أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا















المزيد.....

حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ديدن الحرب المدوّلة في سوريا وعليها، أنه عند كل منعطف سياسي مفصلي، دولياً كان أو إقليمياً، يُشتغَل على إعادة ترتيب الفصائل المقاتلة وتموضعها عبر معارك متنقلة تختلف أطرافها المشاركة باختلاف أهدافها.

وقد اتضح ذلك جلياً في لحظات متعددة، منها دعم واشنطن لقوات «سوريا الديموقراطية»، بسبب «تلكؤ» أنقرة في إنجاز توافقات مع واشنطن بخصوص محاربة «داعش»، زائد خروجها عن السياق الأميركي ببعض القضايا الميدانية.
يُضاف إلى ذلك عجز أو فشل الفصائل «المعتدلة» المدعومة من أنقرة والرياض ودول أخرى خليجية في تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقها. فيما شكَّل ثانياً الانقلاب التركي «الفاشل»، وما نجم عنه من زيادة حدة التوتر بين أنقرة من جهة وواشنطن وبعض الدول الأوروبية من جهة أخرى، مدخلاً إلى مد جسور «التقارب» بين أنقرة وموسكو وطهران. علماً بأن ذلك لا يخالف توجهات واشنطن بالكامل، حتى وإن ظهر على أنه يجري من خارج العباءة الأميركية. ويكشف عن ذلك صمت واشنطن عن احتلال القوات التركية لمدينة جرابلس، وتمددها مع المجموعات الموالية لها إلى عمق الأراضي السورية. ويأتي ذلك في سياق تزعم أنقرة أنه للحدّ من تمدد قوات «سوريا الديموقراطية» التي تعمل على ربط المناطق التي تسيطر عليها شرق الفرات بغربه. وأيضاً لمحاربة «الإرهاب» بشقيه «الداعشي» والكردي، وحماية حدودها وإغلاقها أمام «تمدد الإرهاب» إلى الداخل التركي. في السياق، فإن المعارك التي تخوضها القوات التركية غربي الفرات، لا تخرج عن السياق الأميركي إلا في التفاصيل. ووجود أنقرة في حلف «شمالي الأطلسي» يعطي لعملياتها العسكرية طابعاً أطلسياً. ويدلّ ذلك على أن ثمة تغيرات فاصلة ستشهدها الساحة السورية سياسياً وعسكرياً. وإن لم تتمكن الدول الكبرى من التوافق على تسوية سياسية، أو فشلت في إيقاف الحرب السورية، تمهيداً لتحرير عجلة العملية السياسية، عندئذ تكون القوات المدعومة تركياً جاهزة لفرض معادلات سياسية وميدانية مختلفة، ويسهِّل من ذلك حينئذٍ انفتاح خطوط الدعم التركي.
من جانب آخر، أفضى التقارب بين كل من روسيا وإيران وأنقرة إلى التوافق على ثلاث نقاط: الحفاظ على وحدة الجغرافية السياسية لسوريا؛ أن يكون للرئيس السوري «دور» في المرحلة الانتقالية؛ أولوية محاربة «الإرهاب» وخصوصاً «داعش». وجميعها له علاقة أولاً بموقف واشنطن من الانقلاب في تركيا، وثانياً بدعم واشنطن لقوات «قسد». والتوافق المذكور، إضافة إلى الحوارات الماراثونية بين موسكو وواشنطن، لم تُنهِ حتى اللحظة الخلاف الدولي والإقليمي بخصوص تصنيف المجموعات الإرهابية. ويتقاطع ذلك مع إشكالية فكّ التداخل بين الفصائل «المعتدلة» وأخرى تُصنَّف ضمن قائمة «الإرهاب والتطرف». وجميعها يصبّ في خانة خلط الأوراق وزيادة تعقيد المشهد السوري.


في ما يخص وحدة سوريا، فإن دخول القوات التركية إلى جرابلس و«طرد» مقاتلي «داعش» منها، ومحاربة «قسد» لإخراجها من المناطق الواقعة غربي الفرات، بذريعة محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، لا يلقى رفضاً جدياً من واشنطن. فالأخيرة تريد المحافظة على علاقتها مع أنقرة، وأيضاً استمرار دعمها لـ«قسد». وفي حال فشلها بذلك، يمكن أن تُفضل استمرار علاقتها مع أنقرة على الأكراد ومصالحهم، من دون أن يعني ذلك تخليها عن دعم «قسد». ويندرج في الإطار نفسه توافق روسيا وطهران وأنقرة والحكومة السورية على منع إقامة فدرالية كردية. ومن الممكن ترحيل ملف الفيدرالية إلى المفاوضات السياسية النهائية بين الحكومة السورية والأكراد وباقي الأطراف المقاتلة منها والسياسية. وذلك يدلّ على أن الأكراد قاموا من حيث يدرون أو لا يدرون بدور وظيفي ومرحلي، ليسقطوا مجدداً ضحية توازنات وحسابات ومصالح دولية متقلِّبة. في السياق، يبدو أن واشنطن تغضّ النظر عن استثمار أنقرة للتناقضات الراهنة لإقامة منطقة آمنة/ عازلة. مقابل ذلك، تستخدم قوات «سوريا الديموقراطية» كورقة ضغط سياسية وعسكرية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للحد من خروجه عن السياق الذي ترسمه. وأسباب ذلك تتعلق بتحالف أنقرة مع طهران وروسيا، علماً أن الغموض والالتباس ما زال يكتنف تحالفات أردوغان الأخيرة وعلاقة واشنطن بذلك. والنقاط المذكورة تفيد بأن تقطيع الجغرافيا السياسية لسوريا إلى أجزاء تسيطر عليها أطراف متناقضة ومتصارعة على مستويات متعددة عسكرية، سياسية، أيديولوجية والعقائدية، سيضاعف من صعوبة إعادة وحدة الجغرافيا السورية، وتماسك مكوناتها التي يجري تفكيكها وإعادة توضيبها لأسباب شتَّى، ما يعني أن سوريا تبتعد تدريجاً عن استعادة وحدتها الجغرافية والمجتمعية والسياسية «ديموقراطياً».
أما ما يتعلق بمصير الرئيس السوري، وإمكانية مشاركته في المرحلة الانتقالية، فإنه سيبقى مرتبطاً بمآلات المعطيات الميدانية المرتبطة بدورها بمواقف دول كبرى وأخرى إقليمية متصارعة بأشكال ومستويات مختلفة. في السياق، فإن براغماتية الرئيس التركي تنطوي على إمكانية «تعديل» مواقفه. وذلك لأسباب تتعلق بخيارات واشنطن، وأخرى لها علاقة بحسابات المصالح السياسية والمعطيات الميدانية.
إن جملة العوامل والمعطيات السابقة، تؤكد أن معظم المناطق السورية، ستبقى معرَّضة لـ«التحرير ــ الاحتلال» وإعادة «التحرير ــ الاحتلال». ويتضح ذلك في سياق المعارك المتنقلة والمتغيرة الملامح والأهداف بعد كل تحول سياسي دولي أو إقليمي. وكأن ذلك يندرج في إطار خطط وآليات اشتغال ممنهجة ومنظمة تهدف إلى تدمير سوريا بالكامل.
إن ما تتعرض له سوريا من تدمير للبنى التحتية العمرانية والاقتصادية والمرافق العامة، يُسهم في تحويل سوريا إلى دولة عاجزة، ويزيد من المخاطر المذكورة. إن «إعادة البناء» العمراني والاقتصادي، سيكون مدخلاً إلى إخضاع سورية لشروط شركات الاستثمار الأجنبية والمؤسسات المالية الدولية، ما يعني استكمال نهب الثروات الوطنية، وتحويل سورية إلى مجال مفتوح للاستثمار والمضاربة. وسينتقل السوريون جراء ذلك من ضحايا حرب مفتوحة عنوانها الأساس تدمير سوريا، إلى ضحايا للشركات المذكورة. في السياق، تعمل القوى الدولية والإقليمية المتصارعة بالوكالة وبأشكال أخرى مباشرة، على تحديد مستقبل السوريين، ومآلات الجغرافيا السياسية لسوريا بالحديد والنار. ويصبّ في السياق المذكور آليات اشتغال وأهداف شركات صناعة السلاح ومجمعات حربية ترتبط مصالحها باستمرار الحروب. وجميعها إضافة إلى المؤسسات المالية العالمية والمصرفية تربطها علاقة عضوية بإعادة إنتاج القهر والاستبداد والإفقار المطلق.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «السلطة» وعلاقتها بالعنف الرمزي والمادي
- أسئلة الديموقراطية في سياق «الربيع السوري» المُتعثّر
- فشل الأيديولوجيات الكبرى: النظام القومي نموذجاً
- في إشكالية خطاب المظلومية
- عن نهايات «داعش» في سوريا
- إلى اليمين دُرْ
- تصعيد الحرب السورية
- ... عن مصير السوريين وشكل دولتهم المستقبلية
- سوريا على عتبة انهيار الدولة
- السوريون أمام أبواب الجحيم
- الصحافة وتحديات التغيير: هل تختفي النسخة الورقية كلياً؟
- في تحوّلات طبيعة الطبقة العاملة السورية وتركيبتها
- مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا
- من تداعيات الأزمة السورية
- بحث في الهويات: العدميات القاتلة
- سوريا: مقاربات ودلالات
- المعارضة السورية وإشكالية التمثيل السياسي
- نهايات مأزومة
- فقراء سوريا: ضحايا معارك صامتة
- في رثاء الشرق الأوسط


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا