أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بقوح - السياسيون الانتهازيون














المزيد.....

السياسيون الانتهازيون


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يختلف السياسيون الانتهازيون كثيرا عن تجار الدين. فمن يختار صفّ الهيمنة والقمع والاستبداد، وفرض التهميش وتكريس البطالة والجهل والتفقير هو نفسه، وإن كان بوجه مُقنع متوار أو ملتح متجل، مَن يختار طريق التعصّب الفردي أو الجماعي التلقائي، والتطرّف والتشدّد المنظم، والانغلاق الفكري الساذج والترهيب العاجز عن الحوار، والتكفير المعادي للاختلاف والقتل المجاني المُدمّر لبراءة الإنسان وقيمة الحياة، بل وتحريض مفروض ومنهجي مستلب ضدّ كل ما هو تحديثي وديمقراطي يخدم الجميع دون ميز، ويحتفي بحرية الإنسان وبرقي حضارة الوجود البشري العريق.
السياسيون الانتهازيون ينتصرون للفساد، بمعناه الجزئي أو المطلق.. سواء بإرادتهم الذاتية التي تحركها منافُعهم التفكيرية والمتخيلة البغيضة، أو مُجبرين على ذلك بدافع القوى الخفية المُحركة لأهوائهم المتدفقة ولإراداتهم الهشّة، وهم لا يعلمون، لأنهم بذلك يقفون ضدّ وطنهم الأم، وضدّ الكون والانسان، ويُعبرون عن موقفهم المُضاد للتقدم الحضاري وللإنسانية والحياة جمعاء. وفي نفس السياق الموازي، يَنتصر تجار الدين، المهووسين بالانبطاح الشعبوي والتقليد السلبي وثقافة الموت والرجوع المقدس الأجوف إلى أصل الأمور والأشياء، مُستعملين طبعا ذكاء الثعالب الكامن في الكتب الصفراء، وبأموال التهريب والفساد والتحايل والتحريض يؤسسون مملكة قيم الظلام التي تهدد الأخضر واليابس، وبإعلامهم التجاري يضللون ويصدرون مدنا من الوهم الخالص. هي مساهمة لكائنات بشرية تحلم بصناعة حضارة من نكهة الليل والجمود وعصارة جهالة الزمن الغابر. بالمال والإعلام والتفكير الديني المتعجرف والسياسة الفاسدة الواهمة بامتلاك الحقيقة يكرسون تخلف الشعوب وتوغل الموت الحضاري للإنسان والطبيعة معا.. إنه الوجه الآخر لأخطبوط الفساد بمعناه الاجتماعي والأخلاقي المبتور العين والروح .. والمغطى والمستعمل بالممارسين المرتزقين بالسلوك الديني، سعيا للوصول إلى تحقيق معناه السياسي المبحوث عنه منذ فجر التاريخ من قبل ضعاف البصر .. كعكة السلطة .
لكن، حين يتواطؤ الرجلان، السياسي الانتهازي وتاجر الدين الوصولي، كما وقع في أكثر من محطة تاريخية - موقف سياسي في تاريخنا الاجتماعي البعيد والقريب، يتقوى حينذاك رأسُ الفساد السياسي ويتعجرف الاستبداد الديني، ليكون الوطن والمواطن كلاهما في مهب الريح، وعلى حافة السقوط والانهيار التام الذي لا بدّ أن يليه آنذاك الاستيقاظ المُفاجئ لقوة الضمير الشعبي للإنسان، ويشتعل فتيلُ الاستعداد الفكري والوجداني والجسدي للمرء مهما يكون ترتيبه الاجتماعي والطبقي لمواجهة واقع هؤلاء الفاسدين ذوي الخبرة العالية في فن التلصص، والمتسلّطين العابثين بالحياة كما لو كانوا أصلها المفترض وأسيادها الوحيدين، وباقي الناس عبيد في ضيعاتهم الشاسعة فيها يلهثون .. لهذا، يتحدّ جسد الكل المجتمعي للإنسان الخالص هنا بحافز الدفاع عن ما تبقى من الكرامة الشخصية لوجوده العام ككائن بشري، والدفاع عن هوية عيشه الكريم ببساطتها الواقعية حتى يتحقق لهم وقف هجومهم الشرس ضدّ مكتسباتهم الحياتية، وليس الاجتماعية فقط، وبالتالي، يواصل الإنسانيون المهمشون والمقموعون المقاومة كما لو أصبحوا في ساحة معركة حامية الوطيس .. مُقاومة لفعل السياسيين الانتهازيين الوصوليين سواء بوجههم الحاكم الظاهر أو الحاكم الرمزي .. فكلاهما على كل حال من طينة سلطة القمع الغابوي المفترس الذي حان الوقت لمواجهته بكل الوسائل الممكنة دفاعا عن حرمة الوجود في الحياة، ونيابة عن كل التجليات للكائن الطبيعي في هذا الكون.



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسار حراك الريف ويمينه (مطلب اجتماعي وضرورة تاريخية)
- نظرية الدولة عند أنطونيو غرامشي، من خلال كتابه (رسائل السجن)
- مسألة المثقف عند بيير بورديو
- قراءة فلسفية لرواية ساق البامبو(1) (جدلية العلاقة بين تيمة ا ...
- الأنا الذي لا يفكر .. أو الطبيعة الصامتة و الطبيعة اللغوية
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : مسألة الإغريق و علاقتهم بالفلسفة ( ...
- نقد مفهوم الحرية في فلسفة سبينوزا
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : مسألة الفلسفة و التفلسف و الفيلسوف ...
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : الفلسفة و الفيلسوف .. المفهوم و أي ...
- الفلسفة .. ضد سياسة التجميع
- محمد ابزيكا .. المثقف العضوي . أو صراع الأنساق : بين الحداثي ...
- الفلسفة و سياسة التكرار
- التقدم ضدّ خرافة الوصول .. في سبيل الصداقة الفلسفية
- المرتزقة الجدد ، وجهة نظر فلسفية
- أعشاش لاحمة
- مفهوم الدولة في مادة الفلسفة المقررة بالبرنامج الدراسي للباك ...
- وقفة احتجاجية شعبية ضد تواطؤ لوبي العقار مع الإدارة في أكادا ...
- عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي
- مسألة المثقف في تصور بيير بورديو
- الأصول الفلسفية لمفهوم الهابتوس عند بيير بورديو


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...
- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بقوح - السياسيون الانتهازيون