماع عاجل لتوضح الأمر - سآتي على الفور - إياك والتأخير ، فنساء كثر في إنتظاري . - أفهمك جيداً
بعد برهة ، وصل محمد ، فرسم الثلاثة ملامح الغضب على وجهوهم وكانت هذه الجلسة :
الشيطان : ماذا يحدث يا محمد ومن المسؤول عن الثورة ؟ محمد : قمت بجمع حلفائي من الحكام والسلاطين وناقشنا الأمر ، كان خطيراً ونخشي أن تمتد الثورة إلى الرعاع من اللذين لا يزالون يصدقونا نوح : ثم .. تعرف أني مستعجل محمد : تم إستجواب جميع سكان الأرض من خلال العبادات والطقوس ولم نتوصل لشئ الله : إختصر يا محمد فأنت تثير أعصابي الشيطان : ألم أقل لكم أن محمد فاشل وكان يجب إستبداله محمد : حسناً .. حسناً توصلنا إلى أن للأمر علاقة ببائعي الكتب الله : أكمل نوح : هيا قل ما عندك وإلا سوف أخصم من راتبك النسوي محمد : نيتشة ، إنه نيتشة .
هنا وقف الجميع مدهوشين فهم يعرفون أن سيدنا نيتشة مقيد في أقصى درجات الجحيم ، وصمت الكل خاصة الله الذي شعر بصفعة قوية على وجهه ، قام الشيطان وأتصل بمسؤول الجحيم سائلاً عن نيتشة فكان الرد التالي من المندوب :
- إنه في الجحيم يضحك .
_____________________ شاركوا في الحملة :
http://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=945
#مروة_التجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحبه بكل ألواني
-
لنبحر مع باستر كيتون
-
من الأعماق صرخت
-
الكلب المحظوظ
-
شكراً هاردي ولوريل .. ما الحرية ؟
-
أنا مثلية جنسياً . وأفتخر
-
إلى أين تأخذني ؟
-
المطالبة بجسد فراشة غريبة
-
في مدلول شفقة نيتشة
-
أنا الخليفة لا حاشية لي - مجتزأ
-
إذهب غرباً
-
شمال القلوب أو غربها
-
ريح الشمال / أغنية للرقص
-
من أعلى القمم
-
ادخل يا دوشامب
-
مذاق العدم
-
كفاح المثلية الجنسية .. نصدقك يا وايلد
-
خطاب الورود
-
الأنسان - الجمهور
-
إلى السجن مرة أخرى
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|