أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - تصعيد الحرب السورية














المزيد.....

تصعيد الحرب السورية


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حتى اللحظة، يتمّ تحميل التوافق السياسي في سوريا على الخيار العسكري. ما شكَّل مدخلاً لدمارها وتحويلها إلى ساحات صراع كانتونية متداخلة، تهيمن على أجزاء كبيرة منها قوى التطرف والإرهاب العدمية. وجميعها ينتهج سياسات وآليات اشتغال تقوم على الثأرية والانتقام والحقد والتمذهب، وتدفع بالسوريين إلى مواقع التطرف. ومن البداهة بمكان أن الغالبية المطلقة من السوريين يعانون من أزمات وتناقضات كارثية. فالموت يتربّص بهم، وأبواب الهروب من موت إلى آخر مختلف توصد دونهم. والنزوح الاضطراري دونه مصاعب جمَّة. أما أزماتهم اليومية فتزداد تعقيداً وتراكماً. هذا في وقت ما زالت حقوقهم الأساسية منتَهَكة، وخصوصاً المشاركة في تقرير مصيرهم. بينما الأطراف جميعها، السياسية والمسلحة، المعتدلة منها والمتطرفة، تدَّعي تمثيلهم والدفاع عن مصالحهم.
في المشهد الإعلامي تتمسّك كلٌ من واشنطن وكذلك موسكو بوقف القتال بين الفصائل «المعتدلة» من جهة والجيش السوري من جهة أخرى، ومحاربة «التنظيمات الإرهابية»، ومعالجة ملف الأزمة الإنسانية، والتحضير لمفاوضات سياسية جديدة. لكن حتى اللحظة يبدو أن المفاوضات المرتقبة لن تختلف عن مفاوضات سابقة، حوَّلت المحافل الدولية إلى ساحات صراع سياسية تعكس الأوضاع الميدانية المتداخلة والمتناقضة. فواشنطن لم تغيِّر موقفها من النظام في سوريا ولا من الفصائل «المعتدلة»، وتحافظ على سياساتها التوفيقية مع طهران، والبراغماتية مع حلفائها في المنطقة، تحديداً دول الخليج. فيما تعزّز موسكو من وجودها العسكري الداعم للنظام في حربه المعلنة ضد الإرهاب، ومن تعاونها مع إيران وحلفاء آخرين لها. يحصل هذا بوقت ما زال فيه خلافها مع إيران متعلقاً بطبيعة دورها في سوريا، وبنية النظام وشكله، ومصير الرئيس السوري، إضافة إلى قضايا أخرى تتصل بالمرحلة الانتقالية. وهذا خلاف إشكالي يتطلب تحليل أبعاده وأسبابه مزيداً من التدقيق. لكنه لا يغيِّر من طبيعة العلاقة العضوية القائمة على سياسة المحاور التي باتت تطغى على حروب تجتاح غير دولة عربية. في المقابل، تشتغل الرياض وأنقرة على إظهار استقلالية نسبية، تندرج في إطار التحلل النسبي من التبعية لواشنطن. ويتجلى ذلك بدعم العاصمتين المتزايد لأدواتهم المسلحة، لأسباب متعددة ومختلفة، وأيضاً الإعلان عن نيتهما التدخل المباشر الذي يأتي في سياق اشتغالهما على فرض رؤيتهما السياسية وتثبيت مصالحهما الاستراتيجية.
إضافة إلى ما سبق، فإن تعثُّر المفاوضات السياسية وتجدد الصراع بزخم أكبر. يدلان على إمكانية انهيار المشهد السوري وخروجه عن السيطرة، ما يعني تعميق الاستعصاء، وإغلاق أبواب التسويات المواربة. أي أننا سنكون أمام مرحلة جديدة ومختلفة. ويعزز ذلك دعوة أيمن الظواهري الأخيرة للمجاهدين بالذهاب إلى سوريا «دار الرباط والجهاد»، وتوحيد قوى الجهاد الإسلامي تحت راية «جبهة النصرة» لإقامة الدولة الإسلامية. هذا فضلاً عن تصريح نجل أسامة بن لادن بأن «الطريق إلى فلسطين يمرّ من الشام»، في وقت تتصاعد فيه وتيرة معارك التصفية والإخضاع بين الإخوة الأعداء من «الفصائل الإسلامية». ويحمل ما ذكرناه دلالات متعددة، أولاها هيمنة قوى جهادية متصارعة في ما بينها على المشهد السوري. وثانياً إغلاق الأبواب أمام المفاوضات المرتقبة، علماً أن ذلك يأتي في سياق فرض وقائع ميدانية مختلفة. وثالثاً استفحال مظاهر التعصب والتمذهب والتطرف، وجميعها يطغى على صوت العقل والمنطق.
وينعكس التناقض بين قوى المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للحوار، وبين ممثلي الحكومة، ومساواة أطراف من المعارضة بين «داعش» والنظام، واعتماد الثأر والحقد الطائفي والمذهبي كمنهج للتعامل، على أشكال وتجليات العلاقات الاجتماعية التي تزداد احتقاناً. ودوافع ذلك وأسبابه متعددة، على رأسها فائض القوة «غير الذاتي» الذي تستشعره أطراف الصراع. علماً أن ذلك يتقاطع ذلك أيضاً مع سياسات أطراف عربية وأخرى إقليمية ودولية تدفع إلى مزيد من التشدد والتخندق. ورهانهم في ذلك، ميادين صراع يتم تأجيجها ودعمها بأطنان الأسلحة وآلاف المقاتلين.
وإذا كان للتوافق بين واشنطن وحلفائها الخليجيين بالتحديد، دور في التحكُّم بالمشهد السوري، فإن خلاف الرياض مع واشنطن بخصوص علاقة الأخيرة بإيران، وقضايا تتعلق بالملف السوري، إضافة إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على قرار ينصُّ على مقاضاة الرياض في حال ثَبُتَ تورطها في أحداث تفجيرات أيلول 2001، سينعكس على مستقبل العلاقة بين الدولتين. ويتقاطع ذلك مع خلاف أنقرة وواشنطن بخصوص الملف الكردي والمنطقة الآمنة وإشكالية علاقة أنقرة ببعض المجموعات المقاتلة ومنها «داعش». وكلاهما إضافة لقضايا خلافية أخرى مع دول وأطراف متعددة، يهدد بتطور الأوضاع الميدانية في سوريا بشكل دراماتيكي.----------------------



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ... عن مصير السوريين وشكل دولتهم المستقبلية
- سوريا على عتبة انهيار الدولة
- السوريون أمام أبواب الجحيم
- الصحافة وتحديات التغيير: هل تختفي النسخة الورقية كلياً؟
- في تحوّلات طبيعة الطبقة العاملة السورية وتركيبتها
- مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا
- من تداعيات الأزمة السورية
- بحث في الهويات: العدميات القاتلة
- سوريا: مقاربات ودلالات
- المعارضة السورية وإشكالية التمثيل السياسي
- نهايات مأزومة
- فقراء سوريا: ضحايا معارك صامتة
- في رثاء الشرق الأوسط
- في نقد السلطة الأبوية
- سوريا والمعادلة الصفرية
- في سياق تحويل الشعب إلى جمهور
- سوريا: مفارقات وتحولات
- عتبة الخيارات القسرية
- في سوريا: جحيم من نوع آخر
- أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - تصعيد الحرب السورية