أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا














المزيد.....

دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 22:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بمناسبة شهر القرآن الكريم
دروس في تدبر كلام الله لا تفسيرا ولا تأويلا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1}
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}.
بسم الله الرحمن الرحيم قالها رسول الله (ص) أنها باسمه أي بسم الله، وليس من عندياته للتفريق بين ما قال الله وما قال رسول الله، الله الاسم العظيم الأعظم الذي لا مسمى له غير الرحمن الرحيم ولا يسمى به غير ولا على سبيل الإمكان الفرضي، فقد يكون الإنسان أو المخلوق رحيم بنفسه أو بغيره ولغيره لكنه بالمطلق لا يمكن أن يكون رحمانا لا بذاته ولا بذات أخرى مهما ملكت من الرحمة، لأن تكوين الرحمانية وأستجعالها لله أقدم وأسبق من وجود الرحمة، والرحمة جعلت للمرحومين لهم وبينهم وعليهم والرحمانية أختصها للراحم الأحد.
الحمد لله تحديد لمعنى التوجه له قلبيا بخشوع صادق ويقين قاطع من القلب للرب دون المرور باللسان، فالحمد ترديد يقيني لا ينقطع ولا يظهر في ترددات اللسان على الحقيقة، فهو لا يماثل الشكر ردا مقابل بمقابل (لأن شكرتم لأزدينكم) ولا يقاربه في العظمه لذا كان الحامدون أعلى درجة عند الله من الشاكرين وكلا وعد الله الحسنى، الحمد في القلب مبعثه والشكر في اللسان موطنه ومظهره ، لذا قال الله (سمع الله لمن حمده)، ولم يقل سمع لمن شكره لأن الشاكر يسمعه الله كما تسمعه الناس والله سمعيع لحمد الحامدين ، ولأن الشكر في لغة اللسان منطوق والحمد في هفيف روح القلب ملصوق، وكل مستور فهو خالص لوجه الله أما المسموع والمعلن فكثيرا ما يخالطه الرياء والأدعاء.
لله رب العالمين رب كل الأرباب وكل الأرباب لهذا الرب مربوبين، هذا الحمد ليس لربي فقط لأني أحبه أو أعبده أو لأنه منحني رحمة أو نعمة، بل هو لرب العالمين، رب كل موجود في الوجود تدليلا من الحامد على عظمة من حمد، فهذا الرب الذي كان في أوله رحمن فخلق الإنسان وعلمه البيان ليكون حامدا لما يلاقي من رحمة هو أيضا رب لا لمربوب في الوجود واللا وجود رب غيره، لذا كان الحمد مقرونا باسمه الرحمن والرحيم، فلولا رحمانيته لما كنا وما كان رحيما، وما خلقهم إلا ليرحمهم.
برحمانيته خلق لنا دار الحياة وسخر لنا كل الموجودات وهدانا البينات وأنزل على الأنبياء أحسن الحديث لينذر ويعذر ويبين ، فيشكر من يشكر وهو عارف ويجحد من يجحد وهو جاهل، وكل نفس بما كسبت مرهونة إلى يوم لا يغادر فيها صغيرة ولا كبيره إلا كانت محضرة وقد أحصاها مالك يوم الدين، ذاك يوم الجزاء وتسديد حساب الدائن والمدين، يوم الديان الذي لا عمل فيه ولا أعتذار ولا تأجيل ولا أنتظار، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من جاء لمالك يوم الدين بقلب سليم، قلب عرفه من قبل وأمن به وأستعان بما فيه من قوة وقدرة وهدى وتوفيق، عبده حين كان الناس يعبدون إياه والبعض يعبد مولاه من دون مولى الموالي ورب الأرباب، ويستعينون به حين أستعان من أستعان وأستكان من أستكان وولله المصير، فلا ناصر لهم غيره ولا موفق لهم دونه، يقولون ربنا أهدنا الصراط المستقيم وقنا عذاب الجحيم، فويل لمن سمع وأنكر وتجبر وأشهر جحوده وأفتخر.
ربنا إنك من أحببته فقد أهديته سواء السبيل وجعلته لذكرك واعيا ولأمرك راعيا، ينساك ولا تنساه وفي كل مرة يدعوك لأن تمنحه موطأ قدم على الصراط، صراط الذين أنعمت عليهم بما كسبوا في إيمانهم خيرا وأفلحوا، وفازوا بمحبة خلقك وملائكتك وأهل مودتك حين أحبوك، فلا هم من الذين عقروا ما أطلقت ولا أطاعوا من حذرت فكانوا بمنجاة من غضب يستحقونه بذنبهم وهم في كل خطوة يرونك معهم ويرون أنفسهم معك، ولمثل هذا وبهذا فاز الفائزون، فلن يضلوا ولا يضلهم شيطان غاو ولا غرور يصرفهم، لذا يحمدون ويستحمدون ويستذكرون ويذكرون وينصرون وينتصرون بالرحمن الذي لا أرحم منه وبالرحيم الذي سبقت رحمته غضبه وسبق إعذاره الإنذار والخاتمة الفوز بالرضوان وجنة نعيم للحامدين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.
- صوفيات
- البعض ينشد للموت ..... بأغنية
- من حكايات ألف ليلة وليلة 2017
- زيارة ترامب للمنطقة.... شراء للكراسي وبيع أمريكي بالأجل
- مشروع قانون حرية الرأي والتعبير تقيد للمطلق وإطلاق للمقيد دس ...
- وهايكو مرة أخرى.....
- أني أدين الجميع.....
- الإصلاح الأجتماعي الحقيقي يبدأ من إصلاح المحرك الديني فيه.
- نظرات في البنية التنظيمة للأحزاب الإسلامية، العراق أنموذجا.
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- شعراء ...... وشعراء
- هايكو .... من جديد
- خبز حرية دولة مدنية ح1
- سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟
- العراق وسياسات دول الجوار الأقليمي
- ترانيم العشق
- قصائد من الهايكو
- في أنتظار القدر ....


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن سقوط طائرات مسيرة و-أجسام مشبوهة- في عدة ...
- من أسرّة المستشفيات في طهران.. إيرانيون أُصيبوا بالغارات الإ ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف إجمالي عدد المسيرات الإيرانية على البل ...
- -معركة شرسة- داخل الدائرة المقرّبة من ترامب بشأن التعامل مع ...
- -حبوب منع الشخير-.. أخيرا قد يستمتع شريك حياتك بنوم هادئ!
- الولايات المتحدة: خوف وغضب واحتجاجات ضد شرطة الهجرة -الملثمة ...
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري ...
- هل تنهار إستراتيجية إيران العظمى؟
- عراقجي يحذر من انضمام واشنطن للحرب وماكرون يتحدث عن تسريع ال ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا