أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان














المزيد.....

بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان
يلاحظ أنّ الرئيس الأمريكي رونالد ترامب في زيارته "التّاريخيّة" للسعوديّة، واجتماعه بالقادة العرب والمسلمين، وانتقاله بعدها لزيارة القدس وبيت لحم، لم يذكر ولو بكلمة واحدة حلّ الدّولتين أو ضرورة وقف الاستيطان الاسرائيليّ، أو حق تقرير المصير للشّعب الفلسطيني، بما في ذلك حقّه في إقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس، وهو في ذلك يتساوق مع طروحات رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو، وكل ما يريده ترامب هو :" "سأبذل كل جهدي من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسأعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني عبر السلطة الفلسطينيّة"، ولم يستجب لدعوة الرئيس محمود عبّاس للعمل على إقامة دولة فلسطينيّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة بعاصمتها القدس وبجانب دولة اسرائيل. وطروحات ترامب لا تختلف عن طروحات نتنياهو، الذي يرى حلّ القضيّة الفلسطينيّة من خلال التنمية الاقتصاديّة، والاحتفاظ بالأراضي المحتلة لتبقى نهبا للاستيطان اليهوديّ.
وقد حصل ترامب من خلال الاتفاقات العسكرية والاقتصاديّة مع السعودية وبعض الدّول الخليجيّة على أكثر ممّا كان يريده دون عناء، وبهذه الاتفاقات وما حصل عليه من مليارات الدولارات سيعيد انعاش وتطوير الصّناعات العسكريّة الأمريكيّة، لتنجب جيلا جديدا من الأسلحة؛ لتبقى أمريكا وحليفتها اسرائيل متفوّقتان عسكريّا على المستوى العالميّ، كما أنّه سينعش الاقتصاد الأمريكيّ وسيجد حلولا لمئات آلاف الأيدي العاملة الأمريكيّة، وسيجد جزء من هذه المليارات طريقه إلى الخزينة الاسرائيليّة.
أمّا الاتفاقات الأمنيّة مع الدّول العربيّة والاسلاميّة، فهي بادرة للاعلان عن حلف عسكريّ عربي اسلاميّ أمريكيّ اسرائيليّ، فقد استطاع ترامب من خلال القادة العرب والمسلمين أن يغيّر قواعد الصّراع الشّرق أوسطيّ، وأن يحرف البوصلة عن اتّجاهها الصّحيح، فالصّراع أساسه هو القضيّة الفلسطينيّة، وحقوق الشّعب الفلسطينيّ، بما فيها حقّه في إقامة الدّولة الفلسطينيّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في حرب حزيران 1967، حسب قرارات الشّرعيّة الدّوليّة والقانون الدّولي، وقد انتبه لخطورة ذلك العاهل الأردنيّ عبدالله بن الحسين عندما دعا في كلمته في قمّة الرّياض إلى "ضرورة ايجاد حل عادل للقضيّة الفلسطينيّة وحماية القدس" وبدلا من ذلك ستجري تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ، وسيتحوّل الصّراع إلى تحالف عربيّ اسلاميّ أمريكيّ اسرائيليّ من جهة، مقابل ايران وحلفائها من جهة أخرى، باسم الدّفاع عن الاسلام السّنّيّ، مقابل "الارهاب والتّمدّد الشّيعيّ"!
وبهذا ستتحقّق سياسة نتنياهو عندما قبل بندا واحدا من "مبادرة السّلام العربيّة" وهو "إقامة علاقات عربيّة اسلاميّة طبيعيّة مع اسرائيل"، ومن هنا جاءت المشاركة غير المسبوقة تاريخيّا لقادة الدّول العربيّة والاسلامية في الاجتماع مع ترامب في الرّياض. وما الاتّفاق على محاربة الارهاب، إلا اتّفاق على محاربة القوى الحزبيّة والتّنظيميّة التي تناصب اسرائيل العداء، وفي مقدّمتها حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينيّة وغيرهما. وهذا سيرافقه تحجيم السّعي الايراني لتكون ايران الدّولة الاقليميّة الأولى، لتبقى السّاحة خالية لاسرائيل وحليفتها الاستراتيجيّة تركيّا، تمهيدا لتنفيذ المشروع الأمريكيّ" الشّرق الأوسط الجديد"؛ لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة. ولترسيخ اسرائيل كدولة وكقاعدة عسكريّة أمريكيّة متقدّمة تتحكّم بمصير دول وشعوب المنطقة، وهذه السّياسة ستنفّذ كما يبدو بدماء ومال عربيّ اسلاميّ.
ولنتذكر ما كتبه نتنياهو في كتابه “aplace between nations”الصادر بداية تسعينات القرن الماضي، وترجم إلى العربيّة تحت عنوان"مكان تحت الشّمس" والذي يرى فيه السّلام من خلال احتفاظ اسرائيل بالأراضي المحتلة، بما فيها مرتفعات الجولان السوريّة، "وإذا ما تحقّق ذلك واجتمعت الانتلجنسيا الاسرائيليّة مع الأيدي العاملة العربيّة الرّخيصة، فسيزدهر الشّرق الأوسط"، ويبدو أنّ اليوم الذي ستتحوّل فيه الشّعوب العربيّة إلى "حطّابين وسقّائين" لم يعد بعيدا، بفضل كنوز أمريكا واسرائيل الاستراتيجيّة في المنطقة.
23-5-2017




#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس نسب أديب حسين والدّرر المخبوءة
- لنّوش في عيدها الثاني
- رواية -الحنين إلى المستقبل- في اليوم السابع
- صفحات من رواية عذارى في وجه العاصفة
- صفحات من رواية النكبة -أميرة-
- رواية -الحنين إلى المستقبل- والفلسطينيّ المطارد
- بدون مؤاخذة- تذوب الشّموع لتنير الظّلمات
- فلسطين رواية المكان والذّاكرة
- بدون مؤاخذة- غباء القوّة وأنين الأسرى
- بدون مؤاخذة-القتل المجاني
- بدون مؤاخذة- حماس الوجه الآخر لفتح
- بدون مؤاخذة- عندما تجلد الضحية ذاتها
- بدون مؤاخذة-عندما يصبح الموت خيارا
- بدون مؤاخذة- طلبات الأسرى الفلسطينيين حق انسانيّ
- طير بأربعة أجنحة والمراهقة
- رنين القدس في حرام نسبي
- بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله
- أحمد دحبور يلتحق بالرّاحلين الكبار
- بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات
- بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم المنطقة العربيّة قيد التنفيذ


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان