أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - يسوع العهد القديم يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية















المزيد.....



يسوع العهد القديم يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية


ممدوح الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر القضاة
الأصحاح الحادي عشر

1 وكان يفتاح الجلعادي جبار بأس، وهو ابن امرأة زانية. وجلعاد ولد يفتاح
2 ثم ولدت امرأة جلعاد له بنين. فلما كبر بنو المرأة طردوا يفتاح، وقالوا له: لا ترث في بيت أبينا لأنك أنت ابن امرأة أخرى
3 فهرب يفتاح من وجه إخوته وأقام في أرض طوب. فاجتمع إلى يفتاح رجال بطالون وكانوا يخرجون معه
4 وكان بعد أيام أن بني عمون حاربوا إسرائيل
5 ولما حارب بنو عمون إسرائيل ذهب شيوخ جلعاد ليأتوا بيفتاح من أرض طوب
6 وقالوا ليفتاح: تعال وكن لنا قائدا فنحارب بني عمون
7 فقال يفتاح لشيوخ جلعاد: أما أبغضتموني أنتم وطردتموني من بيت أبي ؟ فلماذا أتيتم إلي الآن إذ تضايقتم
8 فقال شيوخ جلعاد ليفتاح: لذلك قد رجعنا الآن إليك لتذهب معنا وتحارب بني عمون، وتكون لنا رأسا لكل سكان جلعاد
9 فقال يفتاح لشيوخ جلعاد: إذا أرجعتموني لمحاربة بني عمون ودفعهم الرب أمامي فأنا أكون لكم رأسا
10 فقال شيوخ جلعاد ليفتاح: الرب يكون سامعا بيننا إن كنا لا نفعل هكذا حسب كلامك
11 فذهب يفتاح مع شيوخ جلعاد، وجعله الشعب عليهم رأسا وقائدا. فتكلم يفتاح بجميع كلامه أمام الرب في المصفاة
12 فأرسل يفتاح رسلا إلى ملك بني عمون يقول: ما لي ولك أنك أتيت إلي للمحاربة في أرضي
13 فقال ملك بني عمون لرسل يفتاح: لأن إسرائيل قد أخذ أرضي عند صعوده من مصر، من أرنون إلى اليبوق وإلى الأردن. فالآن ردها بسلام
14 وعاد أيضا يفتاح وأرسل رسلا إلى ملك بني عمون
15 وقال له: هكذا يقول يفتاح: لم يأخذ إسرائيل أرض موآب ولا أرض بني عمون
16 لأنه عند صعود إسرائيل من مصر سار في القفر إلى بحر سوف وأتى إلى قادش
17 وأرسل إسرائيل رسلا إلى ملك أدوم قائلا: دعني أعبر في أرضك. فلم يسمع ملك أدوم. فأرسل أيضا إلى ملك موآب فلم يرض. فأقام إسرائيل في قادش
18 وسار في القفر ودار بأرض أدوم وأرض موآب وأتى من مشرق الشمس إلى أرض موآب ونزل في عبر أرنون، ولم يأتوا إلى تخم موآب لأن أرنون تخم موآب
19 ثم أرسل إسرائيل رسلا إلى سيحون ملك الأموريين، ملك حشبون، وقال له إسرائيل: دعني أعبر في أرضك إلى مكاني
20 ولم يأمن سيحون لإسرائيل أن يعبر في تخمه، بل جمع سيحون كل شعبه ونزلوا في ياهص وحاربوا إسرائيل
21 فدفع الرب إله إسرائيل سيحون وكل شعبه ليد إسرائيل فضربوهم، وامتلك إسرائيل كل أرض الأموريين سكان تلك الأرض
22 فامتلكوا كل تخم الأموريين من أرنون إلى اليبوق ومن القفر إلى الأردن
23 والآن الرب إله إسرائيل قد طرد الأموريين من أمام شعبه إسرائيل. أفأنت تمتلكه
24 أليس ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك ؟ وجميع الذين طردهم الرب إلهنا من أمامنا فإياهم نمتلك
25 والآن فهل أنت خير من بالاق بن صفور ملك موآب ؟ فهل خاصم إسرائيل أو حاربهم محاربة
26 حين أقام إسرائيل في حشبون وقراها، وعروعير وقراها وكل المدن التي على جانب أرنون ثلاث مئة سنة ؟ فلماذا لم تستردها في تلك المدة
27 فأنا لم أخطئ إليك. وأما أنت فإنك تفعل بي شرا بمحاربتي. ليقض الرب القاضي اليوم بين بني إسرائيل وبني عمون
28 فلم يسمع ملك بني عمون لكلام يفتاح الذي أرسل إليه
29 فكان روح الرب على يفتاح، فعبر جلعاد ومنسى وعبر مصفاة جلعاد، ومن مصفاة جلعاد عبر إلى بني عمون
30 ونذر يفتاح نذرا للرب قائلا: إن دفعت بني عمون ليدي
31 فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب، وأصعده محرقة
32 ثم عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم. فدفعهم الرب ليده
33 فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى منيت، عشرين مدينة، وإلى آبل الكروم ضربة عظيمة جدا. فذل بنو عمون أمام بني إسرائيل
34 ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص. وهي وحيدة. لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها
35 وكان لما رآها أنه مزق ثيابه وقال: آه يا بنتي قد أحزنتني حزنا وصرت بين مكدري، لأني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع
36 فقالت له: يا أبي، هل فتحت فاك إلى الرب ؟ فافعل بي كما خرج من فيك، بما أن الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون
37 ثم قالت لأبيها: فليفعل لي هذا الأمر: اتركني شهرين فأذهب وأنزل على الجبال وأبكي عذراويتي أنا وصاحباتي
38 فقال: اذهبي. وأرسلها إلى شهرين. فذهبت هي وصاحباتها وبكت عذراويتها على الجبال
39 وكان عند نهاية الشهرين أنها رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر. وهي لم تعرف رجلا. فصارت عادة في إسرائيل
40 أن بنات إسرائيل يذهبن من سنة إلى سنة لينحن على بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام في السنة.

تفسير الأصحاح الحادي عشر من سفر القضاة للقمص الأب تادرس يعقوب ملطي

كان يفتاح ابنًا لامرأة زانية طرده إخوته لكي لا يرث في بيت أبيهم، ولكنه حمل قلبًا متسعًا لهم، وإذ كان روح الرب عليه قام ليخلصهم.

1. هروب يفتاح من إخوته:
كلمة "يفتاح" تعني (الذي يفتح)، ولعله بهذا الاسم حمل صورة رمزية لسمة السيد المسيح وتصرفاته الخلاصية. فإذ كان قلب إخوته مغلقًا فطردوه من بينهم حتى لا يرث في بيت أبيهم، اضطر إلى الهروب إلى أرض طوب أي (الطيبة) شرق الأردن، خارج حدود إسرائيل كما يبدو من (2 صم 10: 6) حيث استأجر حانون ملك عمون جنودًا منها عندما أهان داود الملك، ويقال أنها تبعد 10 أميال جنوب جدة وتسمى الآن مقيس أو أم قيس، ومع هذا فقد فتح يفتاح قلبه ليقوم ويقودهم مخلصًا إياهم من بني عمون. كأنه رمز للسيد المسيح الذي أغلقت البشرية أبوابها أمامه فلم يجد له موضعًا يولد فيه بين الناس، فولد في مذود بقر، وفي خدمته أعلن صراحة أن ابن الإنسان ليس له موضعًا يضع فيه رأسه (مت 8: 20)، لكنه وهو المطرود من اليهود بكل فئاتهم مع الأمم فتح قلبه بالحب على الصليب ليضم الجميع ويحملهم إلى حضن أبيه، مصالحًا إيانا معه أبديًا (2 كو 5: 18).
السيد المسيح هو يفتاح الحقيقي، الذي يفتح ولا أحد يغلق (رؤ 3: 7)، يفتح لمؤمنيه أبواب الفردوس بعد أن أحكمنا إغلاقه بالعصيان.
وقد دُعي يفتاح بالجلعادي من جانبين؛ لأنه نشأ في جلعاد، ولأن أبيه يُدعي "جلعاد".
أكدّ الكتاب أنه "ابن زنى"، لكن هذا لا يعيبه، فالابن لا يُطالب بخطية أبيه (حز 18: 20)، إنما إن أخطأ هو يموت. حقًا لقد حرمته الشريعة من دخول جماعة الرب، أي من العضوية في المجمع، لكنها لم تحرمه من قيادة الجيش والقضاء ولا من التمتع بالميراث الأبدي (تث 23: 2-3). في هذا يقول القديس جيروم: [كان يفتاح الذي يحسبه الرسول في عداد الأبرار (عب 11: 32) ابن زانية. لقد قيل: "النفس التي تخطئ هي تموت" (خر 18: 4). النفس التي لا تخطئ تحيا. هكذا لا تنسب فضائل الوالدين أو رذائلهم للأبناء؛ الله لا يحاسبنا إلاَّ من الوقت الذي فيه وُلدنا في المسيح من جديد.
كان يليق بأخوة يفتاح أن يكسبوا أخاهم لا أن يخسروه بلا ذنب ارتكبه هو، فبغير حكمة طردوه، فاجتمع معه رجال بطالون كانوا يخرجون معه ربما للسلب والنهب... فجرفوه إلى الالتصاق بالأشرار وممارسة ما لا يليق، الأمر الذي كان لا يبرر يفتاح لكنه لا يعفي إخوته من المسئولية أيضًا.

2. شيوخ جلعاد ويفتاح:
طُرد يفتاح من إخوته فهرب إلى ما وراء إسرائيل، إلى أرض طوب.... وكأنه بالسيد المسيح المطرود من خاصته ليهرب خارج إسرائيل، منطلقًا إلى الجلجثة بكونها "أرض طوب الحقيقية"، إذ هناك تجلت طيبة الرب وأُعلنت أحشاؤه الملتهبة بالحب نحو كل أحد. وكما قال الرب نفسه: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
حين طُرد يفتاح من جلعاد استند إخوته بلا شك على حكم قضائي صدر من شيوخ جلعاد، والآن جاء الشيوخ أنفسهم يسألونه العودة لمحاربة بني عمون، قائلين له: "تعال وكن لنا قائدًا فنحارب بني عمون" [6]. ويبدو أنهم طلبوه كقائد حرب فقط بكونه جبار بأس، لكنه لم يقبل أن يسندهم في الحرب ويطردوه في السلم، معلنًا احتجاجه: "أما أبغضتموني أنتم، وطردتموني من بيت أبي، فلماذا أتيتم إليَّ الآن إذ تضايقتم؟!" [7]. وحينما سألوه أن يكون لهم رأسًا (أي في حالتي الحرب والسلم)، أكد لهم: "فأنا لكم رأسًا" [9]... ودخل يفتاح في علاقة مع الرب في المصفاة [11].
يفتاح يمثل شخصية فريدة، فقد اعتدنا أن نجد أبطالًا روحيين حين تسلموا مراكز قيادية انحرفوا، إذ ابتلعتهم محبة السلطة والكرامة، أما يفتاح فقد بدأ حياته مع رجال بطالين كانوا يخرجون معه، وحينما سُئل أن يكون قائدًا للحرب اشتهى أن يكون رأسًا دائمًا لإسرائيل في الحرب كما في السلم... لكنه ما أن تسلم العمل حتى رأيناه رجل إيمان عجيبًا في تصرفاته. فإن كان البعض لا يحتملون المسئولية ولا الكرامة فينهارون روحيًا، فإن البعض الآخر ترهبهم المسئولية داخليًا لينطلقوا إلى بدايات جديدة لعمل روحي نامٍ في الرب.
تسلم يفتاح العمل بعد حواره مع شيوخ جلعاد لا من أيديهم بل من أيدي الرب نفسه لهذا لم يعتمد على ذاته، ولا على رجاله بل على الرب نفسه، قائلًا: "إذا أرجعتموني لمحاربة بني عمون ودفعهم الرب أمامي..." [9]. إن كانوا هم يرجعونه لكنه يحارب بالرب نفسه، سرّ غلبته ونصرته، بهذا الروح يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [لا نقدر أن نجري في طريق الله إلاَّ محمولين على أجنحة الروح.

3. حوار مع ملك بني عمون:
بدأ يفتاح عمله بحكمة روحية عالية فلم ينطلق لمحاربة بني عمون بالرغم من إذلالهم لشعب إسرائيل سنوات طويلة، لكنه بروح الحكمة أرسل ليطلب سلامًا، قائلًا: "مالي ولك أنك أتيت إليَّ للمحاربة في أرضي؟!" [12]. أرسل إليه بلطف يسأله ألاَّ يحاربه في أرضه، لكن ملك بني عمون أجابه أنه يحاربه لأنه قد اغتصب أرضه عندما صعد إسرائيل من مصر ودخل أرض الموعد. حقيقة الأمر أن إسرائيل قد مُنع من محاربة بني موآب وبني عمون (تث 2: 9، 19)، لكن الأرض موضع خلافهم كانت في الأصل لبني عمون وقد استولى عليها الأموريين (عد 21: 26)، وإذ منع سيحون ملك الأموريين إسرائيل من العبور عليها بسلام وخرج لمحاربتهم غلبوه واستولوا على أرضه التي هي في الأصل غالبيتها لبني عمون ولبني موآب، فما استولوا عليه إنما من الأموريين. فمطالبة بني عمون بأرضه الممتدة من نهر أرنون والذي يعني اسمه (مصّوب)، إلى نهر اليبوق والذي يعني اسمه (مفّرغ) وهو نهر الزرقاء، إلى نهر الأردن، هي مطالبة بدون حق.
هذا ومن جانب آخر فإن إسرائيل كان قد استولى على الأرض منذ حوالي 300 عامًا فصارت حقًا له بوضع اليد [26].
أما الحجة الثالثة التي قدمها يفتاح للملك فهي أن ما ناله إسرائيل في الواقع ليس من بني عمون أو بني موآب ولا من الأموريين، إنما تسلمها من الرب نفسه، كعطية إلهية: "والآن الرب إله إسرائيل قد طرد الأموريين من أمام شعبه إسرائيل، أفأنت تمتلكه؟‍! أليس ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك، وجميع الذين طردهم الرب إلهنا من أمامنا فإياهم نملك؟!" [23-24]. وكأن موضع الحوار وموقعه ليس الأرض وإنما مملكة الله، فالله وهبهم أن يملكوا ويطردوا الأمم فهل يرفضون عمل الله معهم؟ الأرض في ذاتها - في عيني يفتاح - تحمل علامة ملكية الرب وقبول المؤمنين لوعوده وعطاياه، وكل تراخٍ في امتلاكها يُحسب إهانة موجه ضد الله شخصيًا.
بهذا الفكر تطلع الرسول بولس إلى أعضاء جسده وكأنها بالأرض التي ملك عليها بنو عمون وبنو موآب والأموريين زمانًا، لكنه إذ طرد الله الشر عن هذه الأعضاء ليملك بنفسه عليها، فهل يسلمها الإنسان للأمم الوثنية (للخطايا والشهوات) مرة أخرى؟! وكما يقول الرسول بولس: "أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟!" (1 كو 6: 15).
لقد سلمنا الله حياتنا متجددة فيه بالروح القدس، وكأنها بالأرض الممتدة من أرنون (المصّوب) إلى اليبوق (مفّرغ) إلى الأردن حيث نجد السيد المسيح حالًا فيه. هكذا تمتد حياتنا من الأرنون أي نبدأ بعمل التصويب أو تصحيح حقيقي داخلي بروح الله القدوس، إلى اليبوق حيث يحدث تفرغ كامل من الشر وكل أعمال إبليس الذي احتل الموقع، إلى الأردن ليملك السيد المسيح في مياهه معلنًا نصرته على لويثان الساكن في المياه وفاتحًا أبواب السماء لنسمع صوت الآب المفرح وحلول الروح القدس! إذ تسلمنا هذه الحياة الجديدة في الرب أو الأرض المفرّغة من إبليس ليملك الرب عليها، لا يليق بنا أن نترك العدو يحتلها مرة أخرى !
ما أجمل ما قاله يفتاح: "فامتلكوا من أرنون إلى اليبوق، ومن القفر إلى الأردن" [22]! كأنه يقول أن المؤمن يملك من موضع التصويب الداخلي إلى التفريغ... أي يسلكوا في حياتهم الروحية عمليًا، فإذ يطلبون تصحيحي حياتهم وتجديدها في الرب يتفرغون تمامًا عن إبليس وأعماله. أما قوله: "من القفر إلى الأردن"، فتعني كمن ينتقل من القفر والقحط إلى الفردوس حيث يوجد السيد المسيح شجرة الحياة داخله. فالأردن أو المعمودية ليس إلاَّ عودة إلى الحياة الفردوسية على مستوى سماوي، إذ هي دخول إلى الاتحاد مع الآب في ابنه يسوع المسيح كعضو في جسده المقدس، بالروح القدس. هذه إحساسات آباء الكنيسة عند حديثهم مع الموعظين، إذ كانوا يشعرونهم أنهم يقودونهم إلى الفردوس عينه، من هؤلاء الآباء القديس يوحنا الذهبي الفم والأب ثيؤدور الميصي.
أخيرًا، إذ أراد يفتاح من ملك بني عمون أن يراجع نفسه في قراره بمحاربة إسرائيل سأله أن يتمثل بملك موآب، فإنه فقد أيضًا أرضه كبني عمون، لكنه لم يحارب إسرائيل، أو ربما بعدما بدأ بالمحاربة عاد ليراجع نفسه فامتنع عن المحاربة.

4. نذر يفتاح المرير:
ونذر يفتاح نذرًا للرب قائلًا: إن دفعت بني عمون ليدي، فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب وأصعده محرقة" [30-31].
كان هذا النذر- في رأي كثير من الآباء - لا يحمل شيئًا من الحكمة، ولعل الله أراد أن يلقن يفتاح بل وكل المؤمنين عبر الأجيال درسًا قاسيًا، فسمح بخروج ابنته الوحيدة العذراء للقائه، فصار يفتاح في مرارة. لما رآها مزق ثيابه، وقال: "أه يا بنتي قد أحزنتني حزنًا، وصرتِ بين مكدري، لأني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع" [35]. يقول القديس أمبرسيوس: [كان نذرًا قاسيًا، لكن تحقيقه كان أكثر مرارة، فإذ تممه دخل في علة شديدة للحزن... إنه من الأفضل ألاَّ تنذر من أن تنذر مالا يرغب الله في تقديمه له .كما يقول: [كان الأفضل له ألاَّ ينذر بالمرة من أن يقوم بإماتة ابنته.
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله لم يوقف تقديم هذه الذبيحة كما فعل في ذبح إسحق بالرغم من عدم قبوله الذبائح البشرية، وذلك لكي تكون درسًا للبشرية، فلا يتسرع أحد بتقديم نذر بقسم لئلا يفقدون أولادهم إذ يقول: [بسماحة تحقيق مثل هذا النذر وضع الله نهاية لتكرار مثل هذا في المستقبل.كما يقول: [حقًا إنه لم يوقف تحقيق هذه الذبيحة، وإن كان قد عبر عن سروره بمنعها في حالة إسحق إذ لم يسمح بإتمامها (تك 22: 12)، مظهرًا أنه في كلتى الحالتين لا يُسر بمثل هذه الذبائح.
على أي الأحوال بالرغم من كراهية الله للذبائح البشرية لكن يفتاح وابنته -ربما بعدم معرفة- اشتاقا أن يقدما أغلى ما لديهما لله، فيفتاح لم يتراجع عن نذره مع أن ابنته عذراء ووحيدة، بمعنى آخر يفقد نسله إلى الأبد. وقدمت ابنته حياتها بالرغم من مرارة نفسها لأنها تموت بلا نسل ويلحقها العار، ولهذا السبب قالت لأبيها: "أتركني شهرين فأذهب وأنزل على الجبال وأبكي عذراويتي أنا وصاحباتي" [37]. كانت تبكي عذراويتها إذ كانت كل فتاة في إسرائيل تشتاق أن يكون لها نسل لعل المسيا المخلص يأتي منه، والآن إذ تموت عذراء تفقد هذا الرجاء... على أي الأحوال كان يمكن لها أن تفلت بطريق أو بآخر لكنها منذ البداية قالت لأبيها: "أفعل بيّ كما خرج من فيك" [36]، وبعد الشهرين عادت بكامل حريتها تسلم نفسها للموت بيدي أبيها.
لقد قدم يفتاح ابنته ذبيحة لله، وكان في هذا يحمل رمزًا للإنسان الذي يقدم حياته (ابنته الوحيدة) ذبيحة حب لله. لهذا عندما فقد أحد النبلاء الأثرياء يوليان زوجته وبنتيه كتب إليه القديس جيروم ليدخل إلى الرهبنة، مقدمًا لله حياته نذرًا بتكريسها للعبادة لله، الأمر الذي يُفرح قلب الله أفضل من تقدمات كثيرة. يقول له: [قدم يفتاح ابنته العذراء، لهذا وضعه الرسول في عداد القديسين (عب 11: 32). لا أريدك أن تقدم للرب ما قد يسرقه لص منك أو يستولي عليه عدو.... إنما قدم لله ما لا يستطيع عدو أن ينزعه عنك، ولا طاغيه أن يغتصبه منك، بل يذهب معك إلى القبر، لا بل إلى الملكوت، إلى نعيم الفردوس.
أخيرًا يعلل القديس يوحنا الذهبي الفم سرّ نحيب العذارى بقوله [بهذا يجعلن الرجال أكثر حكمة في المستقبل، فيدركون أن ما حدث لم يكن متفقًا مع فكر الله.


تفسير الأصحاح الحادي عشر من سفر القضاة لأبونا القس أنطونيوس فكري

الآيات (1-3): "وكان يفتاح الجلعادي جبار باس وهو ابن امرأة زانية وجلعاد ولد يفتاح. ثم ولدت امرأة جلعاد له بنين فلما كبر بنو المرأة طردوا يفتاح وقالوا له لا ترث في بيت أبينا لأنك أنت ابن امرأة أخرى. فهرب يفتاح من وجه إخوته وأقام في ارض طوب فاجتمع إلى يفتاح رجال بطالون وكانوا يخرجون معه."
كلمة يفتاح = الذي يفتح. إبنًا لإمراة زانية = الكلمة كما سبق وقلنا مع راحاب قد تعني صاحبة فندق، وهي عمومًا كنعانية غريبة عن شعب الرب وليست إسرائيلية. وكونه ابن زنا فهذا لا يعيبه فالابن لا يطالب بخطية أبيه فالنفس التي تخطئ هي تموت (حز 18: 4). لذلك فبولس الرسول يحسب يفتاح في عداد الأبرار (عب 11: 32). ولكن اجتماعيًا فأبن الزنا يعامل معاملة سيئة ولذلك حرمته الشريعة من دخول الجماعة، أي من العضوية في المجمع حتى لا يُعيَّر بكونه ابن زنا لكن كان هذا لا يحرمه من قيادة الجيش والقضاء ولا التمتع بالميراث الأبدي. ولقد طرده أخوته فخسروه بلا ذنب ارتكبه هو. ونتيجة معاملة المجتمع السيئة لهُ التصق بالأشرار وصار زعيمًا لهم وربما في السلب والنهب. وكان جبار بأس. ونلاحظ أن الله لهُ طرق متعددة في دعوة رجاله وإعدادهم. فهنا لم يظهر ملاك ليفتاح كما ظهر لجدعون ولوالدي شمشون. ولكن الله استعمل الطريق الطبيعي فالشعب جلس يفكر في قائد والله أرشده ليفتاح كقائد مناسب. وكان الله قد سمح بكل هذه الظروف التي أحاطت بحياته كإعداد لهُ. فالله استفاد من كونه جبار بأس طريد عنيف ليقود الجيش الخائر فيحسن قيادته. وككل قاضٍ فهو له رموز للمسيح:
1. اسمه "الذي يفتح" والمسيح هو الذي يفتح ولا أحد يغلق (رؤ 3: 7).
2. يفتاح كان مطرودًا ومرفوضًا من إخوته وهكذا المسيح الذي لم يجد مكانًا يولد فيه وليس لهُ أي يسند رأسه.
3. ويفتاح المطرود قبل أن يخلص من طردوه والمسيح فتح قلبه وبالحب على الصليب ليضم الجميع. وفتح لنا باب الفردوس.

وقد دُعى يفتاح الجلعادي من جانبين:
1. نشأ في جلعاد.
2. أبيه يدعى جلعاد.

الآيات (4-11): "وكان بعد أيام أن بني عمون حاربوا إسرائيل. ولما حارب بنو عمون إسرائيل ذهب شيوخ جلعاد ليأتوا بيفتاح من ارض طوب. وقالوا ليفتاح تعال وكن لنا قائدا فنحارب بني عمون.فقال يفتاح لشيوخ جلعاد أما أبغضتموني انتم وطردتموني من بيت أبى فلماذا أتيتم إلى الآن إذ تضايقتم. فقال شيوخ جلعاد ليفتاح لذلك قد رجعنا الآن إليك لتذهب معنا وتحارب بني عمون وتكون لنا رأسا لكل سكان جلعاد.فقال يفتاح لشيوخ جلعاد إذا أرجعتموني لمحاربة بني عمون ودفعهم الرب أمامي فأنا أكون لكم رأسا. فقال شيوخ جلعاد ليفتاح الرب يكون سامعا بيننا أن كنا لا نفعل هكذا حسب كلامك. فذهب يفتاح مع شيوخ جلعاد وجعله الشعب عليهم رأسا وقائدا فتكلم يفتاح بجميع كلامه أمام الرب في المصفاة."
حين طُرِد يفتاح من جلعاد استند إخوته على حكم من شيوخ جلعاد. والآن جاء الشيوخ أنفسهم يسألونه أن يكون قائدًا. فهو معروف بقوته وجبروته وأنه جبار بأس ومشهور بجرأته كزعيم عصابة. وقالوا له كُن لنا قائدًا = كلمة قائد التي استخدمها الشيوخ تعني في الحرب فقط ويفتاح لم يقبل أن يكون قائدًا في الحرب فقط بل طلب أن يكون لهم رأسًا أي قائد في الحرب وفي السلم. ونجده يعاتب الشيوخ على قرارهم السابق بطرده = أما أبغضتمونى. وهم أعلنوا أسفهم على ذلك بقولهم لذلك قد رجعنا الآن إليك. وقد قبل الشيوخ أن يكون لهم رأسًا فدخل يفتاح في علاقة مع الرب في المصفاة (آية 11) وكأنه تسلم العمل من يدي الرب وليس من أيدي الشيوخ = فتكلم يفتاح بجميع كلامه أمام الرب. وطالما أرسله الرب فهو ملأه بالروح ونجده قد تغير بعد ذلك تمامًا وصارت لهُ حكمة ومواقف إيمان.

آية (12): "فأرسل يفتاح رسلا إلى ملك بني عمون يقول ما لي ولك أنك أتيت إلى للمحاربة في ارضي."
ظهرت حكمة يفتاح في أنه بدأ عمله بروح الحكمة والحوار وطلب السلم وليس بالحرب. وأرسل رسالة عتاب لملك بنى عمون أن لا يحاربه في أرضه.

آية (13): "فقال ملك بني عمون لرسل يفتاح لأن إسرائيل قد اخذ ارضي عند صعوده من مصر من ارنون إلى اليبوق وإلى الأردن فالان ردها بسلام."
ادّعى ملك بنى عمون أن إسرائيل في صعوده من مصر أخذ أرض بنى عمون وحقيقة الأمر أن الله منع إسرائيل من التعدي على أرض موآب وأرض بنى عمون. فكلام ملك بنى عمون خطأ (تث 2: 9، 19). ولكن الأرض موضع خلافهم كانت في الأصل لبنى عمون وقد استولى عليها الأموريون (عد 21: 26). وبنى إسرائيل أخذوا الأرض من الأموريون وليس من بنى عمون.

الآيات (14-27): "وعاد أيضًا يفتاح وأرسل رسلا إلى ملك بني عمون. وقال له هكذا يقول يفتاح لم يأخذ إسرائيل ارض مواب ولا ارض بني عمون. لأنه عند صعود إسرائيل من مصر سار في القفر إلى بحر سوف وأتى إلى قادش.و أرسل إسرائيل رسلا إلى ملك أدوم قائلًا دعني اعبر في أرضك فلم يسمع ملك أدوم فأرسل أيضًا إلى ملك مواب فلم يرض فأقام إسرائيل في قادش. وسار في القفر ودار بأرض أدوم وارض مواب وأتى من مشرق الشمس إلى ارض مواب ونزل في عبر ارنون ولم يأتوا إلى تخم مواب لأن ارنون تخم مواب. ثم أرسل إسرائيل رسلا إلى سيحون ملك الأموريين ملك حشبون وقال له إسرائيل دعني اعبر في أرضك إلى مكاني. ولم يأمن سيحون لإسرائيل أن يعبر في تخمه بل جمع سيحون كل شعبه ونزلوا في ياهص وحاربوا إسرائيل. فدفع الرب إله إسرائيل سيحون وكل شعبه ليد إسرائيل فضربوهم وامتلك إسرائيل كل ارض الأموريين سكان تلك الأرض. فامتلكوا كل تخم الأموريين من ارنون إلى اليبوق ومن القفر إلى الأردن. والآن الرب إله إسرائيل قد طرد الأموريين من أمام شعبه إسرائيل افانت تمتلكه. أليس ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك وجميع الذين طردهم الرب إلهنا من أمامنا فإياهم نمتلك. والآن فهل أنت خير من بالاق بن صفور ملك مواب فهل خاصم إسرائيل أو حاربهم محاربة. حين أقام إسرائيل في حشبون وقراها وعروعير وقراها وكل المدن التي على جانب ارنون ثلاث مئة سنة فلماذا لم تستردها في تلك المدة. فأنا لم أخطئ إليك وأما أنت فانك تفعل بي شرا بمحاربتي ليقض الرب القاضي اليوم بين بني إسرائيل وبني عمون."
كانت حجج يفتاح في الرد على ملك بنى عمون:
1. إن الأرض التي استولى عليها إسرائيل هي أرض سيحون وعوج اللذين منعوا إسرائيل من المرور في أرضهما بل خرجا لمحاربة إسرائيل وهزمهما إسرائيل وأخذوا أرضهما. فمطالبة بنى عمون الآن بالأرض هي بدون وجه حق.
2. لقد استولى إسرائيل على الأرض منذ حوالي 300 عام فصارت الأرض ملكًا لهم بوضع اليد (آية 26). يفتاح يتكلم غالبًا وهو في القرن الثالث بعد دخول أرض الميعاد ولكنه يقول 300 عام كرقم شامل.
3. ما ناله إسرائيل ليس من يد بنى عمون ولكن من يد الرب عطية إلهية (آية 23) وكأن موضوع الحوار ليس الأرض وإنما مملكة الله فالأرض أعطاها لهم الله فهل يرفضوها، بل كان التراخي في امتلاكها يحسب إهانة لله وبنفس الفكر (1كو 6: 15).
4. استشهد يفتاح بأن موآب لم تطالب بالأرض كما يفعل بنى عمون الآن (آية 25).

آية (28): "فلم يسمع ملك بني عمون لكلام يفتاح الذي أرسل إليه
رفض ملك بنى عمون السِلمْ وعرض يفتاح فهو تعود لمدة 18 سنة أن يستغل إسرائيل وهم صامتين والآن يريد أن يلتهمها كلها.

آية (29): "فكان روح الرب على يفتاح فعبر جلعاد ومنسى وعبر مصفاة جلعاد ومن مصفاة جلعاد عبر إلى بني عمون."
كان الروح على يفتاح لا ليتنبأ بل ليعطيه موهبة قيادة الجيش فالله يعده للعمل الذي أرسله إليه.

الآيات (30-31): "ونذر يفتاح نذرا للرب قائلًا أن دفعت بني عمون ليدي. فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب واصعده محرقة."
بتأثير الجو الكنعاني الوثني والأم الكنعانية اعتقد يفتاح أنه يرضى الله بالذبائح البشرية. وهو نذر ليس فيه شيء من الحكمة والله لا يوافق عليه. ولكن الله صمت ولم يمنع تقديم الابنة كنذر:
1. ليلقن كل المؤمنين درسًا قاسيًا أن هذا النذر بهذا الأسلوب، أي تقديم نفوس بشرية كذبائح هو شيء مرفوض.
2. حتى يتعلم يفتاح الدرس بصفة شخصية سمح الله لابنته العذراء أن تخرج هي للقائه فصارت القصة مريرة ولكن هل لو قابلته أي عذراء أخرى كان سيشعر بنفس المرارة؟ هو لن يشعر لكن أهلها سيشعرون إذن هو درس لهُ.
عمومًا فالنذر ليس ثمنًا فالله يعطيه من محبته مجانًا بدون ثمن ويعطى بسخاء ولا يُعيِّر. ولكن النذر هو تعبير عن شكر. ولكن هذا النذر غير المقبول كان نذرًا قاسيًا وكان تحقيقه أكثر مرارة. ولا توجد مقارنة بين هذه القصة وتقديم إسحق محرقة. فالله الذي طلبه ليشرح قصة فداء المسيح لذلك لم يترك إبراهيم يذبحه. ولكن يُحسب ليفتاح ولابنته أنهما قَبِلَا تنفيذ النذر ولم يتراجعا. فهما بجهل من كليهما اشتاق أن يقدما أغلى ما عندهما لله فقدما شيء لا يوافق الله عليه لكن ما فعلاه كان يعبر عن حب شديد وإخلاص شديد لله.

الآيات (32-40): "ثم عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم فدفعهم الرب ليده. فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى منيت عشرين مدينة والى ابل الكروم ضربة عظيمة جدًا فذل بني عمون أمام بني إسرائيل. ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص وهي وحيدة لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها. وكان لما راها انه مزق ثيابه وقال اه يا بنتي قد احزنتني حزنا وصرت بين مكدري لاني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع. فقالت له يا ابي هل فتحت فاك إلى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما أن الرب قد انتقم لك من اعدائك بني عمون. ثم قالت لابيها فليفعل لي هذا الأمر اتركني شهرين فاذهب وانزل على الجبال وابكي عذراويتي أنا و صاحباتي. فقال اذهبي وارسلها إلى شهرين فذهبت هي وصاحباتها وبكت عذراويتها على الجبال. وكان عند نهاية الشهرين أنها رجعت إلى ابيها ففعل بها نذره الذي نذر وهي لم تعرف رجلا فصارت عادة في إسرائيل. أن بنات إسرائيل يذهبن من سنة إلى سنة لينحن على بنت يفتاح الجلعادي اربعة أيام في السنة.




#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله الكتاب المقدس والمرأة ج 1
- إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا
- خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !
- انقضاء الدهر بين الأناجيل والتراث الأرثوذكسي
- القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1
- الضالو الأرواح والمتمردون !!
- هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
- إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
- زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
- المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
- البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
- اللغة القبيحة الفاحشة فى أحط معناها !!
- زِنى المَحارِم والكِتَابُ المُقدَّسُ
- البوق والجرس وسيدنا بلال والأذان وسامي !!
- الكتاب المقدس بين الزنى وتبادل الزوجات !
- نسب محمد ويسوع في ميزان الإسلاميين
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (1)
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (2)
- الرد على سؤال الكاتب سائس إبراهيم !


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - يسوع العهد القديم يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية