أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!














المزيد.....

القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5588 - 2017 / 7 / 22 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحمل يوم أمس الجمعة من صباحه حتى مسائه أي مفاجئة غير متوقعة تكسر المواقف المعهودة التي تقفها الأنظمة العربية من انتفاضات وهبات الشعب العربي الفلسطيني ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنها هبة الأمس ازاء انتهاكاتها الاستفزازية الجديدة بحق المسجد الأقصى والمصلين فيه بفرض مرور المصلين على بوابات اليكترونية قبيل دخولهم المسجد الحرام أولى القبلتين للمسلمين ، فقد أضحى من الحقائق المُسلّم بها ان هذه الانظمة برمتها تقريباً لم تعُد متخاذلة ضد نضالات الشعب الفلسطيني فحسب بل ومتواطئة مع الدولة الصهيونية في اخماد وقمع انتفاضاته لما لانتصاراتها من انعكاسات غير مرغوبة في انعاش وتحفيز الحراكات السياسية والجماهيرية المقموعة في البلدان العربية كافة نحو النهوض من جديد بعد إجهاض أحلامها الربيعية منذ ست سنوات .
ثم ما الذي يمنع أصلاً سلطات الاحتلال ألا تتمادى في إهانة واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين في القدس ما دامت مواقف أنظمتهم المتخاذلة من القضية الفلسطينية تسير حثيثاً من سئ إلى أسوأ منذ هزيمة 1967 - ولا سيما بعد اتفاقيات كامب دافيد التي وقعها الرئيس المصري الأسبق انور السادات مع اسرائيل - حتى بلغ الحال بالعرب إلى هذا الضعف والهوان على نحو غير مسبوق تاريخياً منذ نزول الإسلام وبصورة لا مثيل لها لدى أي اُمة مرت بتحديات من الحروب والهزائم عبر تاريخها وتتمتع بحد أدنى من الكرامة ؟
ففي زمن لا يتوانى فيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن تأكيده على ثوابت سياسات بلاده الدائمة في المنطقة- جهاراً نهاراً - بدعم إسرائيل بمختلف الوسائل المالية والعسكرية وضمان تفوقها العسكري على العرب ، ناهيك عن تعهده أثناء حملته الانتخابية باعترافه بالقدس عملياً عاصمة للدولة العبرية من خلال نقل سفارة بلاده إليها ؛ وفي زمن أصبحت فيه تصريحاته هي المرجعية التي تستشهد بها الأنظمة العربية في اتهاماتها المتبادلة بتمويل ودعم الارهاب فيما إسرائيل تُمارس الارهاب الأسرائيلي الرسمي اليومي المسكوت عنه دولياً بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني المقاوم والصامد فوق ترابه الوطني وتحت ملأ سمع وبصر ترامب والأنظمة الخليجية المؤتمرة عملياً بأوامره السياسية ؛ وفي زمن بات فيه السماح بانشاء قاعدة عسكرية لتركيا إحدى الدول الاعضاء الإسلامية في حلف الناتو العدواني للشعوب العربية فوق أراضي دولة خليجية " مستقلة " أمراً اعتيادياً يُضاف إلى القواعد العسكرية الامريكية العدوانية المنتشرة في دول مجلس التعاون قاطبة ؛ وفي زمن أضحى فيه إسكات وقمع أصوات القوى السياسية والشعبية العربية ليس بسبب التعبير عن تطلعاتها المشروعة في الاصلاح والديمقراطية وحقوق المواطنة الواحدة المتساوية فحسب ، بل ولمصادرة حتى حقها في التظاهر السلمي للتعبير عن تضامنهم مع شقيقهم الشعب الفلسطيني في مواجهة صلف الاحتلال الفاشي الأسرائيلي وغطرسته والمُدجج بأشرس وسائل القمع من الأسلحة بصدورهم العارية ؛ نقول في زمن يجري فيه كُل ذلك هل ثمة غرابة أو استغراب بأن يصل العرب إلى هذا المستوى من الحضيض والهوان وادماء كرامتهم بكل أبعادها وأشكالها الوطنية والدينية والقومية والطبقية !
على أنه بقدر ما تثيره الاتهامات الإعلامية المتبادلة بين الأنظمة الخليجية لبعضها بعضاً بالتطبيع مع العدو الأسرائيلي التقزز والغثيان لكسب شعوبها إلى صفها في معاركها العبثية الراهنة ذات المصالح الأنانية الضيقة ، وهي الغارقة جميعها من الرأس الى أخمص القدمين في مستنقع التطبيع ، بقدر ما تنطوي في ذات الوقت أيضاً على اعتراف وإقرار ضمني من قِبلها بالمكانة الوطيدة التي لا تتزحزح والتي تشغلها القضية الفلسطينية في أفئدة شعوبها ، إذ تتوهم الانظمة العربية إن هي راهنت على عامل الوقت وما تمر به القضية الفلسطينية من تعقيدات سياسية جمة وقتية وخلط غير مسبوق في الاوراق واصطفافات دولية واقليمية جديدة غير مؤاتية إن الشعوب العربية المنكوبة بدورها بتلك الانظمة الدكتاتورية سيدفعها كل ذلك إلى اليأس أو الاحباطات المستديمة للتخلي عن نصرة قضية شقيقها الشعب الفلسطيني ، لاسيما في ظل افتقاد الانظمة العربية ذاتها للشرعية الدستورية الحقة . وحتى مراهنتها على تغوٰل ووحشية الهجمة الامريكية الصهيونية هو رهان خاسر آجلاً أم عاجلاً مادامت القضية الفلسطينية وبالتلازم معها كُل القضايا الوطنية الداخلية لشعوبنا العربية جمعاء حية في قلوبها لا تموت وما دامت أيضاً تملك أقوى وأمضى الأسلحة لانتصارها في عصرنا - عصر المناداة بحقوق الانسان والديمقراطية والتعددية - ألا هو عدالة هذه القضايا وإرادة شعوبها القوية التي لا تُقهر .
وأخيراً فلعله من المفارقات الساخرة إن "البوابات الاليكترونية " التي ابتدعتها سلطات الاحتلال الأسرائيلي مؤخراً والتي جاءت دون مسوغات أمنية حقيقية سوى احترازات هوسية مسبقة لارضاء فوبيا خوفها من المصلين الفلسطينيين المنتفضين ضد الاحتلال حتى أثناء توجههم لاداء صلواتهم في "المسجد الأقصى " تأتي في ظل تفرج أنظمة عربية وتخاذلها ازاء ذلك المسلك الصهيوني المُشين والمهين لكرامة العرب والمسلمين أجمعين في حين بدت بعضها - الأنظمة الخليجية - متخاذلة عن إقامة مثل تلك البوابات الاليكترونية على واجهات المساجد والكنائس لضمان سلامة وأمن مواطينها المصلين العرب في كنائسهم ومساجدهم والمستهدفين من " داعش " على الهوية الطائفية والمذهبية !
* كاتب ومحلل سياسي بحريني



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون العرب والأزمة الخليجية
- نكسة 67 .. كيف تم إصطياد -الديك الرومي -
- قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني
- بعد حل - وعد - مامصير المعارضة المشروعة في البحرين ؟
- الدول الرأسمالية بين المهاجرين وحقوق الإنسان
- أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا
- الطبقات الفقيرة حينما تُسمم بالوعي الطائفي
- التمييز العنصري وصناعة الفقر
- ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية
- هل بمقدور أوباما اجتثاث العنصرية في بلاده؟
- ساحة محمود درويش في باريس
- الرأسمالية تتعرى في مياه خليج المكسيك


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!