أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني














المزيد.....

قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه دول مجلس التعاون الخليجي أزمات اقتصادية ومالية متفاوتة الشدة من دولة إلى اُخرى منذ الانخفاضات المتوالية لأسعار النفط العالمية التي بدأت في يونيو / حزيران من لعام 2014 ، ذلك بأن هذه الدول وبالرغم مما بدا أنها كانت تتحسب لأن تواجه ظروفاً مستقبلية كهذه منذ نحو ثلاثة عقود خلت وأكدت مراراً توجهها نحو تنويع مصادر الدخل ، إلا أنها عجزت جميعها عن ترجمة هذا التوجه على أرض الواقع الفعلي إلا في أضيق الحدود ، وهكذا أعتادت أن تعتمد في وضع موازاناتها العامة اعتماداً رئيسياًً على إيراداتها المالية النفطية ؛ وأفضت هذه الانهيارات في أسعار النفط إلى عجوزات في الموازنات العامة في هذه الدول ،واضطرارها إلى الاقتراض والديون وإلى اتباع سياسة التقشف وضغط الإنفاق وزيادة الرسوم والضرائب ، بيد أن انعكاس هذه الأزمة بدا أشد على أضعف هذه الدول في انتاج النفط ألا هي مملكة البحرين ، وبخاصة وأنها على عكس معظم شقيقاتها التي لجأت - لكي تتفادى اقتراب رياح الربيع العربي منها - إلى رفع أجور مواطينينها مرة أو أكثر خلال السنوات القليلة التي التي سبقت انهيار أسعار النفط فإنها - البحرين - لم تتمكن من رفع أجور مواطنينها التي ظلت على حالها منذ سنوات بعيدة ، وبسبب هذا الوضع تأخر اصدارها الميزانية العامة للعامين 2017- 2018 ثمانية شهور تقريباً ربما لأول مرة منذ استقلال البلاد .
وحول هذه الأوضاع المُقلقة أصدر التيار الديمقراطي مؤخراً بياناً واللافت فيه بخلاف البيانات المشتركة السابقة التقليدية التي يغلب عليها لغة التعبيرات العامة والمبدئية حيال أي حدثٍ محلي يتسم بدرجة من الخطورة تميّزه بموضوعيته الرصينة ولغته الهادئة في تشخيص الوضع الحالي الاقتصادي والمعيشي للبلاد واستشراف آفاق الخروج من نفقه المُظلم الذي يأخذ بخناق السواد الأعظم من الشعب المكوّنة غالبيته من الطبقات الفقيرة والمتوسطة مُعتمداً في ذلك لغة الارقام والحقائق الاقتصادية .
فمما أكّده البيان إن الإيرادات النفطية تمثل 80 % من إجمالي كل الإيرادات ، وأن الانخفاض فيها ناجم عن تقدير لسعر البرميل الواحد ب 55 دولار ( علماً بأنه سبق لصندوق النقد الدولي أن حذّر دول الخليج من استنزاف احتياطاتها النقدية خلال خمس سنوات فقط حتى لو قُدر استقرار السعر على 50 دولاراً ) ، كما أشار البيان إلى ثمة تراجع في دعم المبيعات النفطية والغازية من 960 مليون دينار بحريني إلى 35 مليون دينار بحريني ، ولفت البيان النظر أيضاً إلى تفاقم المصروفات المتكررة وغياب الترشيد الفعلي للإنفاق ، ولعل الأهم من كل تلك الظواهر والمؤشرات الاقتصادية الرقمية التي أستعرضها البيان بما يشبه التفصيل هو الخلاصة التي خلص ءليها ومفادها ان تخفيض الدعم الحكومي للسلع الغذائية والمعيشية الاساسية والخدمات سيفضي إلى تدهور الأحوال المعيشية للمواطنين والمشاريع الإسكانية المخصصة لهم وبضمنها علاوات الدعم وبخاصة في ضوء الاجراءات التقشفية ورفع الرسوم المفروضة التي تثقل كواهلهم ، وأن النفقات العسكرية والأمنية التي تستحوذ 45 % من إجمالي المصروفات المتكررة تأتي على حساب قطاعي الصحة والتعليم اللذين تم تخفيض الإنفاق عليهما ، وهما - كما نعلم - بالغا الأهمية للمواطنين أو لنقل : وللتنمية البشرية داخل أي دولة بوجه عام .
وبقدر ما يُحسب للبيان اعتماده - كما أسلفنا- لغة الأرقام المقترنة بالمصطلحات الاقتصادية الشائعة والمفهومة لدى أوساط النخبة السياسية في المجتمع ولدى المعنيين في الدولة إلا أنه يؤخذ عليه توسعه فيها ، إلى حدما ، وعدم تبسيطها للعامة باعتباره بياناً ينبغي أن يخاطب أيضاً عامة الناس لا النُخبة والحكومة فقط ، ومن ثم عدم تركيزه بصورة محورية في هذا التبسيط على تعرض الحقوق المكتسبة للمواطنين للمزيد من الفقدان في ضوء تلك الخطط المالية المرسومة ، وبخاصة أن تلك الاجراءات التقشفية ورفع الرسوم وتوالي ارتفاع أسعار السلع الأساسية ورفع الدعم عنها لا تمس الطبقات الثرية والميسورة بل الطبقات المهمشة والفقيرة التي تشكل السواد الأعظم من الشعب ، كما يؤخذ على البيان إذ طالب في خاتمته بتشكيل مجلس أعلى لإدارة الأوضاع الاقتصادية والمالية للبلاد من الخبراء والمجتمع المدني كان يُفترض أن يتقدم التيار الديمقراطي نفسه باستعداده الكامل بترشيح خبرائه في هذا الشأن إذا ما تم التجاوب رسمياً مع هذا المقترح، فلديه كثرة من الخبراء الاقتصاديين على درجة عالية من الكفاءة ، لاسيما ان عدداً منهم قد استضافتهم جمعية الشفافية البحرينية في حلقة نقاشية قيّمة حول نفس الموضوع تمت في نفس يوم صدور البيان وقدّم أغلبهم فيها مداخلات متميزة في تحليل بنود الميزانية العامة ، وإن خلت الحلقة من توصيات عامة في ضوء مادار فيها من مناقشات ومداخلات .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد حل - وعد - مامصير المعارضة المشروعة في البحرين ؟
- الدول الرأسمالية بين المهاجرين وحقوق الإنسان
- أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا
- الطبقات الفقيرة حينما تُسمم بالوعي الطائفي
- التمييز العنصري وصناعة الفقر
- ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية
- هل بمقدور أوباما اجتثاث العنصرية في بلاده؟
- ساحة محمود درويش في باريس
- الرأسمالية تتعرى في مياه خليج المكسيك
- أسطول الحرية والأشكال النضالية المغيّبة
- التلوث بين خليج المكسيك وخليجنا
- والذين يزدرون حضارتهم


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني