أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - الدولة والمواطنة














المزيد.....

الدولة والمواطنة


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطنة بكلمتين هي "الأنتماء للدولة". ومن هاتين الكلمتين تتفرع حقوق للمواطن وواجبات نحو الدولة. بخصوص الحقوق يمكن القول أن سقفها الأعلى هو الأعلان العالمي لحقوق الأنسان (1948) بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، مضاف الى ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 1966 ثم دخل حيز التنفيذ في 1976. على أن ما اجترحته الأمم المتحدة في 1948 و1966 من حقوق لا يمكن اعتباره إلا كسقف لما يمكن أن يحصل عليه الأنسان من حقوق حتى في أفضل الدول المتطورة، كما الحال في أوربا الغربية والولايات المتحدة، ثم تنخفض هذه الحقوق وقد تقترب من حالة التلاشي في دول عدة كثير منها في الشرق الأوسط وقارة إفريقيا.

من ناحية الأمر الواقع المواطنة تعني الأنتماء لدولة معينة سواء بالولادة أو بالتجنس. ويترتب على المواطنة حقوق للمواطن وواجبات عليه، كما يترتب على الدولة واجبات نحو المواطنين، وهم الشعب، يجب الألتزام بها. إن أفضل وسيلة عرفتها المجتمعات المتمدنة لغاية وقتنا هذا هي الديمقراطية في الحكم. إذ في ظل النظام الديمقراطي سيتمتع المواطن بحقوقه كما سيؤدي واجباته على أفضل وجه ممكن مع تفاوت قليل أو كبير بين دول العالم الملتزمة بمثل هذا النظام. وبظل النظام الديمقراطي ستقوم الحكومة بالتزاماتها وواجباتها على أفضل وجه ممكن وإلا سيكون نصيبها الأزاحة لتحل محلها حكومة أخرى بعد انتخابات أصولية بموجب الدستور والقوانين المرعية.

تتضمن حقوق المواطنة ثلاثة عناصر أساسية يمكن اختصارها بما يلي:
• العنصر المدني: ويتضمن حريات الفكر والديانة والأعتقاد والتعبير والبحث والكتابة والنشر والأجتماع والحقوق الخاصة بالعدالة القانونية.
• العنصر السياسي: ويتضمن حق المشاركة بالأمور السياسية بما فيها حق الأنتماء للتنظيمات السياسية والجمعيات والنقابات والمشاركة في الأنتخابات والترشيح للبرلمان.
• العنصر الأجتماعي: ويتضمن التمتع بحقوق التعليم والرعاية الصحية والتصرف بالمصالح الأقتصادية الخاصة واختيار العمل والمشاركة في المصالح العامة ومؤسسات المجتمع المدني.

خلاصة القول، إن التفاعل الأيجابي بين الدولة والمواطن بخصوص الحقوق والواجبات هو الوسيلة الأفضل، وقد تكون الوحيدة، لتحقيق الرفاهية الفردية والمجتمعية، وهذه بدورها ستساعد على ترسيخ جذور الدولة وضمان إستقرارها وتطورها.

ولكن أين كل هذا من الحالة العراقية بالوقت الحاضر؟ صحيح أن حقوق المواطنة فيما يتعلق بالعنصر المدني، ولدرجة محدودة فقط، هي الأفضل في ظل النظام الحالي، ولكن ماذا عن العنصر السياسي وما يتضمن من ممارسة الحقوق ضمن التنضيمات السياسية بما فيها الترشيح للبرلمان؟ وماذا عن العنصر الأجتماعي والذي يتضمن التمتع بحقوق التعليم والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل لكافة المواطنين؟

أليست الفرص السياسية والأجتماعية كلها محتكرة من قبل الجهات السياسية المتسلطة على مقاليد الأمور في البلاد؟ أليست رئاسة السلطة التنفيذية محتكرة من قبل حزب واحد، والوزارات موزعة بالمحاصصة على متقاسمي السلطة؟ أليست انتخابات مجلس النواب مزيفة وتأتي بنفس الوجوه الكالحة التي لا علاقة لها بمصلحة شعب أو بناء بلد، إلا ما ندر منها؟ أليست مئات المليارات من العوائد النفطية قد تمت سرقتها من قبل المسؤولين في السلطة ويبقى العراق خرباً قاعاً صفصفا؟ أليست السلطة العراقية هي التي تهاونت أمام بضعة مئات من الدواعش لاحتلال الموصل والمنطقة الغربية وصولاً الى شمال بغداد؟ أليست هذه الفضائح قد تمت بعلم من أمريكا وتشجيعها ومساعدتها، كل ذلك من أجل خلق عراق ممزق، ضعيف، فقير، لا حول له ولا قوة، وهذا ما تريده للعراق الصهيونية العالمية وإسرائيل بالذات؟



#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إكراه في الدين والحرية للجميع
- القبيلة والغنيمة ومجلس النواب العراقي
- أناديك يا مجلس النواب العراقي إن كنت شريفاً!!!
- التراجيديا العراقية
- الطامّة الكبرى
- لنسحق رأس الأفعى!
- معذرة يا ولدي...
- بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - الدولة والمواطنة