أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48















المزيد.....

‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحمل الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض الفلسطيني المصادفة في الثلاثين من شهر. آذار الجاري مغزى سياسياً تاريخياً مميزاً على صعيد نضالات الشعب الفلسطيني عامة وعلى صعيد نضالاته داخل "اسرائيل " او كما باتوا يُعرفون ب " عرب 47 " بوجه خاص . ويمكننا ان ندرج في هذه الخصوصية أيضاً الدور السياسي التاريخي المحوري الذي لعبه الحزب الشيوعي الاسرائيلي "راكاح" في قيادة هذه الاقلية من الشعب الفلسطيني بحقوقها السياسية والديمقراطية و القومية والطبقية المهدورة جميعها داخل الدولة العبرية ، ومن ثم رسم الطريق الصحيح للادوات والوسائل النضالية الموائمة لانتزاعها ، وهو الطريق التي برهنت التجربة والممارسة الطويلتين ،بعد مرور 67 عاماً ، على صوابها منذ نكبة 48. ومما له مغزاه ان هذا العام يأتي غداة الانتصار الانتخابي البرلماني التاريخي غير المسبوق الذي حققته القائمة الانتخابية الموحدة لعرب 48 والتي اكتسحت 13 مقعداً ، وهو أكبر رقم تحققه هذه الأقلية القومية في تاريخ نضالها السياسي السلمي منذ اغتصاب وطنها فلسطين واقامة الدولة العبرية الصهيونية على جزء كبير من أراضيها. ولم يكن الانتصار الانتخابي الكبير الذي تحقق بالأمر السهل قياساً بالانتصارات البرلمانية لكل القوى الوطنية والديمقراطية في الاقطار العربية بالنظر للظروف الموضوعية الشاقة والبالغة التعقيد والتي ناضل ويناضل في ظلها ذلك القطاع من الشعب العربي الفلسطيني الذي عجزت عصابات الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني عن اجتثاثه من ترابه الوطني وفشلت على حمله على النزوح والتشرد كما فعلت حيال الاغلبية من ابناء شعبه ، وبقيت من يومها هذه الاقلية التي لم يتجاوز تعدادها حينئذٍ مائة وخمسين ألف بمثابة عظم في بلعوم الدولة العبرية ، في حين كان تعداد من تم تشريدهم يقترب من المليون فلسطيني وهي اليوم تبلغ نحو مليوني نسمة وتشكل 20% من سكان اسرائيل .
وكان الشيوعيون قد خاضوا معركة اختيار الطريق النضالي المناسب لقيادة عرب 48 وسط طوفان من مشاعر الرفض الفلسطيني والعربي للتقسيم او القبول بأي تعاطٍ مع الدولة الاسرائيلية حتي من قَبل هذه الاقلية المحكومة موضوعياً بقوانينها وأنظمتها، شاءوا أم أبوا ما داموا متمسكين بالبقاء على ترابهم الوطني الذي شُيدت عليه تلك الدول. لكن هذه الاقلية صمدت ونجحت في التشبث بترابها الوطني ، ولم يكن أمامها سوى خيارين أحلاهما مرُ : فإما أن تقبل التحدي وترسم طريقها النضالي الخاص بها وإما تُسلّم أراضيها ومساكنها للدولة الصهيونية الجديدة طواعيةً وتلتحق بقوافل أخوتها المشردين في مخيمات اللاجئين داخل فلسطين وبلدان الشتات العربية المجاورة . فكانت أن قبلت التحدي واختارت الخيار الأحلى الأشد مرارةً وسطرت بذلك أروع ملحمة نضالية مميزة في تاريخ نضال شعبها بوجه خاص ، وفي وتاريخ نضالات شعوبنا العربية عامةً والواقعة جميعها تحت انظمة شمولية . وتجلت هذه الملحمة تحديداً في فن اتقان الجمع بين النضالين الوطني والديمقراطي معا.
وفي بدايات الخمسينيات كانت المعركة التي خاضها الحزب الشيوعي من أجل توعية واقناع جماهير عرب 48 بأهمية التحشيد من أجل انتزاع حقها في التمثيل البرلماني على قدم المساواة مع اليهود بغرض توظيف المنبر البرلماني لاسماع صوت هذه الأقلية وهمومها اليومية وحقوقها المشروعة داخل اسرائيل وإلى العالم ، كانت هذه المعركة من أعقد المعارك السياسية التي خاضها الحزب ونجح فيها بامتياز سريعا في اقناع ليس "عرب 48 " فحسب ، بل جل القوى السياسية الفلسطينية المناضلة الاخرى في صفوف هذه الأقلية، حتى باتت اشد القوى الفلسطينية والعربية رفضاً لهذا الشكل النضالي تتفهمه وتقره هو والوسائل النضالية السلمية الاخرى الممكنة .
وهكذا منذ خمسينيات القرن الماضي لم يخلُ الكنيست من ممثلين للحزب داخله ، ثم أخذ يتصاعد هذا التمثيل في العقود التالية حتى بلغ ذروته بالقائمة الجبهوية البرلمانية العربية الموحدة المشتركة التي خاضت انتخابات الكنيست الاخيرة في الشهر الفائت وفازت ب13 مقعداًوهو اكبر عدد يحصده عرب 48 من مقاعد البرلمان منذ خمسينيات القرن الماضي مشكلةً بذلك ثالث قائمة من حيث الحجم . وأضحى الحزب الشيوعي الأسرائيلي والقوى والرموز السياسية العربية الاخرى التي اقتنعت بجدوى العمل البرلماني ذات خبرة في قواعد اللعبة البرلمانية وتستفيد بهذا القدر او ذاك من تناقضات او صراعات القوى السياسية الاسرائيلية الممثلة في الكنيست وتدخل مع هذا الطرف او ذاك في مواقف مشتركة وخاصة التي من شأنها التأثيير على أشد القوى يمينيةً وعنصرية ضد عرب 48 وفضح خطابها العنصري الرامي لجعل الدولة غير قائمة على المواطنة المتساوية بل دولة للعنصر الييهودي فيها فقط .
وبفضل هذه التجربة النضالية البرلمانية والسلمية المميزة ،رغم كل علاتها وشروطها العنصرية الاسرائيلية ، ليس من قبيل المبالغة القول ان هذه الأقلية هي اليوم اكثر فئة من بين فئات الشعب الفلسطيني اعتدالاً وواقعيةً في الممارسة النضالية بسقفها الموضوعي منذ نكبة شعبها العام 1948 ، وباتت تكتنز اليوم أغنى تجربة فريدة من نوعها ليس في الجمع بين النضالين الوطني والديمقراطي من أجل حقوق شعبها الفلسطيني في الداخل " الاسرائيلي " والخارج ( الضفة والقطاع والشتات ) فحسب ، بل وتكتنز خبرة مديدة في العمل البرلماني الطويل المتواصل بلا انقطاع على امتداد ستة عقود ونيف ، واكتسبت بفضلها نضجاً ديمقراطياًمميزاً بين سائر فئات شعبها، ليس في مواجهة أعدائه داخل البرلمان ( الكنيست ) فقط ، بل وفي طريقة اداء وادارة وتنظيم تبايناته الفكرية والدينية و اختلافاته السياسية ، وهو ما افتقر إليه للأسف أشقاؤها في فصائل المقاومة المسلحة في الشتات والذين لطالما لجأوا الى الاقتتال لحسم خلافاتهم ومازالوا كذلك ، كما حدث قبل سنوات قليلة في قطاع غزة ، وتحديداً بين فتح وحماس ، أي حتى بعد انتهاء عصر الكفاح المسلح انطلاقاً من الاردن ولبنان .
ولقد كان للحزب الشيوعي الاسرائيلي دور نضالي كبير في احداث يوم الارض الذي أصبح مناسبة وطنية فلسطينية عامة لكل الفلسطينيين بدون استثناء . وكما هو معروف تاريخياً فإن قصة يوم الأرض بدأت في منتصف سبعينيات القرن الآفل وذلك عند عمدت أسرائيل بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاعة في المناطق ذات الأغلبية السكانية العربية في مثلث الجليل بغية تهويدها ، وعلى إثرها تداعت القوى السياسية والبلدية العربية لتشكيل لجنة للدفاع عن الاراضي العربية المزمع مصادرتها وتهويدها وقررت الدعوة لإضراب عام شامل يُنفذ يوم ال 30 من آذار عام 1976، ولعب الشيوعيون الفلسطينيون في الحزب الشيوعي الاسرائيلي دوراً محورياً في التحضير لذلك الاضراب وبخاصة المناضل والشاعر الكبير المعروف توفيق زياد الذي كان حينها عمدة مدينة الناصرة المنتخب ، كما كان أغلب رؤساء السلطات المحلية من الشيوعيين . وأصرت القوى السياسية وجماهير عرب 48 على تنفيذ الاضراب بالرغم من اعلان السلطات الاسرائيلية حظره وحظر التجول في يوم الاضراب ونجح الاضراب نجاحاً ساحقاً على الرغم من القمع العنيف الذي واجهت به تلك سلطات الاحتلال الفاشية الاسرائيلية ذلك الاضراب ، وسقط عدد من الشهداء، ومنذ ذلك العام ظل الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته وفي كل أماكن تواجده يُحتفل بذلك الحدث التاريخي سنوياً .
وأخيراً فلعل هذه التجربة النضالية المفعمة بالعِبر والدروس النضالية التاريخية جديرة بالاستفادة من قِبل كل القوى النضالية الفلسطينية بوجه خاص والقوى السياسية العربية المناضلة من أجل التغيير داخل بلدانها بوجه عام ، وعلى الخصوص في ظل العثرات والاخفاقات التي تعتور تجارب كل منها والتي أفضت ضمن ما افضت اليه لاجهاض حلم الربيع العربي في معظم بلدانه.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية
- هل بمقدور أوباما اجتثاث العنصرية في بلاده؟
- ساحة محمود درويش في باريس
- الرأسمالية تتعرى في مياه خليج المكسيك
- أسطول الحرية والأشكال النضالية المغيّبة
- التلوث بين خليج المكسيك وخليجنا
- والذين يزدرون حضارتهم
- دروس أسطول الحرية (2-2)
- دروس أسطول الحرية (1-2)
- جياع العالم.. والمقتدرون المقترون (2-2)
- حال أول بلد اشتراكي في العالم اليوم (1)
- التعددية في الأسرة الواحدة.. عبدالقدوس نموذجا
- مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)
- الطبقة العاملة.. همومها وعيدها
- كيف مر يوم المرأة العالمي؟
- الإرهاب بين روسيا والعراق
- المرأة والتجربة الديمقراطية الهندية


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48