أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب














المزيد.....

زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
"زهرة في حوض الرّبّ" مجموعة نصوص للكاتبة الفلسطينية سعاد المحتسب. يقع الكتاب الصّادر عن دار فضاءات في عمّان عام 2016 في 273 صفحة من الحجم المتوسّط.
العنوان: الحوض لغة يعني مجتمع المياه، وعندما أضافته الكاتبة للرّب" حوض الرّبّ" فهذا له دلالة دينيّة، والزّهرة هي طفلها المرحوم "عمرو" الذي اختطفه الموت، فترك آلاما وجراحا في قلب والدته لا تندمل، ولا يدرك لوعتها إلا من جرّب الثّكل، لكنّها تعزّي نفسها بأن جعلت طفلها الرّاحل ينتقل من حضنها إلى حضن الرّبّ خالقه، وهو الأرحم بخلقه، أي أنّ الله استبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، حسب الفهم الدّينيّ، ومن هنا جاء حوض الرّب، فقد جاء في الصّحيحين : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ؛ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا".
ومن هنا جاء إهداؤها الكتاب أيضا:" إلى ملاكي الصّغير"عمرو" الزّهرة في حوض الرّب. ولا نملك هنا إلا الدّعاء بالرّحمة للرّاحل" عمرو" والصّبر لوالديه.
المضمون: خصّصت الكاتبة عددا من نصوصها كمراثي لطفلها الرّاحل، وفيها تظهر لوعتها وحسرتها وصدق عاطفتها، مع التّذكير بأنّ المراثي ليست جديدة على الأدب العربيّ، وعلى الأدب العالميّ أيضا، وهي غزيرة جدّا، وبالتّأكيد فإنّ الرّاثي يرى الموت والفقد من منظاره الخاصّ ومن خلال الشّخص الذي فقده، مع أنّ العواطف الانسانيّة مشتركة في هكذا حالات.
والكاتبة هنا طرقت أكثر من موضوع في نصوصها التي نحن بصددها، فهناك نصوص حول الحبّ، حبّ الانسان للانسان، حبّ الوطن، حبّ الجمال، وتطرّقت إلى علاقة الرّجال بالنّساء، والعقليّة الذّكوريّة السّائدة في المجتمع، فتنتقد سلبيّات ثقافة المجتمع، ولنأخذ النّصّ "في هذه البلاد" ص 190 كنموذج لذلك. فهي تطرح تناقضات المجتمع التي نراها جميعنا بهدوء أكثر مرارة من العلقم فتقول:
"في هذه البلاد، يُمحق الحق ويعلو الباطل" وهذه إشارة ذكيّة إلى غياب العدالة واختلال القيم. ومن هذه المنطلقات تضيف للتّدليل على صحّة ما تقول:
" يتغنّى النّاس بعهر الرّجل، وتذبح المرأة بتهمة الحبّ"؟، ويتكرّر ذلك مرّة أخرى، " بئس مجتمع يشرّع العهر للرّجل، ويمحق الحبّ في قلب امرأة" ص 198. وهذا ما يحصل في مجتمعاتنا - مع الأسف-وثقافتنا الشّعبيّة تعجّ بالأمثال والحكايات التي تمجّد الذّكور وتنتهك إنسانيّة الإناث. ولهذا فإنّ:
"تفضح المدن عناق العشّاق بأزقّتها، وتتستّر على على المومسات بالشّوارع"
ولغياب العدالة فإنّ القوانين تطبّق على الفقراء فقط: "تقتصّ من فقير يسرق كسرة خبز، وتدافع عن اللصوص بالبزّات السّوداء". وتتعدّى المظالم حدودها عندما تصل المثقّفين:" تُخرس المثقّفين وتصفّق للسّفهاء".
ويبلغ الظّلم الاجتماعيّ مداه فيما يبيحه للذّكور، ويحرّمه على الإناث:
"في هذه البلاد، تموت الزّوجات الأرامل جوعا للعطف ويتزوّج الرّجال أربعا"
وهذا ما نشاهده كثيرا في مجتمعاتنا، فهناك رجال أرامل يتزوّجون وهم في سنّ الشّيخوخة من نساء في مختلف الأعمار، بينما يحرمون المرأة الأرملة من الزّواج حتّى لو كانت في العشرينات من عمرها.
اللغة والأسلوب: استعملت الكاتبة لغة فصيحة بليغة، فيها تشبيهات واستعارات لافته، ولغتها شعريّة، بل إنّ بعض نصوصها تتوافّر فيها شروط قصيدة النّثر، كما أنّ بعض نصوصها لم تخل من السّخرية.
وماذا بعد: واضح أنّنا أمام كاتبة تملك ناصية الكلمة، وعندها القدرة على مواصلة الكتابة بخطى ثابتة، وهذه القراءة السّريعة لا تغني عن قراءة الكتاب كاملا.
9-7-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان
- بدون مؤاخذة- النصر العربي المبين
- بيان شراونة تفتح الأبواب المغلقة في روايتها البكر
- وسادة جمعة السمان عش دبابير
- عناقيد أماني محمد والأدب الرفيع
- بدون مؤاخذة- ماكو عيد
- بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة
- بدون مؤاخذة-خلط الأوراق في الشرق الأوسط
- بدون مؤاخذة- انتهت صلاحيّات قطر Expired
- وتلك الأيام نداولها بين النّاس-قصيدة
- بدون مؤاخذة-خمسون عاما والأقصى مستباح
- بدون مؤاخذة- خمسون عاما وتكتمل الهزيمة
- بدون مؤاخذة-لن يصلح العطّار
- بدون مؤاخذة- ليقطع دابر القتلة
- هواجس الماء...أمنيات الزّبد في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- بعيدا عن المزايدات
- بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان
- هواجس نسب أديب حسين والدّرر المخبوءة


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب