الفلسفة و الابداع : البعد الفلسفي في الكلمة الغنائية لمجموعة إزنزارن إكوت الأمازيغية

محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 00:07
المحور: الادب والفن
    

" أُريمّوتْ أُلكماضْ إِسْكا إِكْشَمْ تِلّاسْ
أَتفُوكتْ ليغايكومْر
أَسّولْ أَريلّانْ "

لم ينته التاريخ. كما أراد له فوكوياما. لا بد ذات يوم أن تعود المياه إلى مجاريها. تلك الضرورة التاريخية أو حتمية الشرط الموضوعي التاريخي، كما نظّرت لها الماركسية حديثا، و قبلها استوقفت كثيرا علامتنا ابن خلدون في مقدمته الفريدة. فالتاريخ يستحيل أن يتوقف. لأنه شريط زمني يسجل أحداث تفاعل الإنسان بمحيطه المجتمعي و الطبيعي. إن ظاهرة الموت التي تعني في النص أعلاه نهاية الكائن الثائر( ألكماض الذي يعني الثعبان )، لم تكن أبدا نهاية نهائية، بل هي تجدد مستمر، حتى في حالة حدوثها كوضع بيولوجي. إي توقف الجسد عن الحركة. الثورة كتجسيد لفعل تاريخي، ناتج عن الشرط الموضوعي المجتمعي، هي كذلك..، إن فشلت أو لم تحقق التغيير المرغوب فيه، لا بد أن تعاود الظهور لتندلع في وقتها المناسب. الثورة كفعل لا بد لها من شرطها الأساسي، الذي هو هنا الاستعداد التاريخي المكتمل الملامح و المنتهي العناصر. و في النص أعلاه تتحدث الأغنية عن الشمس ( تافوكت ) كرمز للشرط التاريخي و الموضوعي، لانفجار منبع الثورة، من أجل التغيير التاريخي و النوعي في المجتمع. فحين إذن تنضج و تكتمل عناصر ذلك الشرط التاريخي الموضوعي المتحدث عنه، وقتاك يليه كضرورة ملحة و طبيعية ملازمة، فعل الثورة كحدث واقعي يمتد ضرورة لانتزاع بلاغة و جمالية قوة الحياة. إنها استراحة محارب. و ليست غيابا أبديا. و بالأحرى أن تكون موتا و نهاية..
هكذا تنجح أغنية ( إزنزارن إكوت ) في تفلسف علاقة الوجود بالقوة بالوجود بالفعل. فالثورة، حتى في نماذجنا العربية اليوم، موجودة دوما وجودا بالقوة. أي وجودا ضمنيا و غير مباشر، فقط هو في حاجة ماسة إلى شرطه الموضوع التاريخي و المجتمعي اللازم، حتى يتحول ذلك الوجود الضمني لقوة الثورة، إلى وجودها الفعلي و الواقعي و المجتمعي الحسي.
فعل التفلسف غير مقرون إذن بشخص الفيلسوف، و إنما كذلك يمكن ملاحظته في الكثير من الكتابات الإبداعية أو الثقافية أو الفنية للمبدعين و المثقفين و الفنانين..، دون أن يكونوا مدركين بكونهم يتفلسفون. أي يطرحون قضايا اجتماعية أو سياسية لكن بطريقة فلسفية و تفكير فلسفي.

#محمد_بقوح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات