أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا














المزيد.....

مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حتى لحظة انطلاق «الربيع السوري». كانت سوريا تمثل شعباً واحداً في إطار دولة موحدة تسيطر فيها السلطة على فائض من القوة القهرية. مع ذلك لم يخلط السوريين بين أولوية الانتقال إلى الحرية، والتخلص من سلطة القمع والخوف من جهة. وبين رفضهم لتدمير سوريا، أو تمزيق وحدتها الجغرافية، وتماسكها الاجتماعي من جهة أخرى.
بالمقارنة بين التجارب الفيدرالية في البلدان المتقدمة. وبين إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي وأطراف أخرى عن تشكيل المجلس التأسيسي للاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا. نلحظ إن الأولى تأسست على أرضية ثقافية ومجتمعية حداثية مكّنت تلك الشعوب من تقرير مصيرها بنفسها، فجاءت عملية الفدرلة استجابة لإرادة تعاقدية، وتعبيراً عن حاجات داخلية ومصالح عليا. فكانت تتويجاً لترسخ السلم الأهلي وسيادة منطق التقدم. فيما إعلان الفيدرالية الكردية فإنه يتعلق باعتقاد الأكراد بملائمة الظروف الدولية. ونتيجة تصدُّع التعايش بين الطوائف والمذاهب والقوميات بفعل الحرب الراهنة. فكان إعلانهم للفدرالية في لحظة «تفكك الدولة والمجتمع» ومترافقاً مع حضور طاغي لقوى دولية وإقليمية وأخرى عربية، اشتركت في معاداتها لقيم الحداثة والتنوير، وفي ظل مناخ عالمي يتسم بالفوضى والتداخل والتباين، وتضخم الأزمات الدولية. في السياق ذاته فإن النظر إلى سورية من خلال مكوناتها الأولية سيؤدي إلى تذريرها على أسس قومية ودينية وطائفية وعشائرية ومناطقية. بينما تقتضي اللحظة الراهنة التأكيد على حق جميع السوريين بالتمتع بالحقوق التي أقرتها المواثيق الأممية. ومعالجة أوضاع الأكراد وغيرهم من الأقليات في إطار دستور جديد، وانطلاقاً من الحوار بين السوريين.
إن تطابق حدود الفيدرالية مع الحدود الجغرافية التي ترسمها الحرب في سورية وعليها. يؤسس لفيدرالية فاشلة. من جهة ثانية، فإن التداخل المذهبي والطائفي والقومي يحدُّ من قيام مناطق صافية عرقياً أو مذهبياً في أي نموذج فيدرالي محتمل. ما يجعل من الكيانات المحتمل نشوءها مدخلاً لحروب مديدة، وإلى انهيار الدولة المركزية واستبدالها بنماذج أخرى وظيفية أكثر هشاشة وتأزماً. وإذا كانت معالجة التحولات المذكورة، تقتضي امتلاك السوريين زمام أمورهم. فإن تفريغ سوريا من قواها السياسية والاجتماعية الحقيقية، وتحويلها إلى ملعب مفتوح يتحكم في مفاتيحه أطراف إقليمية ودولية تتباين في توجهاتها ومصالحها، يفتح الطريق أمام تشظي سوريا، وما تحمله من لمحات حضارية.
إن فدرلة سوريا أو تقسيمها أو فرض النموذج اللبناني. سوف يساهم في انفتاح سوريا على مزيد من التدخلات الدولية، ويجعلها رهينة تناقضات ومصالح دول كبرى متعددة. إضافة إلى أنه يساهم في تجدد الصراع على أسس ومقدمات تستند إلى خطوط استنزاف جديدة تتجاوز في أبعادها التدميرية، تقسيمات سايكس بيكو. ويعود السبب في ذلك إلى تداخل أطراف الصراع والتناقضات المحمولة على عوامل دينية وعرقية وإثنية. وذلك يتناقض مع ميول السوريين وطبيعتهم وأهدافهم. إضافة إلى أن إعادة ترسيم الخرائط الجو سياسية يتم بمعزل عنهم، وفي ظل تجاهل الإجماع السوري الذي يحتاج تظهيره إلى مناخات سياسية مستقرة يستطيع فيها السوريين التعبير عن إرادتهم بشكل حر ومستقل. فالمجتمع السوري يتمتع بالتعدد والتنوع الثقافي. وبمقدار ما يحمل ذلك من ميزات إيجابية في ظل أوضاع سياسية واجتماعية مستقرة. فإنه يتحوّل إلى أكثر المصادر خطورة في حال تم توظيفه سياسياً. ونشدد في هذا السياق على أن نموذج الحكم الطائفي يفتح الباب واسعاً أمام تمكين مبدأ المحاصصة، وهيمنة زعماء الطوائف والطغم المالية، ويرتبط مع تعميق الارتهان السياسي والتبعية الاقتصادية للرأسمال العالمي. ومعلوماً أن النظام الطائفي يتجاوز حدود تمثيل الطوائف سياسياً إلى إجهاض أي تحوّل سياسي وطني ديمقراطي. ويتجلى ذلك من خلال آليات اشتغال تضبط الفئات الاجتماعية وقواها السياسية ضمن أطر الطوائف. بينما العمل السياسي الوطني الديمقراطي يتجاوز بحكم تركيبته وطبيعته المفتوحة على المجتمع، حدود الطوائف، ويؤسس إلى توحيد القوى المجتمعية، وتحويلها إلى قوة سياسية قادرة على تجاوز الأطر الطائفية. وإذا كان استنساخ النموذج اللبناني في سوريا يتقاطع مع ما صرَّح به الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا في عام 2015 ، والذي أشار فيه إلى أن تطبيق «النموذج اللبناني ينسجم مع التنوع الموجود في سوريا، ويساعد على الخروج من الأزمة». فإن الإعلان الأحادي لبعض الفصائل الكردية عن إعلان فيدرالية على جزء من الجغرافية السورية، يتقاطع مع التصريح الذي أدلى به السيد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، ومع ترويج واشنطن لما بات يعرف بـ «الخطة باء». وجميعها يكشف عن مخاطر تفتيت بنية الدولة المركزية وتحويلها في سياق الصراع الراهن، إلى كانتونات مأزومة تغلق الأبواب أمام أي تحوّل سياسي وطني ديمقراطي يؤسس إلى بناء دولة علمانية موحدة. إضافة لذلك، فإن الآليات التي تشتغل عليها المجموعات الجهادية التكفيرية تشكل تهديداً مباشراً للأقليات.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تداعيات الأزمة السورية
- بحث في الهويات: العدميات القاتلة
- سوريا: مقاربات ودلالات
- المعارضة السورية وإشكالية التمثيل السياسي
- نهايات مأزومة
- فقراء سوريا: ضحايا معارك صامتة
- في رثاء الشرق الأوسط
- في نقد السلطة الأبوية
- سوريا والمعادلة الصفرية
- في سياق تحويل الشعب إلى جمهور
- سوريا: مفارقات وتحولات
- عتبة الخيارات القسرية
- في سوريا: جحيم من نوع آخر
- أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- في طبيعة وبنية الدولة الراهنة
- في طبيعة الدولة الراهنة وبنيتها
- هجرة في الموت
- سوريا على صفيح ساخن
- العالم العربي نموذجاً: الدولة حين تأكل المجتمع
- في أوضاع الطبقة العاملة وتغيراتها البنيوية


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا