أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد علي زيني - السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*














المزيد.....

السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 14:04
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن مغادرة العراق من قبل ذوي الكفاءات والقدرات الخاصة ما زالت تجري على قدم وساق حتى الآن، وإن مثل هذا النزيف المخيف والمدمر إقتصادياً وثقافياً واجتماعياً سيستمر طالما انعدم الأمن وانتشرت الجريمة واستمر العنف والإرهاب وبقي علماء العراق دون حماية من حكومة أو مظلة واقية من سلطة، تهوى نجوم منهم بين الحين والآخر نتيجة طلقة جبانة من كاتم صوت أو اختطاف من جهة مجهولة تنتهي بقتل الضحية. وعادة ما يتبع هذه الجرائم النكراء إستنكار في جريدة هنا أوحشد تأبيني هناك ثم ينسى الحدث الجلل ويبقى القتلة المجرمون يصولون ويجولون في مدن العراق المنكوبة دون رادع يردعهم، وكأن العراق قد خلا من الشرطة ورجال الأمن.

وحتى أولئك العلماء المغتربين الذين يعودون الى العراق بين الفينة والأخرى بعد سقوط الدكتاتورية، مدفوعين بحبهم الشديد للوطن والتفاني لخدمته، لم يشاهدوا من المسؤولين صدوراً رحبة أو آذاناً صاغية، بل واجهوا شتى العراقيل توضع أمامهم لمنعهم من الألتحاق بخدمة الوطن، وكأن المسؤولين الحاليين الذين تسنموا مقاليد السلطة الحكومية على اختلاف طبقاتها ومستوياتها لا يحسنون للتفاهم مع العلماء العائدين لخدمة الوطن إلا لغة الأنانية والأقصاء.

وشاهدٌ على ما يحدث لهؤلاء كاتب هذه السطور حينما حظر بغداد في أواخر سنة 2008 ضمن مجموعة كبيرة من ذوي الكفاءات والأختصاصات النادرة توجهت الى العراق من مختلف أقطار العالم تلبية لدعوة خاصة من مجلس النواب. وفي صبيحة افتتاح ذلك الحشد الكبير في فندق الرشيد بالمنطقة الخضراء حظر عُليةُ القوم من مسؤولي الدولة يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وممثلٌ عن رئيس الجمهورية. ثم توالت، بعد ذلك، الخطابات والقصائد الطنانة الرنانة، كلٌ يضع ذوي الكفاءات على الرأس وداخل القلب وفي حدقة العينين. وكلٌ يطلب – بل يتوسل – من ذوي الكفاءات الرجوع الى الوطن الحبيب من أجل البناء وإعادة الأعمار والمشاركة بشرف نهضة العراق بشتى الجوانب بما فيها العمرانية والعلمية والفكرية والأقتصادية..إلخ..إلخ..إلخ. ولكن ما أن انقضى وقت الأفتتاح وأُطفئت الأنوار المسلطة على المسرح وتوارت كاميرات التلفزيونات الفضائية توارى معها المسؤولون على اختلاف مراكزهم وألوانهم، وكأن هؤلاء قد أنجزوا مسؤولياتهم تجاه الوطن وأفلحوا بإداء واجباتهم أيما فلاح بمجرد الوقوف على المسرح والمزايدة مع الآخرين بإلقاء الكلام الفارغ والتطبيل أمام كاميرات التلفزيون بوعود دونكيشوتية سرعان ما تلاشت مع تلاشي هؤلاء في دوائرهم الوثيرة وبيوتهم الفارهة.

ولم يتحقق بعد ذلك أي شيئ يستحق الذكر بخصوص ما أطنبه المسؤولون من عشق خاص لذوي الكفاءات وضرورة تذليل المصاعب لتسهيل عودتهم من أجل المشاركة الحقيقية والمثمرة في عمليات بناء الوطن الغالي والحبيب. ولكن، بمرور الأيام والحوادث، تبيّن لِمن دُعي من ذوي الكفاءات بأن ما شاهده إنما كانت مسرحية رخيصة فجّة، بل خلاصتها كانت كذبٌ في كذب! لقد كان الأمر كله جعجعة بلا طحين. أوليست الحال مع هؤلاء كانت دوماً وما زالت منذ سقوط النظام السابق ولغاية الوقت الحاضر - جعجعة بلا طحين؟ نَعَم ... واللصوص منهم ومن أتباعهم وحلفائهم لاهُون فيما وراء الستار بسرقة أموال الشعب وتخريب الوطن.
_______________________________________________
*مستل من كتاب تحت الطبع بعنوان "نهضة أوربا وسبات العرب: الأنسان هو الثروة" للكاتب أعلاه.



#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي
- في ظل الحاكم المدني بول بريمر: فساد وإفساد
- لا الرَّيل....ولا حمد
- فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيى الطاقة!
- هل العراق يحتضر؟
- أثر صفقة غاز الجنوب بين الحكومة العراقية وشركة شل على الأقتص ...
- العقلية الريعية للحكومة العراقية
- حول مذكرة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة الى مجلس النو ...
- خارطة طريق إقتصادية: ردٌ على نقد
- أيها النواب العراقيون: هل ستحمون مصالح الشعب الذي انتخبكم؟
- هل وفيت بوعدك يا سيد حسين الشهرستاني؟
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة السابعة، وهي الأخيرة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة السادسة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الخامسة) (1)
- خارطة طريق اقتصادية (الحلقة الرابعة) (1)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد علي زيني - السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*