خالد الكيلاني يكتب : ‏Master Seen الجماعة و- العسكر- !!!

خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 13:56
المحور: الادب والفن
    

“ الماستر سين ” في الدراما السينمائية والتليفزيونية ، هو تعبير يُقصد به النص الكلامي أو المشهد الذي سيكون له أبلغ الأثر في العمل السينمائي أو المسلسل التليفزيوني ، وبمعنى أخر هو الحوار أو المشهد الذي - على الأغلب - ستستمر ذاكرتك في الاحتفاظ به مهما مرت السنوات .
صحيح أن مسلسل الجماعة لم يُعرض منه حتى الآن سوى 10 حلقات ، وصحيح أن الدراما عمل جماعي ، يشارك فيه الكاتب والسيناريست والمخرج والممثلين ومدير الإضاءة ومهندس الديكور ، وعشرات آخرين من الفنانين والفنيين ، ويمكن أن يتم تشويه أفكار الكاتب وتحريفها عندما تتحول إلى عمل سينمائي أو تليفزيوني ، كما كان يحدث مثلاً مع روايات وقصص نجيب محفوظ التي تحولت إلى أعمال سينمائية أو تليفزيونية ، والتي تبرأ نجيب محفوظ في حياته منها جميعاً ... لكن مع كاتب مثل وحيد حامد فالأمر مختلف ، فوحيد حامد لا يكتب روايات أو قصص ، لكنه يكتب سيناريوهات كل مسلسلاته ، أي أنه يكتب للتليفزيون مباشرة ، كما أنه يُشرف على العمل تماماً ، بدءاً من ترشيح الفنانين للأدوار ، حتى المونتاچ النهائي للحلقات ، ما ينفي معه إحتمالية تشويه أفكاره على يد المخرج أو السيناريست .
الآن - وحتى الحلقة العاشرة - ما هو " الماستر سين " الذي يمكن أن تخرج به من مسلسل الجماعة 2 ؟ .
بغض النظر عن الأكاذيب ، أو فلنقل " المبالغات " في علاقة عبد الناصر بالجماعة ... فإن ما ذكره المسلسل عن علاقته الوثيقة بسيد قطب ، التي تصل بالأخير أن يخاطبه - وهو زعيم ومؤسس تنظيم الضباط الأحرار وقائد ثورة يوليو - بجمال دون ألقاب ، بينما يخاطبه جمال عبد الناصر ب " الأستاذ سيد " !!! .
ومعلوم أنه لم يكن هناك أحد ينادي عبد الناصر بإسمه دون ألقاب سوى شخصين ، هما السيدة أم كلثوم وصديقه الأقرب إلى قلبه عبد الحكيم عامر رحمهم الله .
ويصل الأمر - طبقاً لقراءة وحيد حامد للتاريخ - بأن يدعوه لإجتماع مجلس قيادة الثورة الذي يُتخذ فيه قرار حل الأحزاب ، ويكون رأيه هو الذي يأخذ به هؤلاء الضباط الثائرون !!! .
ثم بعدها بعدة مشاهد يفسر المسلسل موقف سيد قطب الذي رفض فيه حل جماعة الإخوان ، عندما يقول لأختيه - في قعدة صفا - أنه نصح مجلس قيادة الثورة بعدم حل جماعة الإخوان لأنها " ستظل خنجراً دائماً في جسد النظام " !!! .
كل المؤرخين المعاصرين ، بما فيهم كتاب الإخوان أنفسهم ، لم يذكروا هذه العلاقة بهذا الشكل ، ولكن يبدو أن للأستاذ وحيد حامد قراءة أخرى للتاريخ .
والمشاهد هنا أمام أمرين ، كلاهما - لا أحلاهما - مر :
إما أن عبد الناصر كان " عبيط وأهبل " ، وانضحك عليه من سيد قطب الماسوني ( الذي جندته جماعة الإخوان أثناء دراسته في أمريكا ) ، وأن كل أعضاء مجلس قيادة الثورة ، الذين قاموا بأنبل وأعظم ثورة في القرن العشرين ، كانوا مجموعة من الأغبياء الذين يسيرون وراء عبد الناصر كالقطيع ، ويثقون في شخص لا يعرفونه لمجرد أنه صديق لعبد الناصر !!! .
وإما - وهذا هو الأخطر - فإن المسلسل يريد ترسيخ صورة ذهنية عن " العسكر " بأنهم مجموعة من الإنقلابيين الغدارين الخونة الذين لا عهد لهم ، والذين يغدرون بأقرب أصدقائهم ، ويقدمونهم إلى حبل المشنقة ، كما فعل عبد الناصر ونظامه برائد الإرهاب الإخواني سيد قطب !!! .
وبالتالي - وعلى نفس السياق - فإن نفس العسكر هم الذين وثق محمد مرسي في واحدٍ منهم واختاره وزيراً للدفاع ، فانقلب عليه وقدمه للمحاكمة ليُحكم عليه بالإعدام .
ومهما تحدث المسلسل عن إرهاب الجماعة وخيانتها وغدرها ... فلن يتبقى في ذاكرة المشاهد سوى تلك الصورة الذهنية عن " العسكر " ... إنقلابيون وخونة وغادرون ، أو في أحسن الظروف شخصيات عبيطة بلا خبرة يستطيع أي مغامر أو أفاق ماسوني أن يحركها !!! .
هل هذا هو " الماستر سين " الذي يريد لنا وحيد حامد أن نخرج به من مسلسل الجماعة ؟!!! .
أثق أن وحيد حامد ليس إخوانياً ، ولكن التاريخ والأحداث علمونا أن هذه الجماعة الإرهابية لها أذرع في كل مكان ، وتستطيع شراء كل شيء ، واختراق كل مكان ... شراء واختراق كل شيء وكل مكان بدءاً من حكومات دول عظمى ، حتى أدمغة وعقول مثقفين وكتاب كبار .

#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل