أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - القوة الفكرية مقابل النارية














المزيد.....

القوة الفكرية مقابل النارية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القوة الفكرية مقابل النارية

خاطرة مروان صباح / تعوتُ متابعة من نافذة بَيْتِي براعم الورود ،وهي ، تنمو يوم بعد الأخر، إلى أن يكتمل تفتحها ، وهذا المشهد المتكرر، اتاح لي ، أن اُشاهد طفولتي والنمو التدريجي ، الذي حُرمت من مشاهدته ، وعندما أدركت جوهر الفكرة ، حاولت الإمساك بعمري ، لكنني ، لأكتشف لاحقاً ، كلما اقتربتُ منه ، ابتعد ، تماماً كالسراب في الصحراء ، فبحثت عن ذلك ، لأجد، أنني في كل مرة ، أنظر إلى الورد ، تُصيب عيني وردة حمراء ، تتوسط بين وردتين بيضاء ، فعلمتُ أن الدماء التى تجري في عروقي ، ليس سوى ، حاجز بين جسدي ورُوحِي ، لأكتشف أيضاً ، وهكذا أظن ، بل أُرجح ، وقد تكون رجاحتي بين إحتمالين ، صحيحة أو العكس ، تماماً ، بأن للروح لون ، وأرجح أنه ذهبي ، وعلمتُ أيضاً ، أن لكل شيء نهاية ، كما كانت له بداية ، وعَمِلتُ أن القدر ، جعل من اللون الأحمر ، الفاصل والفِراق ، بين البكارة والتجربة وبين الحياة والموت وبين الحب والكراهية ، فالأحمر، هو البداية وأيضاً النهاية .

الناس تنقسم في الحَيَاة إلى نوعين ، الأول ، يرى أنها طويلة ومملة وسيرها بطيء ، والآخر ، يعتقد أنها قصيرة ، يحتاج الفرد إلى أعمار متواصلة ، من أجل إلتقاط بعض ما فيها ، وقد يكون ، ما يُعانيه الطرف الثاني ، ويعتبره الأنكى في دنياه ، عندما يبدأ الإنسان بوضع عقله على باب مفهوميات الأشياء ، للأسف ، سرعان ما يرحل ، لهذا ، هناك قلة ، تبكي على ايّام أصرفتها في ثنايا الثرثرة ، وتحاول لما تبقى من عمرها ، على الأقل ، أن تكُّون حاضرة وشاهدة على تراجع أعضائها بعد اكتمالها ، وهنا ، الفرصة تتيح للمرء ، أن يُسخر جميع قواه ، في تنمية العقل من الناحية الفكريّة والتوعوية ، وهذا، يُطلق عَلَيْه ، سن النضوج ، حيث ، أعضاء الجسم جميعها ، تُصبح بين عاملين ، التراجع أو التوقف ، بإستثناء العقل ، فهو الوحيد القابل إلى النمو ، أو الإنضمام إلى سائر أعضاء الجسد ، لهذا، فإن أهمية مراقبة نمو الأزهار واكتمالها ، تحمل ثلاثة خصائص ، اولاً ، الجمال ، العين تعشق النظر إليه ، وثانياً ، رائحتها ، وثالثاً ، يُستخلص منها مادة ، فتتحول إلى عطر ، وهكذا العقل ، فهو قادر أن يتحول إلى فكر ، وظيفته ، أن يعكس ما يراه الاخر ، لكنه ، لا يستطيع التعبير عنه ، فيتحول التعبير الي مادة جمالية ، تُغني الوعي وتراكم المعرفة .

لا يدمر الإنسان أكثر من الإدعاء ، وعندما يراجع المرء مسيرة الإنسان ، يجد أنه ، تصدر لحمل الأمانة ، دون التفكير ، بل فعلَه ، أقرب إلى الاندفاع ، وبالرغم من تكوينه الطيني ، المرتبط بالأرض ، إلا أنه ، الأكثر جهلاً بها ، فالإنسان لا يمتلك قوة خارقة أو نافذة في تكوينه الجسدي ، بل ، كل ما يمتلكه ، هو العقل ، فإذا تم إستخدامه ، يمتلك قوة المنطق والتدبير ، وهذا، ينطبق على كل ما تُخرجه الأرض ، فعلى سبيل المثال ، إذا كان للمرء تفاحة في المطبخ ، وهو موجود في غرفة أخرى ، في المنزل ، بالتأكيد ، لن يستشعر بها ، أما اذا كان في الغرفة المجاورة ، تدفئة من النار ، فسيشعر بها ، لأنها من تكوين ناري ، تستطيع الاختراق ، تماماً ، كما هو الحال ، لبعض المخلوقات الغير إنسية ، ومن هنا ، جاء الإنسان بفكرة اختراع ، سلاح ناري ، يخترق الحديد ويفجر الجبال ويُبيد العواصم والمدن ، بالكامل .

جرت العادة ، أن يبحث الإنسان عن الأسهل ، طالما أصيب المستسهل ، بالبطنة التى أذهبت فطنته ، فهناك ، منْ صنع مدفع من أجل قتل نملة ، كما قال كونفوشيوس ، لهذا نلاحظ ، عندما يسعى الإنسان إلى قوة ، ليست من تكوينه ، يَّسقط العقل في البطن ، ويتوار المنطق عن المشهد، وتُصبح الحياة ، أقل أنسنة ، وقد تكون العرب ، عبرت عن ذلك ، عندما نصحت الكسول ، باللجوء إلى العاقل قبل الإقدام على أي عمل ، لأن ، في النهاية سيصبح عقل العاقل ملك الكسول ، والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة من كاتب عربي إلى الملك محمد السادس
- الدولة الفلسطينية بين التجميد والتحجيم
- الضحية والنجاة
- لماذا إبراهيم دون الآخرين .
- مروان صباح / ابو محمود الصباح ، صلاح خلف ، محمود درويش ، ابو ...
- الهتيف والسحيج والعريف
- حذف الأصل لصالح الصدى .
- هي والمرآة
- مراجعة سياسات الاخوان المسلمين في مصر
- بين الأدنى والأعظم ، حروب يقودها الإنسان ضد الحقيقة والمعرفة
- التعليم والغذاء
- إدارة ترامب منذ اللحظة الأولى تكشف عن كسلها الذهني .
- أشباه مانديلا وجيفارا
- الشيخ كشك وعادل إمام
- مقارنة بين مغنيات الماضي والحاضر
- الصحفي والطوبرجي والمقاتل
- أسباب تراجع الهيمنة الأمريكية على العالم
- القرن الأفريقي ، الصومال نموذج مبكّر ودائم التجدد .
- الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس ...
- مائة عام من الفشل والافشال ، جغرافيا مسموح استباحتها .


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - القوة الفكرية مقابل النارية