أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم ابراهيم - الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى














المزيد.....

الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التدرج الطبقي صفة اجتماعية قديمة ؛ لا يمكن لا مجتمع أن تخلو منها، مهما كانت قوانينه الايدلوجية ، والفكرية ، ودرجة رقيه الحضاري. ولكن تبقى هنالك طبقات تشكل الثقل الاكبر في المجتمع ،ولعل الطبقى الوسطى هي حلقة الوصل مابين اليمين واليسار ،وايضا هي عامل استقرار في نفس الوقت ، وموازنة في المعادلة الطبقية . و اي خلل يمكن ان يقود المجتمع الى حالة التطرف الذي يلغي الطرف الآخر ويصادر حقوقه ومكتسباته ،ويسحق بقية الطبقات المساعدة له .
جلّ الطبقة الوسطى في العراق من الموظفين إلى وقتٍ قريبٍ قبل تتشظي الى الطبقتين: موظفو صغار وكبار ، حيث بقيت الغالبية العظمى منتمية الولاء والدخل الى هذه الطبقة . في حين غادرتها الفئة الثانية للتنضم الى طبقة البرجوازية نتيجة الامتيازات المالية التي تتمتع بها ما وسع الهوة بين الاختين لدرجة المقاطعة بشكلٍ غير معقول .
انكماش الطبقة الوسطى يمكن ان يولد فجوة في العراق ؛ لان الازمة المالية ضيقت الخناق على السواد الاعظم ، وجرت قائمة للدخول الى دون درجة الفقر ؛ ما افقد هذه الطبقة اهميتها في المجتمع ، وابعدها عن ممارسة دورها الحقيقي المرسوم لها في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ،لانها انشغلت في القاتل لاجل البقاء في مرحلة معينة من التحول الاقتصادي .ومشكلة الموظفين في العراق – اي الطبقة الوسطى – تضخم اعدادهم دون دراسة ، واختصار الامتيازات على مؤسسات حكومية دون غيرها . ولعل لهذا التفاوت دوره في تحريك الصراع الطبقي، وساعد الى حد ما الى انتشار الفساد الاداري عند صغار الموظفين بحجة ردم الهوة والحصول على الحقوق المسلوبة كما يعتقد بعض هؤلاء . فضلا عن الصعود السريع دون المرور بـ(فلاتر) التصفية ، ولد وجود مجموعة من المنتفعين الذين استطاعوا ان يختزلوا وان يتخطوا السلم الزمني المتعارف عليه في التحول .
العراق في ظل الازمة المالية الحالية ادرك خطورة التحول الطبقي السريع حيث ذهبت جل ميزانية الدولة على شكل رواتب ضخمة ونفقات مالية الى جهات معينة . وقد فشلت كل المحاولات لكبح جماح امتيازات الدرجة العليا ما جعل العراق يقع تحت تأثيرات صندوق النقد الدولي وشروطه التي لاترحم . ربما وضع سلم للرواتب يراعي فيه الجميع دون تمييز هو الحل الامثل،ولكن مثل هذا التوجه يلقي معارضة من اغلب الجهات المنتفعة ،وحجة هؤلاء انهم اعتادوا على نمط معين من العيش لايمكن في حال من الاحوال التراجع عنه .وأمام اصرار الجميع في عدم التنازل عن بعض مكاسبه جعل الامور تسوء وتسحق الطبقة الوسطى في ظل صراع الامتيازات وعدم وجود نية حقيقية للاصلاح واكتفاء بالشعارات التي اصبحت سلاح البعض لتشخيص الخلل .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال/ بين ساعة معلمتي اللماعة وذات نقاب الأسود


المزيد.....




- الخارجية المصرية تعلق على التطورات الأخيرة في اليمن
- إنجاز برلماني في العراق يمهد لاستحقاقات رئاسية في العراق
- أردوغان: الاعتراف الإسرائيلي بـ-أرض الصومال- غير قانوني وغير ...
- -بسبب سياسات ترامب-.. إزالة لوحات تكريمية للجنود السود من مق ...
- مزارعو بولندا ينظمون احتجاجات وطنية ضد اتفاقية بين الاتحاد ا ...
- احتجاجات غلاء المعيشة في إيران تتوسع والطلاب ينضمون للحراك
- عاجل| الهلال الأحمر الفلسطيني: قوات الاحتلال تمنع طواقمنا من ...
- برلماني يمني: نشهد تحولا إستراتيجيا والأوضاع قابلة للتصعيد
- -بسم الله وعلى بركة الله-.. أولى تغريدات متحدث التحالف باليم ...
- واشنطن تدعو إلى تبني مسار يفضي إلى السلام في السودان


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم ابراهيم - الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى