أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عالم الجن بين فيلم -عروس النيل - ومسلسل - عفاريت عدلي علام -














المزيد.....

عالم الجن بين فيلم -عروس النيل - ومسلسل - عفاريت عدلي علام -


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


شَكلَ عالمُ الجنِ لغزاً محيراً للإنسان ؛ حاولَ فكَ بعض رموزهِ وطلاسمهِ ،والولوجُ إليه بشتى السبلِ ،باحثاً عنْ مَنْ يحققُ لهُ الرغباتِ الحياتيةِ . وتعودُ حكايات الجنِ والعفاريتِ والصراعُ معها إلى بدايةِ نشوءِ الحضارةِ ، حتى نُسبتْ بعض الأعمالِ الضخمةِ إلى مخلوقاتٍ هذا العالم الغريب ، من قبل أن بناء الأهرامات كان بمساعدة الجن ،وهكذا من المبالغات القصصية التي مَلئتْ الكتب حتى اليوم . جاء الإسلام ليؤكد حقيقة عالم الجن في آيات عديدة ،وأنه عالم غير مرئي إلا لأصحاب الكرامات من الأنبياء والصديقين. وقسم القرآن الكريم الجن إلى نوعين : مسلم وكافر ، ولكن هؤلاء لا يملكون ضراً ولا نفعاً للإنسان إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى .
السينما والتلفزيون حاولت استثمار هذا الموضوع لبث المرح والسعادة في نفس الإنسان ، وأبعاده قليلاً عن المشاكل الحقيقية. ولعل سلسلة مغامرات علاء الدين والمصباح السحري من أكثر الموضوعات تناولاً في تاريخ السينما والدراما العالمية والعربية . وتأتي مسلسل " عفاريت عدلي علام " أنتاج 2017 ليكمل الرغبة البشرية في الحصول مساعدة من عالم الجن للخلاص من المشاكل المعقدة التي تعترض الحياة المعاصرة . وجاء هذا العمل عبر سلسلة من نجاحات التي حققها تعاون النجم عادل إمام مع الكاتب والروائي يوسف معاطي عبر مسلسلات " فرقة ناجي عطا الله " و" صاحب السعادة " و" العراف " و" أستاذ ورئيس قسم" و" مأمون وشركاؤه " مع سيطرة إخراجية لابنه رامي إمام . لم يستطع الكاتب معاطي أن يستوعب الخيال البشري في عالم الجن والعفاريت بشكل جيد ،حيث تبعثرت أفكاره ،وضاع مغزى العمل ، وانشغل بجزئيات دون الموضوع الرئيسي . ربما كان هَم الكاتب الإتيان بموضوع مختلف عن ذي قبل لأجل المغايرة والتجديد ،وأثارت هذه الموضوع نحن في زمن تتحكم في التكنولوجيا في أدق تفاصيله .
المسلسل يكاد يقترب من فيلم "عروس النيل " أنتاج 1963 ومن أخراج فطين عبد الوهاب وتأليف كامل يوسف وبطولة لبنى عبد العزيز ورشيدي أباظة . هناك تشابه بين العملين يصل إلى حد الاقتباس .ففي فيلم " عروس النيل " نجد عروس النيل " هاميس" ابنة أله الشمس آتون التي تؤدي دورها لبنى عبد العزيز تظهر للباحث الجيلوجي" سامي " رشيدي أباظة وتطارده وتسبب له مشاكل بقالب رومانسي كوميدي . في الجهة المقابلة نجد الجنية " سلا " ابنة ملك الجان غادة عادل تقع في غرام الأديب والباحث المدفون بين طيات الكتب " عدلي علام " عادل إمام .كلا الفتاتين خرجتا عن نواميس عالمهما اللتان جاءتا منه ،ولابد أن تنالا عقوبة لخرقهما القوانين التي تسود عالم كلا منهما .
الرومانسية الكوميدية التي تعطر أجواء فيلم " عروس النيل " .في حين الواقعية الكوميدية هي من تحرك أحداث مسلسل " عفاريت عدلي علام " .ربما سعى الكاتب يوسف معاطي إلى ربط الواقع بالخيال من خلال طرح قضايا ذات تماس الإنسان المعاصر كالفساد الإداري والشعوذة والسحر واستغلال السلطة وتغيب الكفاءات وغيرها من الموضوعات التي تحمل روح المعاصرة .
مسلسل " عفاريت عدلي علام " لم يحقق النجاح المنشود له لأسباب كثيرة ، منها: تشظي الفكرة وعدم مركزية الموضوع حيث استهلكت الجزئيات اغلب حلقات المسلسل .قصر الحلقة الواحد الذي لم يتجاوز 25 دقيقة وعدم تكثيف الموضوع . رتابة بعض الأحداث وتكرارها حال دون تحقيق متعة المشاهدة . فضلا على وجود نفس يشجع النظرة الإلحادية من خلال ضرورة عدم ذكر الله وسبحانه وتعالى للحيلولة دون غضب الجن . وأيضا هناك دور عادل إمام في المسلسل الذي لا يختلف كثيراً عن ما قدمه سابقاً ،وشخصية الرجل المثالي الذي يبحث دائما عن سعادة الآخرين على حساب نفسه .، وهذه الشخصية أصبحت مستهلكة .ربما مثل هذه الأدوار تناسب عادل إمام عمريا بعد أن ملأ السينما والتلفزيون شغباً وخفةً.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات امرأة أسمها الحرب
- رواية ( قطاع 49) والقفز على المكانية الجغرافية
- اموال الجباية والادخار ... من يركض وراء من؟
- عبادي العماري ،صوت سرق المدينة من أهلها
- قانون العشائر... إلى الوراء درّ
- الفنان العراقي المغترب إحسان الجيزاني وفن قراءة الوجوه بين و ...
- التكنوقراط ، الوهم العراقي
- الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى
- مقال/ بين ساعة معلمتي اللماعة وذات نقاب الأسود


المزيد.....




- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عالم الجن بين فيلم -عروس النيل - ومسلسل - عفاريت عدلي علام -