أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كان أيوب صابرا على بلواه ؟














المزيد.....

هل كان أيوب صابرا على بلواه ؟


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يعتقد جميع المسلمين أن أيوب كان صابرا على بلواه بعد أن أنزل الشيطان به المصائب والأمراض ، وأصبح عند الناس مثالا للصبر أمام الشدائد والمصائب، وحتى لوعات الحب " صبر أيوب صبرت عليك يا محبوب " لكن ما لا يعرفه معظم المسلمين أن الشيطان لم يمس أيوب وينزل به المصائب إلا بموافقة إلهية من الرب ( يهوه ) في محاولة لاختبار إيمانه ، فحين أراد الرب يهوه الإطمئنان على الرجل الصالح أيوب لم يجد غير الشيطان الذي كان يتجول في الأرض ليسأله عنه ، فأجابه بأن المسألة ليست مجانية عند أيوب ، فهي تتعلق بالثراء الذي أغدقه الرب عليه ، وإذا ما تم نزع هذا الثراء فإنّه سيجدف على الرب في وجهه :
ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له فانه في وجھك يجدف عليك . أيوب 1/ 11
وهكذا يطلق يهوه يد الشيطان ليفعل بثروات أيوب ما يشاء . مشترطا على الشيطان أن لا يمس جسده.
يبدد الشيطان قطعان أيوب ومواشيه ويقتل أولاده السبعة وبناته الثلاث . ورغم ذلك يصبر أيوب ويقول مقولته الشهيرة " عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى ھناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا" أيوب 1/21
وبدلا من أن يكتفي الرب بهذا الموقف النبيل من أيوب ، والمعبر عن إيمان عظيم . نراه يطلق يد الشيطان ثانية وفي جسد أيوب هذه المرة ، دون أن يميته .
يقوم الشيطان بضرب أيوب بأكثر من فالج ليغدو طريح الفراش والدود ينهش جسمه، وقد هجره الجميع ما عدا المدافعين عن الرب أمام غضب أيوب العارم ، فلم يعد الرجل قادرا على الصبر . وهنا تبدأ أعظم وأرفع وأقدم ملحمة أدبية سطرها البشرعن الألم الإنساني في مواجهة الظلم الإلهي. تقع في 42 سفرا ( فصلا ) تزخر بأبلغ ما قيل في الأدب عن الألم الإنساني والتعبير عن الغضب في مواجهة الإله .
من الجدير بالذكر أن أيوب حسب التوراة اليهودية مجرد رجل صالح وليس نبيا أو ملكا . بينما في النص القرآني يقدم كنبي في آيات قليلة جدا لا تتطرق بأي تفصيل لمأساته :
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الأنبياء / 83
والأمر نفسه ينطبق على جميع ملوك وشيوخ بني اسرائيل الذين تحولوا إلى أنبياء في القرآن ، كما تحول الرب يهوه الذي نادرا ما يعرف الرحمة والشفقة إلى الله أرحم الراحمين ، في محاولة من الإسلام كما يبدو لتقديم صورة مغايرة للإله .
ولقد قمت بمقارنة بين سفر أيوب وفاوست غوته لأبين مدى التطور في العقل البشري (الأدبي) في فهم
الألوهة.
أرفق رابط كتبي في موقع كتابات جديدة للنشر الالكتروني ومن ضمنها ( أيوب التوراتي وفاوست جوته ) لمن يريد أن يحمله ويقرأه .
دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روايات فلسطينية جديددة خارجة عن المألوف !
- ما الاسم الذي يفضل الخالق أن يطلق عليه ؟
- الطاقة الكونية بين الوعي والفعل !
- الخوف من الموت!
- في الدين والتدين والخلق والخالق (5)
- الفرق بين الملحد والعلماني والمؤمن !
- كنعان تنهض من أعماق التاريخ في- قصة عشق كنعانية -
- إشكالية العقل الديني بين المحلل والمحرم في الجنس والحب !شاهي ...
- مآسي الدين ومذاهب التدين في أوروبا ! شاهينيات 1308
- كابوس ما بعد الأصيل !
- عقل الإنسان من عقل الخالق! شاهينيات 1306
- * لغة الخالق أم اللغات وليست من لغات البشرية!
- يا لكثرة لصوص الإنترنت !
- * في طاقة الخالق ! شاهينيات 1303
- الدوجمائية في العقل العربي! شاهينيات 1302
- * أبانا الذي في كل مكان ليتقدس اسمك العظيم جلّ جلالك !
- * الخالق العظيم ليس إلهاً وأكبر من أن تعبّرعنه لغة أوأن تحيط ...
- شاهينيات 1298 في الخلق والخالق
- - وداعا يا زكرين -سيرة بلدة فلسطينية 1948.
- شاهينيات1297


المزيد.....




- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كان أيوب صابرا على بلواه ؟