أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عبادي العماري ،صوت سرق المدينة من أهلها














المزيد.....

عبادي العماري ،صوت سرق المدينة من أهلها


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 19:35
المحور: الادب والفن
    



الحزن كائن جنوبي يلقي بظلاله على مدينة ؛ هي امتداد لعادات وتقاليد يسري بها الطين الحري حتى الأعماق . ولعل الصوت بما يملكه من حلاوة وعذوبة يزيد من مداعبة المشاعر لدرجة الثمالة والوجد الصوفي ؛لان الإنسان الجنوبي مهما ابتعد عن موطنه ،لابد أن يتسلل إليه داء الحزن لصبح لهو هواية وعنوان تميزه عن الآخرين . واغلب الأصوات القادمة إلى المدينة كطيور مهاجر تمارس طقوس الولع بما يثر أحاسيس ويحرك الحنين حيث يشكل الحزن ملاذاُ ودفئاً لمن أراد أن يشتهي لحظة الهوى وممارسة لعبة الاختباء خلف الذكريات .
الأصوات الجنوبية لا تزيد المدينة سوى موجات كهربائية تجدد المشاعر في حالة الظمأ والموضة ووسائل الاتصال الحديثة . عبادي العماري بتركيبته الفطرية لم يكن سوى صوت ميساني استطاع ان يسرق من المدينة أضواءها بحلاوة صوته لدرجة النشوة حتى غدا يملك من تلك العذوبة الماء الزلال ورائحة تمن العنبر ونسمات القصب والبردي ؛ انه دمعة استطاعت أن تجرح خدود العاشقين ،واه جنوبية على حبيبٍ لعله يعود في يوم ما. ربما أخذت مدينة الثورة منه زيه الريفي واستبدلته بالقاط والرباط ، ولكن هذا الجسم الاسمر النحيل هو صوت جنوبي أخاذ حيث الهور والمشحوف ،وسفونية الكراكي المهاجرة إلى ارض الله الواسعة . لم يخرج العماري عن حزنه الجنوبي ، بل طوع موطنه الجديد - الثورة - إلى عوالم الانتماء السومري حيث يختلط النواح والفرح ،ولعل النشأة الأولى تلعب دورها مع عوامل أخرى : الأرض ، المياه ، المعاناة ، الموت ، الفرح والحزن . حيث أن الأرض هناك تعطي للإنسان شهادة مختومة بداء الحزن الأبدي ، وتغدق عليه من بركاتها عافيةً وفطرةً وشهامةً ونيراناً يستدل بها الضيف . قد تكون المدينة حاولت مطاوعته كي تسلبه هويته الجنوبية ، ولكن كان عل ثقة أنها ستكون فتاته التي ستترك أهلها كي (ينهبها ) دون الأخريات . العماري لم يكن سوى عاشق نام على وسائد البردي ،وحصير القصب ، وتنفس نسائم الهور، وشرب من الدهلة ، لذا اخذ المدينة من أهلها على صهوة مواويله .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون العشائر... إلى الوراء درّ
- الفنان العراقي المغترب إحسان الجيزاني وفن قراءة الوجوه بين و ...
- التكنوقراط ، الوهم العراقي
- الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى
- مقال/ بين ساعة معلمتي اللماعة وذات نقاب الأسود


المزيد.....




- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - عبادي العماري ،صوت سرق المدينة من أهلها