أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - حاجتنا إلى استنهاض تيار وطني ديموقراطي سوري














المزيد.....

حاجتنا إلى استنهاض تيار وطني ديموقراطي سوري


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5560 - 2017 / 6 / 23 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحيان كثيرة يُصنَّف من ينتقد المعارضة بأنه في خانة النظام أو من المدافعين عنه. وتُطاول تلك التهم وغيرها، معارضين يعملون على إعمال مبضع النقد والنقد الذاتي بغرض الارتقاء بآليات اشتغال المعارضة وأشكال تفكيرها. هذا في وقت تدفع فيه أطراف معارضة لتجريم النظام السوري وحلفائه، من دون النظر إلى ما تعاني منه هي من إشكاليات تصل في كثير من اللحظات إلى عتبة التناقضات البنيوية.

ونتساءل: ألا يُسهم تغييب النقد والنقد الذاتي في عرقلة استنهاض تيار وطني ديموقراطي؟ ألم يكن لذلك دور في مآلات أوضاعنا السياسية، وأوضاع الفصائل، السياسية منها والمقاتلة؟ أليس لذلك علاقة بأشكال تفكيرنا الرائجة؟ يضاف إلى ذلك آليات اشتغال النظام السياسية والأمنية التي أسهمت بتجفيف منابع العمل السياسي.
ومعلوم أن الطيف المعارض بتصنيفاته المختلفة، يعاني من إشكاليات وتناقضات تحدّ من انفتاح علاقاته البينية. ما يفاقم من تناقضات المعارضة الذاتية، وانعكاساتها السلبية على طبيعة علاقتها بالسوريين، وعلى كيفية التعبير عن أهدافها.
بات واضحاً أن بعضاً من مكونات المعارضة السورية يعاني من أزمة مركبة، تتجلى حالياً بالتشظي، وفقدان الهوية السورية. فتحالفاتها تفرض عليها، أما قراراتها فإنها تفتقر في لحظات كثيرة إلى البوصلة الوطنية. فـ«الثورة السورية» تجزأت لدرجة فقدت أية روابط لها عضوية بالسوريين. مع ذلك، ما زالت أطراف الصراع «الثورية» وقلة من السوريين يراهنون على إمكانية إسقاط النظام بالقوة العسكرية كمدخل إلى تمكين نظام آخر ديموقراطي، متجاهلين مخاطر الخيار العسكري والتحولات والمشاريع الخارجية. بالمقابل، إن فئات واسعة من السوريين المتضررين من السلطة وتداعيات الصراع، ترى أن المدخل إلى تمكين نظام حكم ديموقراطي بديل يحتاج إلى بناء تيار وطني ديموقراطي. ويرى هؤلاء وغيرهم، أن مكونات التيار المذكور موجودة بالقوة، والمطلوب نقلها إلى دائرة الفعل. وتحقيق ذلك يحتاج إلى اشتغال الوطنيين الديموقراطيين على بلورة ذاتهم في إطار سياسي جامع يحافظ على التمايز بين مكوناته المعبرة عن القاع الشعبي.


إن تشكيل تيار سياسي وطني ديموقراطي سيشكل إضافة نوعية، ويعزز من صدقية مقاصد المعارضة السورية إزاء السوريين والعالم، حتى لو لم تكن المعطيات الراهنة تسمح بتغير موازين القوى. ومن الملاحظ أن عدم تشكيل قطب وطني ديموقراطي ملتصق بقضايا السوريين فاقم من درجة التلاعب بأطراف المعارضة التي تحوَّل كثير منها إلى أدوات وظيفة، ما انعكس كارثياً على أوضاع السوريين، وعلى جوهر الثورة السورية وسياقات تحولاتها الرئيسية منها واليومية.
إن المآلات التي وصلت إليها الثورة السورية، واستحالة حسم الصراع عسكرياً، وارتباطها بآليات تفاوضية خاضعة لتجاذبات قوى دولية وإقليمية متباينة إن لم تكن متناقضة، تتطلب إجراء مراجعة نقدية لمسار تحول الثورة السورية إلى أزمة وطنية، وإلى كيفية استنهاض أهدافها المتعلقة بالحرية والكرامة والمواطنة والديموقراطية، وربطها بحواملها الشعبية الحقيقية، لإعادة جبر العلاقة بين التيارات المعارضة المشكلة للتيار الوطني الديموقراطي والسوريين المضطهدين والمقموعين المتمسكين بضرورة التغيير السياسي الوطني الديموقراطي. ومن البداهة أن ذلك يحتاج لاستبدال الارتهان لهذه الدولة أو تلك، بالمشروعية المستمدة من السوريين.
يحتاج النهوض بتيار وطني ديموقراطي إلى: تحديد الأهداف وآليات الاشتغال من منظور حقوق السوريين ومصالحهم الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأيضاً تحديد طبيعة الدولة والحكم، والتمسك بآليات وأدوات ديمقراطية تسمح بالانتقال إلى نظام آخر ديموقراطي.
الابتعاد عن الرؤى الرغبوية والادعاءات الأيديولوجية، وربط المشروع السياسي لسوريا المستقبل بالأوضاع الموضوعة العامة الخارجية الإقليمية والدولية، والداخلية «مجتمع، طبيعة الدولة ونظام الحكم، قوى معارضة سياسية ومسلحة».
كذلك، إن بناء إطار سياسي تشاركي يعتمد آليات اشتغال تكاملية هدفها تمكين التغيير الوطني الديموقراطي، يحتاج إلى القطع مع مفاهيم وآليات الإقصاء ولغة الاحتكار والوصاية والقيادة الطليعية. ووضع الأسس اللازمة لتجاوز العصبيات الهوياتية والأطر الأيديولوجية المنمطة الدينية المتمذهبة والإثنية والعرقية والجهوية. ما يعني تجسيد الوعي الديموقراطي والممارسة الديموقراطية. واعتماد أفكار تجيب عن أسئلة الواقع بعيداً عن الحسابات الفصائلية والشخصانية الآنية. وجميعها بحاجة إلى بلورة دور السوريين وتعزيزه.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية اندماج الدولة بالسلطة
- التسلط بكونه مدخلاً للتطرف والعنف
- حاجة السوريين إلى آليات تفكير مختلفة
- بخصوص أوضاع منصَّات الحوار السورية وآفاقها
- بخصوص العولمة والعولمة البديلة
- السوريون بين اقتصاد الأزمة وأزمة الاقتصاد
- «العقل العربي» في دائرة الاتهام
- «المعارضة السورية» وإشكالية النقد الذاتي
- من تناقضات العولمة في سوريا
- إشكالية الهوية بين الاستبداد والديموقراطية
- مقاربة سورية: ماذا بعد تحويلنا إلى جمهور؟
- إشكالية الخطاب الليبرالي في سوريا
- في أي زمن نعيش؟
- ماذا عن أطفال سوريا؟
- في خيارات السوريين
- سوريا في قلب الاستقطاب الدولي
- حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا
- «السلطة» وعلاقتها بالعنف الرمزي والمادي
- أسئلة الديموقراطية في سياق «الربيع السوري» المُتعثّر
- فشل الأيديولوجيات الكبرى: النظام القومي نموذجاً


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - حاجتنا إلى استنهاض تيار وطني ديموقراطي سوري