أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي















المزيد.....

في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
جعفر المظفر
هذه المقالة هي محاولة لتصريف العلاقة ما بين الثابت المبدئي والمتغير السياسي, حيث يوجب هذا الأخير ترتيب التحديات المرحلية وقوى هذه التحديات من حيث الأهمية وبعدها تحديد صيغ الإقتراب والقربى بين هذه القوة او تلك. ولعل واحد من أهم الأخطاء التي يواجهها العمل السياسي هو إسقاط آليات وأهداف مرحلة سابقة على مرحلة لاحقة مختلِفَة التحديات.
إن بعضا من الدول كانت قد مرت في حالات من الحروب البينية الطاحنة جعلت الإنسان يتصور حينها أن عودة العلاقات الطبيعية بين هذه الدول أصبح مستحيلا حتى ولو في الخيال. لكن يحدث ان تعود العلاقات الإيجابية بين البلدين في مرحلة لاحقة حتى في ظل وجود النظامين اللذين كانا قد تحاربا.
ثمة أمثلة يمكن إستدعاءها. في بداية الحرب العالمية الثانية إضطر ستالين روسيا أن يتفاهم مع هتلر المانيا على إتفاقية تقتضي عدم الإعتداء بين البلدين. هتلر بطبيعة الحال لم يكن يحب ستالين ولا كان هذا الأخير قد أحبه, وكان الإختلاف بينهما كبيرا. لكن هتلر, رغم تفوقه العسكري آنذاك كان بحاجة إلى أن يتفرغ لمحاربة جيرانه الأوروبيين كخطوة أولى على طريقه لإحتلال العالم. في مواجهته حينها لم يكن ستالين ندا عسكريا وكان يعتقد أن حربا طاحنة بين الأخوة الأوروبين الرأسمالين ستجعلهم ينشغلون عن روسيا الشيوعية التي يمكن أن تخرج بعدها أكثر قوة من الطرفين الرأسماليين المتحاربين.
بعد سقوط الحلم الهتلري تبين إن أهم اسباب الهزيمة النازية كان إستعجال هتلر فتح الجبهة الروسية وزجه لجزء أساسي من جيشه في الحرب ضد روسيا حيث وضعه ذلك في مواجهة جنرالين, واحد بشوارب تغطي كل فمه إسمه ستالين, وآخر إفترش الأرض وحولها إلى بحر أبيض إسمه الجنرال ثلج. وما كان بوسع هتلر حينها أن يجابه الجنرالين معا في وقت واحد, جنرال الأرض وجنرال السماء, خاصة بعد أن أفلح جنرال الأرض في التحول من التحالف مع هتلر إلى التحالف مع أميركا والغرب.
بقية القصة تقول أن مرحلة ما بعد الحرب سرعان ما رتبت القوى في خانات جديدة كما أدخلت العالم نفسه في حالات جديدة, فالحلفاء الذين خاضوا حرب المصير المشترك ضد هتلر سرعان ما تحول بعضهم إلى أعداء بعض, ودخل العالم في حرب كونية (ثالثة) هي الحرب الباردة التي لم تتوقف إلا بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وصار من سمات هذه الحرب الجديدة أن تكون هناك حروبا متفرقة بالنيابة.
في منتصف ستينات القرن الماضي (1965) بدأت فعليا الحرب العسكرية الطاحنة بين أميركا وفيتنام, وكانت فيتنام وقتها فيتناميْن واحدة شمالية يقودها الشيوعي هوشي منة وأخرى جنوبية تابعة وعميلة لأمريكا. ولقد إستمرت هذه الحرب ما يقارب العشرة سنوات (1975) حيث إستنفذت أمريكا كامل خزينها من الصواريخ ضد شعب الجنوب وضد حلفائه الشيوعيين الفيتناميين الشماليين الذين تحولت مدنهم إلى خراب. لكن هوشي منة الرجل النحيل العاري الذي لم يكن يقبل النوم أو الجلوس إلا على حصيرة ولا يقبل التنقل إلا على ظهر نعاله البلاستيكي البالي هو الذي كان تغلب بعدها على جنرالات الحرب الأمريكيين من ذوي النجوم الأربعة والسيارات الفاخرة المدرعة وإستطاع بالتضحية والصمود أن يحول الفيتنامَيْنْ إلى فيتنام واحدة.
أما الذي عاش في تلك الثمانية سنوات من الحرب الطاحنة فكان يعتقد أن فيتنام ستبقى على كراهيتها لأمريكا حتى يوم القيامة. إلا أن بلد هوشي منة, الذي عرف كيف يقاتل بضراوة, كان يعرف كيف يعمل في السياسية بحلاوة, فجعل من أول شروطه في مباحثات الصلح ان يكون لفيتنام الجديدة مقام الأفضلية في التعاون التجاري مع أمريكا. لقد أخذت فيتنام من الحرب ما تريد – الإستقلال والكرامة والوحدة – وصار عليها أن تأخذ من السلام ما تريد في حزمة من الأهداف الإقتصادية والتصنيعية سرعان ما جعلت من البلد المنهك بلدا موحدا ومتطورا وجميل.
ولا داعي هنا لوقوف أمام قصة الصين مع أمريكا أكثر من ذلك الذي يقول أن الصين ظلت على شيوعيتها لكنها مع ذلك سعت لأن تحصل على مقام الأفضلية في التعامل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية, وبفضل ذلك التعامل, الذي سبقه من حيث الأهمية والترتيب إصرار الصين على البناء والتطور, فلقد صارت الصين قوة عظمى وصديقة لأمريكا بمستويات معينة ومع ذلك فقد حافظت على شيوعيتها.
في العلاقة مع إيران فإن من الخطأ ومن الجهل أن نتمسك بقاعدة (اللهم إجعل بيني وبينهم جبلا من نار), اي أن نحول قول إبن الخطاب المرحلي المكتوي وقتها بنار المطامع الفارسية إلى ثابت تاريخي مطلق يمنعنا من التطلع إلى بناء علاقات حسن جوار تقوم على الإحترام المتبادل والمنفعة المشتركة. لكن هذه التطلع التاريخي المفتوح على الزمن يجب أن لا يتقاطع ويجب ان لا ينسينا ان النظام الإيراني الحالي هو مسؤول بدرجة كبيرة عن تحطيم بلدنا في الوقت الراهن من خلال مساندته للنظام الفاسد وإسناد وتعميق وتفعيل الثقافة الطائفية المجتمعية والسياسية. لكن سيصير أفضل لو أننا رفعنا شعار (اللهم إجعل بيننا وبينهم جبلا من المودة والتعاون) دون أن ينسينا هذا التمني مهمتنا المرحلية الحالية ألا وهي الوقوف ضد المطامع الإيرانية التوسعية الطائفية على عراقنا أولا وعلى منطقتنا ثانيا, ثم العمل على ترتيب تحالفاتنا وصداقاتنا الإقليمية والدولية لمواجهة هذا الخطر الأعظم.
إن الثابت الأخلاقي التاريخي قد لا يتغير من مرحلة إلى أخرى لكن التعامل مع المتغير كثابت هو دليل على عقلية معلقة وطافية وعائمة وبدون اقدام على الأرض, وإن من المهم جدا أن لا تتحول كراهيتنا السياسية إلى كراهية عنصرية وكراهيتنا المرحلية إلى كراهية تاريخية.
في الساحة العراقية أهم تحدين يواجههما العمل الوطني في المرحلة الحالية هما الإرهاب الداعشي والأطماع الإيرانية وعلينا أن نتآزر أو نتضامن أو نتعاطف مع كل قوة او دولة أو تجمع يقف على النقيض من هذين الخطرين أو يتحرك ضدهما دون أن يعني ذلك التوقيع على بياض او إتخاذ موقف الإنحياز غير المحسوب بظرفه ومرحلته وأهدافه.
في هذا الإتجاه وبهذا المعنى فإن الوقوف إلى جانب السعودية ضد قطر مسألة محسومة لعلاقة هذه الأخيرة مع كثير من المآسي التي شهدتها الساحة العربية وبداية من مساندتها لقوى الإرهاب نزولا إلى فوضى ما سمي بالربيع العربي, وفي هذا السياق أيضا وبهذا المعنى فإن وقفتنا هذه لا تتقاطع مع وجود العديد من الإختلافات مع السياسة السعودية في العديد من الأحداث وفي العديد من الساحات.






#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي
- أرى جيوبا أينعت
- الخليفة أبو بكر البغدادي القرشي .. البعد الرمزي للتسمية
- العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي
- مثلث برمودا الإسلامي.. القومي في مجابهة الديني
- الإسلام السياسي .. فصل الخطاب
- عني وعن أمريكا وعن سوق حمادة
- الحجاب والتحضر وقمع الغرائز والدولة (العليمانية)
- والسارق والسارقة
- سألتني
- الإسلام التركي والإيراني والعربي .. مقارنات سياسية
- هوامش على مشروع دولة كوردستان
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلن ...
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل
- جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
- طرزان والسياسة
- المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي