أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - أعشاش لاحمة














المزيد.....

أعشاش لاحمة


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 22:23
المحور: الادب والفن
    


من قوارب الموت جنوبا .. هنا .. يعتقدون أنهم في أوطان جهنّم .. هم لها منذ الولادة .. و لا يملكونها أبدا .. لفظتهم مبكرا رياحُ نبذ القبيلة .. و رفضُ الجماعة عصفَ بكبرياء البحار في الأيام الباردة .. هو ذا عنفُ تراب التيرس في غرب الخريطة .. و ضيقُ الأهْل و الفقر .. يحوّلهم عنوة إلى سيف "مجاهدين" .. يذبحون كما لو كانوا يلعبون .. تلبسهم أوهام الرحيل الأبدي إلى قيامة الضفة الأخرى .. في قوارب الموت بدأوا كذبة الغراب .. زادُهم حلمٌ صغير .. به أرادوا الهروب القسري من جحيم حروب الفراغ .. و بأضواء الجنان المشتعلة غيوما .. هناك في شمال الأرض .. كانوا يحلمون بالركوب كل عام موج الفضيلة .. وراء فراسان طارق .. يحلمون بالعيش الكريم .. و بالإنسان الأعلى .. و مدينة الشمس .. وراء البحار القصوى كانوا يحتفون .. و في أحضان جنان بلد الأحرار .. و أنوار فجر العقول .. و كنوز المساواة يلتئمون بالجسد العليم . به رمّموا سطوح لغتهم الواشمة ..
لكن الزلزال كالبركان كان .. فانهارت جسور السلام بين الأشجار .. و انطفأت شموعُ الحلم القديم .. و بات الجميعُ في أعماق بحر الشكوك في ضيافة حيتان تعرفنا ..
هل بلعنة الصدفة وصلوا .. أم بمكر الإرادة خذلنا .. ؟
هنا .. في بدء حكاية الألم .. تحوّل الحمامُ المهاجر من الموت علة صهوة الماء إلى الموت داخل لحد البراق ..؟


هذي كواسر طيبة الوقت .. محمّلة مناقيرها بالقنابل العابرة للوجدان .. و تحت جناحيه الواسعين اندسّت الخناجرُ ليلا .. يرتديه القمرُ عمامةً بيضاء .. فكانت بداية تاريخ قديم .. عليه نفضت القبليةُ غبارَ الأمس البدائي .. فوُلدت الحربُ بين ربوع سواعد الأشقاء .. ليستيقظ التّتار تحت راية الخير و الشر .. جبل بركان قوارب الموت كان .. و قد عاد فتنة أعشاش من لا عشّ له .. كواسرٌ مشروخة الوجه .. عادت خائبةً من جزر دروس الأمس .. بلا هوية انقادت في زنازين الوهم و الضيق .. إلى أحضان الظلام الدامس المقيت ..
شباب قلق .. عاريا كالوثن المبتسم .. لفظته مدخناتُ المدينة .. لعلّه تاريخ الاغتراب الآن يعيد نفسه .. لتعاود الكواسرُ المنبوذة حياةَ هذا الاحتراق .. المصقول برائحة شيء من حشيش حقل التراب .. و نكهة الوهم تلبسُها ثريا أنهارُ خمر .. في بلاد الروم الأبدية .. هي ذي قواربُ الموت تحصد الآن المزيد من سنابل براءة الرجال . طيور شمس يرتديها الحلمُ البهي كانت .. ثم صارت كواسرَ لاحمة .. بالكؤوس المشفوعة تذبحُ الرؤوسَ .. و باسم الله تخدشُ صورة النهار .. و للنهار شمس الله ترعى أقدارَ ما بين الزمان و المكان .. لعنة أعشاش قديمة تبكي الطلل .. بألوان قزح السماء .. سكنتها أيدي البربرية .. في زمن بدائي مقبور .. فيه يراهن بحرُنا على مواصلة سيره إلى الأمام .. لهذه الأعشاش الليلية مرايا .. و للمرايا حجارة قمر ولّى .. فلماذا هذا التهافت المملّح لموج الرّمل على أعشاش من زبد مُثلّج ؟؟

هي ذي بيداء أسئلة من نار . أعشاشُ كائنات مخمورة يحتلها الخوف ُ.. بالحلم الواهم يسفك سوادُ الرّيح دماءَ البراءة .. في سوق عالم التفاعل ممكن .. آخذ الآن في التحوّل السريع .. تذبحُ الاختلافَ أعشاشٌ لقيطة .. أنجبها بؤسُ التعليم هنا .. في أوطانهم قبل الهجر تأكلها الغربةُ نهارا كانت .. و في الليل البهيم يمتطيها الزعيمُ كلاما .. لمن لا كلام له .. في عشّ بملامح الموت الضجر ..



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الدولة في مادة الفلسفة المقررة بالبرنامج الدراسي للباك ...
- وقفة احتجاجية شعبية ضد تواطؤ لوبي العقار مع الإدارة في أكادا ...
- عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي
- مسألة المثقف في تصور بيير بورديو
- الأصول الفلسفية لمفهوم الهابتوس عند بيير بورديو
- عنف المؤسسة التربوية ضد التلميذ
- السؤال الملتحي ربيعا
- نص إبداعي : الوزير المغربي المحترم و عودة الفيلسوف نيتشه
- حدث إبداعي شعري عالمي بصوت طفولي بمدرسة البساتين أيت ملول ( ...
- أمكنة ناطقة ( 7 ) : راس الما.. عبر الأبواب الزرقاء المعلقة - ...
- أمكنة ناطقة ( 6 ) : مقبرة الأندلس أو شتائل -لاغلاغ- الشجرية
- قراءة في كتاب ( الفكر الجذري - أطروحة موت الواقع - ) لجان بو ...
- قراءة في كتاب : ( مواقع - حوارات ) لجاك ديريدا
- قراءة في كتاب : ( التراث و الهوية ) لعبد السلام بنعبد العالي
- قراءة في كتاب : ( المتن الرشدي ) لجمال الدين العلوي
- قراءة في كتاب ( حوار فلسفي ) لمحمد وقيدي
- فلسفة جيل دولوز عن الوجود والاختلاف ( للكاتب عادل حد جامي )
- أمكنة ناطقة ( 5 ) : تبارين.. أو معوزفة السنونو
- الفلسفة و الابداع : البعد الفلسفي في الكلمة الغنائية لمجموعة ...
- عودة إلى أزمة المؤسسة التعليمية المغربية و رهان التغيير..


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - أعشاش لاحمة