أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !















المزيد.....



خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !


ممدوح الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 22:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكتاب المقدس - العهد الجديد
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية

الأصحاح السادس عشر
1 أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا
2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضا
3 سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع
4 اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضا جميع كنائس الأمم
5 وعلى الكنيسة التي في بيتهما. سلموا على أبينتوس حبيبي، الذي هو باكورة أخائية للمسيح
6 سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرا
7 سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبي، المأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل، وقد كانا في المسيح قبلي
8 سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب
9 سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح، وعلى إستاخيس حبيبي
10 سلموا على أبلس المزكى في المسيح. سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولوس
11 سلموا على هيروديون نسيبي. سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب
12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب
13 سلموا على روفس المختار في الرب، وعلى أمه أمي
14 سلموا على أسينكريتس ، فليغون، هرماس، بتروباس، وهرميس، وعلى الإخوة الذين معهم
15 سلموا على فيلولوغس وجوليا، ونيريوس وأخته، وأولمباس، وعلى جميع القديسين الذين معهم
16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم
17 وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، وأعرضوا عنهم
18 لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم. وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء
19 لأن طاعتكم ذاعت إلى الجميع، فأفرح أنا بكم، وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر
20 وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم. آمين
21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي، ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائي
22 أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة، أسلم عليكم في الرب
23 يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم أراستس خازن المدينة، وكوارتس الأخ
24 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين
25 وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح، حسب إعلان السر الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية
26 ولكن ظهر الآن، وأعلم به جميع الأمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي، لإطاعة الإيمان
27 لله الحكيم وحده، بيسوع المسيح، له المجد إلى الأبد. آمين.

تفاسير أسفار الكتاب المقدس لكل الأصحاحات
تفاسير رومية 16

تفسير الأصحاح السادس عشر من رسالة رومية للأب القمص تادرس يعقوب ملطي

يُعتبر الأصحاح السابق خاتمة الفصل العملي من الرسالة وهو فصل متكامل ومتناغم مع الفصل السابق له، الفصل الإيماني، حيث يصعب فصل إيمان الكنيسة عن حياتها السلوكية. أما هذا الأصحاح الأخير والذي يمثل ختام الرسالة يقدّم لنا في غالبيته عددًا كبيرًا من الأسماء التي لا نعرف عن بعضها شيئًا؛ لكنه في الواقع يمثل صورة حيّة ومبهجة وفعّالة عن الحياة المسيحية في العصر الرسولي، فيها يكشف الروح القدس عن التهاب الكنيسة بروح الحب الذي يقدّس المشاعر والعواطف المتبادلة في الرب لبنيان الكنيسة روحيًا، فكثيرون يدعوهم "أحباء" أو "أنسباء" أو "العاملين معنا في الرب"، بينما يدعو هذه "أختنا" وتلك العجوز "المحبوبة" وثالثة "التاعبة في الرب". لكل شخص لقب خاص محفور بالروح في قلب الرسول بولس.

توصيته بخصوص فيبي

"أوصى إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة (شمّاسة) الكنيسة التي في كنْخَريا،

كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين،

وتقدّموا لها في أي شيء احتاجته منكم،

لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا" [1-2].

يكتب الرسول إلى كنيسة لم يسبق له خدمتها بحضوره هناك، لكنه في دالة الحب يقدّم لهم فيبي شماسة بالكنيسة التي في كنخريا موصيًا عنها. بهذا يشعرهم الرسول أنه ليس بغريبٍ عنهم، لكنه صاحب دالة لديهم، كما يهبهم حُبًا يطلب حبّهم وخدمتهم.
يرى البعض إنها من متنصري الأمم لأن اسم "فيبي" مشتق من "فيبس" اسم أحد الآلهة الوثنيّة. ويرى البعض أن هذا الاسم "فيبي" مشتق من الكلمة اليونانية "فوس" التي تعني "يشرق" أو "يضيء[386]".
يبدو أنها كانت

غنيّة

وذات مركز اجتماعي مرموق، أقيمت كشمّاسة للكنيسة في كنخريا ميناء كورنثوس، يبعد حوالي تسعة أميال شرقي كورنثوس، وكان لها خدمتها الفعّالة في الكنيسة، حتى قال الرسول عنها: "لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا".
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [انظروا كيف يكرمها بطرق كثيرة، فقد أشار إليها قبل الكل ودعاها أخته. وهذا ليس بالأمر الهيّن أن تدعى أختًا لبولس؛ كما ذكر رتبتها بكونها "شماسة" (خادمة)... ليهتمّوا بها على أساسين: يقبلوها من أجل الرب، ولأنها هي نفسها قدّيسة.

تحيات شخصية

إن كانت هذه الرسالة تقدّم لنا أسماء 26 شخصًا أغلبهم لا نعرف عنهم شيئًا، لكنّنا نشعر بأهمية هذا الجزء من الرسالة، إذ يقدّم لنا صورة حيّة لقلب رسولنا بولس الذي يظهر عاطفته الحانية واعتزازه وتقديره للمشاعر المقدّسة في الرب. يمكننا أيضًا أن نرى في هذه التحيّات الحارّة صورة للصداقات العميقة والحب الطاهر السخي بين أعضاء الكنيسة الأولى.
لقد قدّم لنا الرسول كل صديق له يحمل لقبًا خاصًا يعتز به الرسول، هذا اللقب لا يقوم على الشهرة أو الغنى أو العلم، وإنما على شركة الحياة التقوية والجهاد في الخدمة.
يلاحظ في الـ26 اسمًا، أن اسمًا واحدًا عبرانيًا هو "مريم" وأربعة أسماء لاتينيّة هي أمبلياس وأوربانوس وجوليا ونيريوس، وبقيّة الأسماء يونانية.

"سلّموا على بريسكلاّ وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع،

اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي،

اللذين لست وحدي أنا أشكرهما،

بل أيضًا جميع كنائس الأمم،

وعلى الكنيسة التي في بيتهما" [3-5].

جاء ذكر أكيلا وزوجته بريسكلا في (أع 18: 2، 18، 26؛ 1 كو 16: 19؛ 2 تي 4: 19)؛ وهما يهوديّان يعملان كصانعي خيام، تركا روما كأمر كلوديوس قيصر عام 49 الذي طرد جميع اليهود من روما، ليعودا ثانية. كانا تاجرين غنيين وتقيين، كانت الزوجة أكثر غيرة على ما يظن، لذا ذكرها الرسول قبل زوجها (أيضًا في 1 كو 16: 19؛ رو 18: 2). التقى بهما الرسول لأول مرة في كورنثوس (أع 18: 2) وبقي معهما حوالي 18 شهرًا وذهبا معه إلى أفسس (أع 18: 18)، ثم رجعا إلى روما. أينما وُجدا كان يفتحان بيتهما ككنيسة لخدمة المؤمنين الغرباء ويجتمع فيها المؤمنون للعبادة. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن بيتهما كان يُدعى كنيسة، إمّا لأنهما كسبا كل أهل بيتهما للإيمان أو لفتح بيتهما لخدمة المؤمنين الغرباء.
لقد عرض هذين المؤمنين حياتهما للخطر بسبب معلمنا بولس الرسول ربّما أثناء الشغب الذي حدث في كورنثوس (أع18: 6-10) أو في أفسس (أع19: 31-32)... لذلك يبقى لا الرسول وحده بل وجميع كنائس الأمم يقدّمون الشكر لهما.
"سلّموا على أبينتوس حبيبي الذي هو باكورة أخائية للمسيح" [5].
كلمة "أبينتوس" من أصل يوناني تعني "مستحق للمديح وهو أول من قبِل الإيمان في آسيا الصغرى على يدي الرسول. يدعوه الرسول حبيبه وباكورة عمله هناك، وكأنه يسأله أن يرد الحب بالحب، فلا يكفعن يكف عن العمل في روما لحساب الإيمان الذي قبِله قبْل كثيرين.
"سلّموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا" [6]؛ لا نعرف عنها شيئًا، إلا أنها كانت نافعة للرسول في خدمته قبل ذهابها إلى روما. وكأنّه يطالبها أيضًا ألا تكف عن التعب من أجل الخدمة.
يُعلّق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة قائلًا: [ما هذا؟ لقد كُرمت امرأة وحسبت متنصرة! أفلا نخجل نحن كرجال...؟ إننا نحسبه كرامة لنا أن توجد نساء بيننا كهذه، ولكنّنا نخجل إن كنّا كرجال صرنا خلفهن يكمل حديثه قائلاُ بأنه وإن كانت النساء ممنوعات من خدمة التعليم العامة (1 تي 2: 12؛1 كو 14: 35) لكنها لا تحرم من النطق بكلمة التعليم إذ تستطيع الزوجة أن تربح رجلها (1 كو 7: 16)، وتهذّب أولادها (1 تي 2: 15)، بل ونجد برّيسكلا تعلم أبولس. كما يُعلّق على قول الرسول: "التي تعبت لأجلنا كثيرًا"، بقوله: [قدّمت خدمات أخرى كثيرة محتملة مخاطر، من جهة المال والأسفار. فإن نساء تلك الأيام كنّ روحيات أكثر من الأسود (في القوّة)، ساهمن مع الرسل في التعب لأجل الإنجيل.
"سلّموا على أندرونكوس ويونياس نسيبي المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي" [7]. الاسم الأول من أصل يوناني يعني "الغالبين والثاني من أصل لاتيني، وهما يهوديان يمتّان بصلة قرابة للرسول، احتملا السجن معه في وقت غير معروف، يعتزّ بهما لأنهما قد عرفا السيد المسيح قبله، ولهما دورهما الهام في الخدمة حتى صارا مشهورين بين الرسل.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنهما لم يسقطا تحت الأسر بالمعنى الحرفي (كأسرى حرب) وإنما احتملا ما هو أقسى من ذلك، إذ عاشا في الغربة محرومين من أقربائهما واحتملا المجاعة والميتات المستمرة وسقطا تحت المتاعب بلا حصر.
على أي الأحوال لم يتجاهل الرسول القرابة الجسديّة التي تتقدّس خلال الإيمان، كما لا يخجل من الكشف عن إيمانهما بالسيد المسيح قبله...

"سلّموا على أمبلياس حبيبي في الرب" [8].

كلمة "أمبلياس" من أصل لاتيني تعني "مُكبّر" أو "مُضخم.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن دعوته "حبيبي" تكشف عن حب الرسول الشديد له بسبب حياته الفاضلة.

"سلّموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح

وعلى أستاخيس حبيبي، سلّموا على أبَلِّس المزكّى في المسيح،

سلّموا على الذين هم من أهل أرستوبولوس،

سلّموا على هيروديون نسيبي،

سلّموا على الذين هم من أهل نركسيس الكائنين في الرب" [9-11].

"أوربانوس" كلمة لاتينية تعني: "قاطن مدينة "أستاخيس" كلمة يونانية تعنى: "سنبلة قمح "أبَلِّس" ربّما مشتقّة من "أبولو أرستوبولس" كلمة يونانية تعني: "ناصح حكيم؛ "هيروديون" ربّما من "هيرودس "أي" من نسل بطوليHero، "نركسيس" كلمة لاتينية من أصل يوناني معناها غير أكيد...
يلاحظ إن الرسول يمدح الجميع، فيدعو الأول عامل معه في خدمة السيد المسيح، والثاني حبيبه، والثالث مُزكى في المسيح ربّما لاجتيازه ضيقات كثيرة بصبره أو لجهاده في الخدمة إلخ. أمّا بالنسبة لأهل أرستوبولس وأهل نركسيس فربّما كان هذا الاثنان وثنيين وصار لهما عبيد أو أبناء مؤمنون معهما.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إذ يقدّم مدحًا خاصًا بكل أحد، لا يسمح بوجود حسد فيما بينهم بمدحه لأحد واستخفافه بآخر، ولكي لا يوجد بينهم تهاون أو ارتباك، مقدمًا لكل واحد كرامة متساوية، وإن كان ليس الكل يستحق كرامة متساوية هكذا .
يهدي الرسول السلام أيضًا لتِريفينا وتِريفوسا، وهما كما يقالإنهما كانتا جاريتين قد تعبتا في الرب واستحقتا مديح الرسول بولس. الاسمان لاتينيّان مشتقّان عن الكلمة اليونانية التي تعني "رقيقة" أو "لطيفة". كما يسلّم على برسيس، اسمها يوناني معناه "فارسي"، لم يخجل من أن يدعوها "المحبوبة" من أجل كبر سنّها.
يذكر أيضًا روفس الذي يقال أنه ابن سمعان القيرواني الذي حمل مع السيد المسيح صليبه (مر 15: 21)، وقد شهد لأم روفس إنها في محبّتها للرسول وخدمتها له صارت "أُمّا" له.
وهكذا أخذ يعدد السلام لإخوة في الرب.

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري
الرسالة إلى أهل رومية 16 - تفسير رسالة رومية

هذا الإصحاح به أسماء كثيرة يرسل لهم الرسول السلام أو يرسل منهم السلام لأهل روما. هذا الإصحاح يبدو كحامل أيقونات، كلهم قديسين أطلق عليهم الرسول ألقاب حلوة (أحباء/ أنسباء/ عاملون معنا في الرب/ التاعبة في الرب) لكل شخص لقب محفور في قلب الرسول (لاحظ أهمية تشجيع الناس ومدحهم في اجتذابهم للكنيسة). ويمكن تشبيه هذه الصورة بلوحة الشرف في المدارس التي يوضع فيها صور وأسماء المتفوقين من الطلبة. فهؤلاء القديسين بحياتهم المملوءة نعمة، أثبتوا أن ما علم به بولس الرسول في الرسالة ليس مجرد معلومات نظرية، بل هي حياة يمكن أن يعيشها كل إنسان، بدليل أن هؤلاء القديسين عاشوها. هذا لتشجيع الناس في كل الأجيال أن المسيحية عقيدة تُعَاش وليست نظريات. بل أن النعمة التي حدثنا عنها تحول البشر إلى قديسين.

هذا الإصحاح هو صورة حيَّة ومبهجة وفعّالة عن الحياة المسيحية في العصر الرسولي. في الإصحاحات السابقة ظهر بولس كرجل مقتدر في العلم والعقيدة، وهنا يظهر كرجل مقتدر في المحبة، فهذه السلامات تظهر محبته للجميع. وكثيرًا ما نشعر أن الرسول سينهي رسالته بقوله آمين (33:15 + 20:16، 24) لكنه يعود ليكمل حديثه كأنه لا يود من محبته أن ينهي الحديث معهم.

الآيات (1-15): "أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا. كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا. سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع. اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم. وعلى الكنيسة التي في بيتهما سلموا على أبينتوس حبيبي الذي هو باكورة أخائية للمسيح. سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا. سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبي المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي. سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب. سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى أستاخيس حبيبي. سلموا على أبلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولوس. سلموا على هيروديون نسيبي سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب. سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب. سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي. سلموا على أسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم. سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم."
فيبي= هي التي حملت الرسالة إلى رومية من كورنثوس، لذلك يقدمها بولس لهم ليقبلوها حسنًا. تقبلوها في الرب= أي كأنها قادمة باسم المسيح الذين هم فيه وهي فيه أيضًا. وهو يوصيهم بفيبي مع أنه لم يكن يخدمهم خدمة مباشرة ولكنها دالة ورباطات المحبة التي يشعر بها، فهو بمحبته الكبيرة لهم شعر أنه ليس غريبًا عنهم بل صاحب دالة عليهم. وكما يهبهم حبه يطلب حبهم، هو واثق أنه كما يحبهم فهم أيضًا يحبونه. وقد تكون فيبي من أصل وثني لأن فيبوس اسم آلهة وثنية. ويبدو أن فيبي كانت غنية وذات مركز اجتماعي مرموق. وقد تكون مصالحها استدعت وجودها في روما فهي تبحر لأجل التجارة، وفي رحلتها هذه حملت معها رسالة بولس الرسول إلى رومية. وقد أقيمت كشماسة للكنيسة التي في كنخريا (ميناء يبعد 9ميل شرق كورنثوس). وكان لها خدمتها الفعالة في الكنيسة. والرسول دعاها أخته، وهي أخته في المسيح. وهو يوصي مسيحيي روما بها وهي في غربتها. وكانت خدمتها التوزيع والضيافة وخدمة مرضى وغرباء. وربما كان المؤمنون يجتمعون في بيتها في كنخريا نظرًا للاضطهاد في كورنثوس (أع12:18). كما كان أهل فيلبي يجتمعون خارج المدينة عند نهر (أع13:16). وبولس نراه هنا يعترف بجميلها. فالاعتراف بالجميل أقل شيء لرد الجميل. كما يحق للقديسين= أن تنال استحقاق القديسين. أكيلا وبريسكلا= (أع2:18، 18، 26 + 1كو19:16 + 2تي19:4). هما يهوديان صانعي خيام، من نفس مهنة بولس فأقاما معًا. تركا روما كأمر كلوديوس قيصر سنة 49م. الذي طرد جميع اليهود من روما لكنهم عادوا ثانية. وكانا تاجرين غنيين وتقيين. ويبدو أن الزوجة كانت أكثر غيرة فذكرها الرسول أولًا. التقى بهما الرسول لأول مرة في كورنثوس وبقي معهما 18شهرًا، وذهب معهما إلى أفسس، ثم رجعا هما إلى روما. وأينما وجدا فتحا بيتهما كنيسة للعبادة ولخدمة الغرباء (هل يمكن أن يكون بيت كل منا كنيسة أي بيت صلاة وتسبيح). وهما عَرَّضا حياتهما للخطر لأجل بولس (أع6:18-10+ 31:19، 32) وخبآ الرسول (أع12:18، 17). لذلك يقدم لهما الشكر. وهما اللذان بشرا أبلوس. أبينتوس= كلمة يونانية تعني مستحق للمديح، أول من قبل الإيمان في آسيا الصغرى على يد الرسول. وقد يكون من بيت إستفاناس (1كو15:16) ويدعوه حبيبي، وهي دعوة لرد الحب بالحب فيخدم الكنيسة بلا توقف. مريم= يبدو أن خدمتها كانت الضيافة في بيتها. فالمرأة وإن كانت لا تخدم خدمة الكلمة إلاّ أنها قادرة على جذب كثيرين. أندرونيكوس ويونياس= هما يهوديان قد يَمُتًّانْ بصلة قرابة للرسول أو قال نسيبيَّ لأنهما يهوديان مثله. احتملا السجن معهُ في وقت غير معروف. يعتز بهما لأنهما عرفا المسيح قبله. ولهما دورهما الهام في الخدمة حتى صارا مشهورين بين الرسل بسبب خدمتهما. وكلمة رسل تعني أنهما كانا رسولين مشهورين وسط الرسل، فكان هناك رسل كثيرون يبشرون بالإنجيل وهم غير الرسل الاثني عشر وقيل أنهما من السبعين رسولًا. روفس= يقال إنه ابن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب مع المسيح (مر21:15). وقد شهد لأم روفس أنها في محبتها للرسول وخدمتها له صارت كأمًا له. ومرقس يذكره كشخصية معروفة في روما.

آية (16): "سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة كنائس المسيح تسلم عليكم."
سلموا= "أسباذيستا" أي قبلوا. والكنيسة أخذت بتعليم بولس الرسول في قداساتها. وهي إعلان حالة شركة بالروح تحتم الصفح الكامل، هي عهد سلام في حضرة الله. وبعد أن عدد الرسول بعض الأسماء نجده يُعلن حب الكنيسة كلها بعضها لبعض. فالكنيسة في كل مكان تشعر أنها جسد واحد. والقبلة في الكنيسة بين الرجال والرجال وبين النساء والنساء قطعًا. (1كو20:16+ 1تس26:5+ 1بط14:5). والقبلة المقدسة ليست قبلة شهوانية ولا هي قبلة خائنة كقبلة يهوذا.

ملحوظات:
1. بولس عرف هؤلاء غالبًا أثناء طردهم من روما على يد كلوديوس قيصر، إذ ذهبوا لليونان لكنهم عادوا إلى روما ثانية.
2. لا نجد في هذه الأسماء اسم بطرس مما يشكك في وجوده في روما، ومع أن بولس يعترف أنه من الأعمدة (غل9:2) فلماذا لا يذكر اسمه؟!

الآيات (17-20): "وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافًا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم. لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء. لأن طاعتكم ذاعت إلى الجميع فافرح أنا بكم وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر.وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم آمين."
في آية (16) يقول قبلوا بعضكم.. فما الذي يمنع هذه الوحدة والحب إلاّ الذين يصنعون الشقاقات والعثرات. وعلى الكنيسة أن تفرز أمثال هؤلاء لأنهم يدعون لبدع غريبة أي لتعاليم مخالفة لما تسلموها من الرسل، ومنهم المتهودين. وهؤلاء جسدانيون يخدمون بطونهم لا المسيح. فالانشقاق هو سلاح الشيطان. ولكن إذا كان الجسد متحدًا معًا فلا يقدر الشيطان أن يدخل. والشقاقات تأتي من اهتمام الناس وعبوديتهم لبطونهم أي لذواتهم وشهواتهم وللأهواء الأخرى (في19:3). شقاق= انقسام أو خلاف. وهؤلاء بالكلام الطيب والأقوال الحسنة (هذه عكس القبلة المقدسة) وبكلماتهم المعسولة (التي هي عكس ما في باطنهم) يخدعون السلماء= أي البسطاء، سليمو النية، غير الدارسين وليس لديهم معرفة. ولا عجب فالشيطان يغير صورته لصورة ملاك (2كو13:11-15). لذلك يليق بنا أن نكون حكماء للخير= من يختار أن يعمل الخير فهو سيعيش في سلام على الأرض، وفي مجد في السماء، لذلك من يختار الخير حكيم. وتفهم أن يستخدم الإنسان حكمته لصنع الخير. والحكيم يستطيع أن يميز الأرواح فيكشف مسببي الشقاقات، لذلك طلب السيد المسيح منا أن نكون حكماء كالحيات (مت16:10) وهناك حكمة للشر، هؤلاء الذين بذكائهم يدبرون مكائد للآخرين وهذا ما يسمى بالخبث.
بسطاء للشر= البسيط هو من له نظرة واحدة وهدف واحد. ومعنى بسطاء للشر أي يكون هدفه الوحيد مجد الله وأن يرى الناس أعماله الخيرة فيمجدوا الله، ويعرض عن الشر ويكرهه فهو لا يريد سوى مجد الله. البسيط للشر يكون طاهرًا بلا ميل للشر، ولا يعرف أن يعمل شيئًا ضد الحق. ومن يبحث عن الخير ويبتعد عن الشر فسيفتح له الله عينيه ليكتشف الحق ومن هو بسيط للشر، قال عنه السيد المسيح أنه سيكون نيرًا فالمسيح النور سيسكن فيه إله السلام= الله أصبح في سلام معنا، متحدثًا بالسلام لنا، صانع سلام لنا. يسحق الشيطان = الآية (20) هي صلاة من الرسول لأجلهم لكي يهبهم الله النعمة الإلهية لخلاصهم من كل تجربة. هو يصلى لإله السلام أن يملأهم رجاءً من جهة الخلاص من هذه الشرور والشقاقات. والرسول لا يصلي لكي يحطم الله أصحاب الشقاقات، بل ليحطم الشيطان العامل فيهم. والله هو الذي يسحق الشيطان وليس بيد إنسان. وهذا ما حدث رمزيًا في انتصار يشوع ووضعه أقدامه على ملوك كنعان. ولكن من الذي له سلطان على الشيطان [1] الحكماء في الخير [2] البسطاء للشر [3] لهم طاعة لله= طاعتكم ذاعت وهذه الشروط سبق الرسول وذكرها.
سريعًا= الله له وقته المحدد الذي يتدخل فيه بحكمته ولا نعرفه نحن، فيه يبعد كل أصحاب الشقاقات وينجي كنيسته، هنا النصرة مؤقتة، ولكن في السماء النصرة نهائية. هنا يبدو وكأن المسيح نائم والمركب (الكنيسة) تصارع الأمواج (الحروب ضد الكنيسة). ولكن بكلمة واحدة سريعًا ما يهدأ كل شيء عندما يريد.
نعمة ربنا يسوع= نعمة ربنا تحفظ الكنيسة من الشقاقات.

الآيات (21-24): "يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة أسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين."
هنا يُرسل بولس تحيات من معه لأهل روما. من تيموثاوس الابن المحبوب للرسول، ابنه في الإيمان. وشريكه في العمل ورفيقه في كثير من الرحلات. ومن غايس= مضيف الرسول بل والكنيسة كلها. ربما لأنه حَوَّلَ بيته إلى مركز للعبادة كان يضيف المؤمنين فيه الذين هم غرباء عن كورنثوس. ولوكيوس= لعله لوكيوس القيرواني الذي كان متقدمًا ومعروفًا في كنيسة إنطاكية (أع1:13). وياسون= كان معروفًا في كنيسة تسالونيكي حيث تألم من أجل إضافته لبولس (أع5:17، 6). سوسيباترس= البيري (أع4:20) ويسميهم أنسبائي= قد يكونوا أقرباءه فعلًا أو يقول هذا لأنهم من اليهود أصلًا.

آية (22): ترتيوس= كان ترتيوس يعمل نساخًا لبولس لأن بولس كان خطه رديئًا لا يمكن قراءته بسهولة لضعف عينيه لذلك يعتذر عن هذا لأهل غلاطية (11:6). وترتيوس في محبته بعد أن رأى محبة بولس لأهل رومية إستأذن بولس أن يكتب اسمه ليرُسل هو أيضًا السلام لأهل رومية.
أراستس= كان خازن المدينة، فكان رجلًا عظيمًا يشغل مركزًا رئيسيًا أو أمين للمال، ولم تمنعه كرامته أن يخدم بولس والكنيسة، واقترن اسمه بتيموثاوس (أع22:19+ 2تي20:4). ولم يقلل من قيمة أراستس أن يكون كارزًا بإنجيل المسيح.

الآيات (25-27): "وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب إعلان السر الذي كان مكتومًا في الأزمنة الأزلية. ولكن ظهر الآن واعلم به جميع الأمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي لإطاعة الإيمان. لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين كتبت إلى أهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا."

ذكصولوجية الختام:
وللقادر= الواو لا تفيد العطف، بل هي نهاية وخاتمة للرسالة. وفي اليونانية أتت والآن. بمعنى ونحن في ختام الرسالة أترككم إلى الله القادر أن يثبتكم.
إنجيلي= بشارتي المفرحة التي أعلنتها في هذه الرسالة.
وتأتي الآية (27) مكملة لها ويكون المعنى
وللقادر أن يثبتكم.. لله الحكيم وحده.. له المجد إلى الأبد آمين وهذه الذوكصولوجية (التسبحة) جاءت تحمل صدى ما جاء في الرسالة ككل. إذ عَبَّرَ فيها عن الحاجة إلى الله الذي يهب ليس فقط الإيمان بل يهبنا الثبوت فيه أيضًا.
والسر= هو قبول الأمم لإطاعة الإيمان= وهي نفس العبارة التي ابتدأ بها الرسالة (5:1)
فإنجيل بولس يتلخَّص في دعوة الأمم لإطاعة الإيمان. ونجد هنا.

[1] إن الله هو الذي يثبتنا في الإيمان. [2] خطة الله من نحونا (سرُّه) أزلية.

[3] الخطة سبق وتنبأ عنها الأنبياء في العهد القديم. [4] خطة الله هي طاعة جميع الأمم للإيمان.

والآية الأخيرة تفهم حينما تنقسم إلى قسمين:
1. كتبت إلى أهل رومية من كورنثوس (هذا جزء مستقل عن الباقي).
2. على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا (أي التي حملتها إلى روما).
لأن كاتب الرسالة هو ترتيوس (آية22)

----------------

خديجة بنت خويلد هي أول من آمنت بالنبي الكريم محمد وهي حصنه الداخلي، وركنه الشديد، وكانت بمثابة الوزير الصادق له، والرفيق الساعي له، تخفف عنه، وتواسيه ، وتسعى في قضاء حوائجه، وكانت – رضي الله عنها – قد أكرمت رسول الله بالعمل الكريم في تجارتها، وتزوجته – رضي الله عنه – رغم فقره، وأسكنته بيتها حيث لا بيت له يملكه ، وكانت تُنفق على رسول الله من مالها حين تفَرغ لأمر الرسالة، وآمنت به حين كفر الناس، وصدّقته حين كذبه الناس، وآوته حين طرده الناس .
فإذا دخل بيته إليها – بعد يوم شاق في الدعوة والتلبيغ – سرعان ما ينسى الألم والحزن، إذا تمسح بيدها الحانية على قلبه . وكانت – رضي الله عنها – امرأة حاذقة صَنَاعٌ في إدخال السرور على زوجها والتخفيف عنه . ولقد ضُرب بها المثل في طهارتها، وضُرب بها المثل في حكمتها وضُرب بها المثل في حصافتها.

الطُهر والعفة:
أما طهارتها، فقد كان لقبها في الجاهلية " الطاهرة "
والمرأة التي تحمل هذا اللقب في مجتمع جاهلي أكلته الفواحش، وجازت فيه الدعارة، واشتهرت فيه البغايا .. لهي امرأة بلغت من العفة والنقاء مبلغًا رفيعًا؛ أهْلَهَا لهذا الاصطفاء الرباني، أن اختارها الله زوجةً لخاتم الأنبياء .
ولله در العفة، بَلَّغَت أهلها الدرجات العلى !

الحكمة :
وأما حكمتها فهي صاحبة قولة تُعد من أبلغ ما دونه العرب في الحكمة، تلك التي قالت فيها - مخففة من خشية رسول الله على نفسه يوم نزلت " اقرأ " –
" كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ "[ البخاري : 4572]، ثم انطلقت تمشي به إلى ورقة بن نوفل – وكان عالمًا بالأديان - ، لتَحُلَ لزوجها اللغز الذي أُشكل عليه في أمر النبوة. ولم تكن بالمرأة السلبية التي لا تبالي بشؤون زوجها .

الفطنة :
وأما حصافتها .. فهي ممن كمل من النساء.. وهي التي أثبتت لرسول الله أن ما يأتيه ليس بشيطان ولا جِن، فقد شرعت تمتحن برهان الوحي لتثّبت قلب زوجها، فقالت : "أَيْ ابْنَ عَمّ أَتَسْتَطِيعُ أَنّ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِك هَذَا الّذِي يَأْتِيك إذَا جَاءَك ؟
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَك فَأَخْبِرْنِي بِهِ .
فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لِخَدِيجَةَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبْرِيلُ قَدْ جَاءَنِي ، قَالَتْ : قُمْ يَا ابْنَ عَمّ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى ؛ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَتْ : فَتُحَوّلْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى.
فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا الْيُمْنَى ، فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ : فَتَحَوّلْ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي .
فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فَجَلَسَ فِي حِجْرِهَا . قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
فلما فَتَحَسّرَتْ وَأَلْقَتْ خِمَارَهَا وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ فِي حِجْرِهَا ، ثُمّ قَالَتْ لَهُ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ لَا ، قَالَتْ يَا ابْنَ عَمّ اُثْبُتْ وَأَبْشِرْ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ " [ ابن هشام : 1/،238]
فقد علمتْ – برجاحة عقلها – أن الملائكة تستحي، وأن الشياطين تستحي، فتحيلت هذه الحيلة، وفثبتت وبشرت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - . وخير الناس للناس من يَفطن لحاجاتهم، ومَن فاته العقلُ والفطنة فرَأْسُ مالِه الجَهْلُ.

---------
لا أعرف حقيقة لماذا البعض يصر على الطعن في الإسلام من خلال الإشارة إلى دور مال السيدة خديجة في نشر ومساعدة رسول الإسلام !!

ونصوص هذا البعض باعتراف بولس الرسول نفسه أن مال المرأة الغنية هو سبب تأسيس كنيسة روما والتي لازال الخلاف التأريخي فيمن قام تأسيسها قائما منذ مئات السنين بين الكاثوليك والأرثوذكس !!
وهل هو الرسول بطرس ؟ أم بولس الرسول !!



#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقضاء الدهر بين الأناجيل والتراث الأرثوذكسي
- القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1
- الضالو الأرواح والمتمردون !!
- هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
- إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
- زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
- المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
- البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
- اللغة القبيحة الفاحشة فى أحط معناها !!
- زِنى المَحارِم والكِتَابُ المُقدَّسُ
- البوق والجرس وسيدنا بلال والأذان وسامي !!
- الكتاب المقدس بين الزنى وتبادل الزوجات !
- نسب محمد ويسوع في ميزان الإسلاميين
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (1)
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (2)
- الرد على سؤال الكاتب سائس إبراهيم !


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !