أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟














المزيد.....

متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا لنحو 22 سنة، يحمل شرف بناء هذا البلد الناجح بين مجموعة نمور آسيا المعروفة. هذا الرجل قال قولته المشهورة في جهوده لبناء بلده "عندما أردنا الصلاة إتجهنا صوب مكة وعندما أردنا بناء البلاد إتجهنا صوب اليابان". وهو بهذا يريد أن يقول إن لكل عمل وجهته الصحيحة عليك التوجه لها إن أنت أردت إنجاز عملك بنجاح. فمهاتير - ومن تبعه - عند إداء الصلاة يتوجه - كمسلم - نحو مكة، أو بعبارة أخرى حينما يريد التعبد يتوجه نحو الله، وتلك هي الوجهة الصحيحة حسب الأختصاص (إن جاز التعبير). أما في حالة بناء البلاد فهو يتوجه الى اليابان أو أمثال اليابان، لأن البلدان المتطورة إقتصادياً وتكنولوجياً هي التي ستنفعك في البناء فهذا من اختصاصها.

رب قائل من المهووسين بالدين سيقول إن التوجه الى الله تعالى وحده يكفي، فهو قادر وهو على كل شيئ قدير! هذا الوصف لله صحيح بقدر تعلق الأمر بإمكانياته وقدراته. نعم هو قادر ولكن الله لا يقوم بإنجاز الأعمال نيابة عن البشر كما يوشك أن يدعي هذا المهووس. صحيح إن الله - جل جلاله - أعان بعض رسله وأنبيائه في اجتراح بعض المعجزات، كما يخبرنا القرآن والسنة، أما الأمر مع باقي الخليقة فالله لا يقوم مقام الناس بإنجاز أعمالهم، وإنما يعينهم بواسطة القوة المعنوية التي ستتوقّد بمن يتوجه له وهو يؤمن بالله صادقاً. ذلك أنك طالما كنت تؤمن بالله وتتوجه له من أجل العون فإن معنويتك سترتفع وعزيمتك ستقوى وإقدامك على الأنجاز سيزداد. هذا ما سيفعل لك الله، وهذا شيئ عظيم طبعاً، فإنك بدون معنوية وعزيمة وإقدام سوف لن تفعل الكثير، ولربما لن تفعل شيئاً، ويكون نصيبك كنصيب الجندي الذي تنهار معنوياته وتخور قواه وهو في ساحة المعركة، إذ هو سيرمي سلاحه ويهرب أو يُسلّم نفسه للعدو، هذا إذا لم يكن نصيبه القتل. ذلك من جهة، ومن جهة أخرى فإن الله يحتقر الأنسان القاعد عن العمل إن كان ذلك الأنسان صحيح البدن، وإليك المقولة العراقية الدارجة التي تقول على لسان الله "إعمل يا عبدي وأعينك، واقعد يا عبدي واهينك". خلاصة القول أن مهاتير محمد صحيح في سياسته، فهو يتوجه صوب الكعبة في حالة التعبد وصوب اليابان في حالة بناء البلاد.
على أن الذي يحيرني، ونحن في موضوع التوجه الى الله واليابان، هو السؤال التالي: الى أين توجه أغلب السياسيين المتأسلمين وغير المتأسلمين الذين تسلموا مقاليد الحكم في العراق بعد سقوط النظام السابق؟ عجبي هل توجهوا صوب مكة في حالة التعبد وصوب اليابان في حالة البناء، كما فعل قائد ماليزيا مهاتير محمد؟ أنا أجد صعوبة في تصديق ذلك لأن الذي يتوجه نحو الله وهو صادق النية لن يرتكب في حق بلاده شتى الجرائم وشائن الأعمال، من بينها سرقة المال العام والقتل والتزوير واللعب وإهدار الوقت والأنحراف عن جادة الصواب في خدمة الوطن.

أما التوجه صوب اليابان وأمثال اليابان فيقيني أنهم لم ولن يفعلوا. صحيح إننا سمعنا بأنهم ذهبوا زَرافاتٍ ووُحداناً، الى اليابان، بل والى العديد من بلدان العالم، ولكن ليس بنفس توجهات مهاتير محمد الوطنية، وإنما ذهبوا إيفادات هدفها في الصميم هي "الونسة" إضافة لملئ الجيوب (طيارة درجة أولى + "ليالي و أكل بلاش" بفنادق الدرجة الأولى + 600 دولار "بالجيب" لكل ليلة سفر. أما ما هي حجتي في هذا الأدعاء؟ إن حجتي - إذا وضعنا جانباً فضيحة احتلال نحو ثلث العراق من قبل أسفل خلق الله - هي حالة وطني الخَرِب ومأساة شعبي المستلب! إن كان حقيقة أن هؤلاء توجهوا صوب اليابان كما فعل مهاتير، فإن هذا الرجل الشريف بَنا بلاده أحسن بناء، فأين بناء هؤلاء؟ إن الذي أشاهده، كما يشاهده كل عراقي، بلداً متهالكاً باقتصادٍ ميت لا يمكنه الأستمرار بالعيش إلاّ على ريع النفط المتناقصة قيمته تبعاً لتناقص الأسعار. والبنية التحتية ماذا عنها؟ جوابي إنها خراب في خراب! أما مدن العراق فهي مستمرة بالتهرُّؤ والأندثار، تقودها في الأنحدار عاصمة العراق بغداد. آه وا حَزَني على بغداد...



#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد
- فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيى الطاقة!
- هل العراق يحتضر؟
- أثر صفقة غاز الجنوب بين الحكومة العراقية وشركة شل على الأقتص ...
- العقلية الريعية للحكومة العراقية
- حول مذكرة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة الى مجلس النو ...
- خارطة طريق إقتصادية: ردٌ على نقد
- أيها النواب العراقيون: هل ستحمون مصالح الشعب الذي انتخبكم؟
- هل وفيت بوعدك يا سيد حسين الشهرستاني؟
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة السابعة، وهي الأخيرة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة السادسة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الخامسة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الرابعة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الثالثة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الثانية)
- خارطة طريق إقتصادية (الحلقة الأولى)(1)


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟