أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - من تداعيات الأزمة السورية














المزيد.....

من تداعيات الأزمة السورية


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





كيف ينظر الشباب السوري إلى الأزمة الراهنة؟ ما هي الأدوات المعرفية التي تمكِّنهم من المشاركة في رسم ملامح المستقبل الذي يعتريه التناقض والغموض؟ كيف يتعاملون مع أزماتهم، وكيف يفكرون في قضاياهم الشخصية.

إضافة إلى أسئلة أخرى كثيرة تؤرقهم. في النص التالي جانب من حوار دار بين شابين مسكونين بهاجس الإبداع الذي يشكل من وجهة نظرهما مدخلاً إلى التأثير في الحقل الاجتماعي العام.
يستشهد أحدهما بقول للشاعر أبو العلاء المعري: «هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد». وينظر إلى مستقبله الشخصي، من خلال ذلك، ومن منظور اللحظة الراهنة التي يرى بأنها كارثية. لذلك فهو يرى أن فكرة الزواج وإنجاب أطفال ستكون إعادة لمأساته التي يمر بها حالياً. ولن يغفر لنفسه نقل معاناته أو بعضاً منها إلى الآخرين. ويرى أن من الصواب الاشتغال على قضايا عامة، مستنداً في ذلك إلى تجارب علماء وفلاسفة وسياسيين وأدباء كان لهم آثار واضحة في تاريخنا. ويرى أن حياته فيما لو قرر الزواج ستكون عرضة لكثير من التداعيات السلبية نتيجة الأوضاع الراهنة، التي ما زالت منفتحة على المجهول من التحولات. لذلك فإنه يرفض الفكرة من أساسها.
أمّا الشاب الآخر فإنه يرى أن الاحتمالات التي يبني صديقه عليها خياراته المستقبلية، تشكّل مصادرة للتاريخ. وإن السعادة موجودة في ثنايا الشقاء، والحياة ليس لها معنى إيجابي من دون الصعوبات التي نمُّر بها. إضافة إلى كونها تقوم على احتمالات متعددة ومتنوعة، وهو يرفض الاحتمالات أحادية الجانب. وبالنسبة له فإن التطور الاجتماعي يحتمل التنوع، حتى في ظل الأزمة التي يبدو أن مخارجها ما زالت مستعصية. وهو يخالف من يقول إنّ المستقبل مكتوب علينا ومُقدَّر. إضافة إلى ذلك فإنه يرفض حتمية المطابقة بين المستقبل واللحظة الراهنة. مع أنه يؤكد أن المستقبل سيحمل بعضاً من تجليات الحاضر. رغم ذلك فإنه يرى أن المشاركة في بناء المجتمع لا تتعارض مع بناء الأسرة، وإن عزوف البعض عن الزواج لن يكون له تأثير في سياق التطور الكلي والعام، لكنه سينعكس بأشكال مختلفة على المستويات الشخصية الخاصة. ويشدد على أن حياة والديه وأصدقاء كثيرين، لم تخلُ من التضحية، وفيها كثير من القضايا التي تستحق التضحية، وأنهم في أشد اللحظات تأزماً كانوا يحاولون زرع الأمل والابتسامة.

كيف ينظر الشباب السوري إلى الأزمة الراهنة؟

يعكس ما أوردناه جانباً من معاناة الشباب، تحديداً الفئات التي ترى أنها تحمل مسؤولية المشاركة في بناء المستقبل، التساؤلات المحورية بالنسبة إلى هؤلاء تتمحور حول آفاق المستقبل وأشكال تطوره والإشكاليات التي تعترض سياق التطور، ودرجة انفتاحه واحتمالات التنوع. وعن مدى موضوعية التفكير في بناء المستقبل بالاستناد إلى معطيات اللحظة الراهنة فقط.
يحمل الإنسان في سياق تطوره على الدوام الأحلام والأفكار والهواجس والآمال، وأيضاً المآسي والإخفاقات. والتاريخ الإنساني لأي من المجتمعات لا يتوقف على نظرة الفرد وموقفه الشخصي. مع العلم أن دور الفرد في التاريخ لا يمكن تجاهله، تحديداً في حال امتلاكه المؤهلات اللازمة، ووضوح الرؤية، والمنهجية العلمية. والشباب السوري عموماً لا تنقصهم أي من تلك العوامل. ما يعني أنهم يمتلكون الفاعلية والقدرة على التأثير في محيطهم الاجتماعي الخاص منه والعام، إضافة إلى كونهم يحملون جانباً كبيراً من ملامح المستقبل. لكن المآسي والصعوبات التي نمُّر بها تلقي بظلالها وتداعياتها على آليات تفكيرهم وتساهم في إغلاق آفاقهم المستقبلية. ويتضح ذلك نتيجة الاطلاع على آراء شريحة واسعة من الشباب الذين يرون المستقبل بعيون الحاضر المأزوم إضافة إلى كونهم ينمطون تفكيرهم وآليات اشتغالهم العقلية استناداً إلى اللحظة الراهنة. وهذا يدل على أن تلك الآليات من التفكير، ستكون حاملة لأسباب أزمتها. إضافة إلى ذلك، فإن شرائح اجتماعية واسعة، لم تعد ترى إمكانية نشوء أي من التحولات الإيجابية. لكن التاريخ وسياق وأشكال وحتى أنماط تطوره وتحولاته كان على الدوام مفتوحاً على احتمالات متعددة ومتنوعة، وأحياناً متناقضة. وهذا يؤكد عدم القدرة على تحديد مسارات وآفاق تطوره وتحولاته بشكل دقيق لكنه يدل على أهمية وضرورة النظر إلى المستقبل بعقل مفتوح. وأن نطرح الأسئلة التي تمكننا من تحديد آفاق التطور، وكيفية المشاركة في بناء المستقبل وألا نصادر التطور، أو نتصور مستقبلنا الخاص والعام انطلاقاً من اللحظة الراهنة فقط. ويجب أن نعترف بأن التباين والتنوع وحتى التناقض في أشكال التفكير، ينطوي على إمكانية التفاعل الحامل للتطور العقلي والمعرفي والاجتماعي والسياسي.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في الهويات: العدميات القاتلة
- سوريا: مقاربات ودلالات
- المعارضة السورية وإشكالية التمثيل السياسي
- نهايات مأزومة
- فقراء سوريا: ضحايا معارك صامتة
- في رثاء الشرق الأوسط
- في نقد السلطة الأبوية
- سوريا والمعادلة الصفرية
- في سياق تحويل الشعب إلى جمهور
- سوريا: مفارقات وتحولات
- عتبة الخيارات القسرية
- في سوريا: جحيم من نوع آخر
- أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- في طبيعة وبنية الدولة الراهنة
- في طبيعة الدولة الراهنة وبنيتها
- هجرة في الموت
- سوريا على صفيح ساخن
- العالم العربي نموذجاً: الدولة حين تأكل المجتمع
- في أوضاع الطبقة العاملة وتغيراتها البنيوية
- في مقدمات ثقافة العنف


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - من تداعيات الأزمة السورية