أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟














المزيد.....

سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 02:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلل الأفتراضي الذي يستشعره كل صاحب عقيدة أو أيديولوجية فكرية في أن فكر الأخر المعارض أو المختلف وحتى أحيانا الموافق يكمن في أن هذا الأخر بحاجة إلى إعادة ضبط عقلي وفقا لمقاسات العقيدة أو الأيديلوجية التي يؤمن بها المستشعر، هذا يعني بصورة أخرى أن الأخر مسكين ومخطيء وبحاجة إلى مد العون له لأنه لم يسلك الطريق الصحيح الذي سلكه المؤمن العقائدي أو المؤمن الأيديولوجي، وهنا المفرقة الحقيقية حين تضع من نفسك ومن فكرتك الخاصة معيارا عاما وضابطا قياسيا لفكر الأخر، والتعليل لا يمكن لأحد أن يقول به ولا حتى كبار العقلاء والفلاسفة والمفكرين، التبرير أنه رأى الحق موافقا لرأيه وبالتالي أستنتاجا سيكون الباطل خارجه، هذا التمحور المركزي حول الذات نجده واضحا دائما في العقل الإسلامي والعربي بشكل عام.
العقل الغربي فيه ميزه تنافسية أنه يتعامل برغماتيا مع الواقع بما فيه موضوع الدين والمبادئ لا يؤمن بالمقدس ولا يعترف بالثوابت، هذا المنهج وإن كان البعض يرى فيه نقصا في الخلفية الاخلاقية ولكنه جنب هذه المجتمعات بعد التجربة أن الحياة تحكمها وقائع التحول والتطور وتبدلات الحاجة، فهم صريحون وصادقون وحديون تماما بما يعتقدون، نحن أيضا نرى بنفس المنظار ونصل لنفس النتائج، لكننا نخاف أن نصرح عنها أو حتى الإقرار بها لأنها ستمس بنا وتكشف هزالة ما عندنا من قواعد ومقدمات نعلم أنها عقيمة ولا تنتج شيئا، إذا العيب في عقلنا وليس في الدين أو المعرفة، عقلنا جبان ومتردد وخائف فقط من المواجهة لذا نمضي بالعناد خلافا ليقينا الأكيد بأننا مخطئون.
مثلا أثبتت الوقائع أن بعض المتدينين الذين يقولون أنهم معتدلون يرون الواقع من منظار الأنحياز للتمركز الذاتي حول العقيدة وما خلاف ذلك يعتبرونه مجرد مؤامرة، هم لا ينكرون أن داعش حقيقة إسلامية سواء أمنوا بها أو أستنكروها على مضض، البعض يصر على أنها وجه من وجوه الإسلام التقليدي وليست بضاعة مصنعة من الخارج أو وافدة لأن التاريخ الرسمي للإسلام كمجتمع وليس كرسلة هو داعش من أول يوم تنازعوا فيه على الخلافة وسلت السيوف في وجه بعض، فالكل لديه أستعداد لأن يتحول في لحظة إلى داعشي محترف سواء من ما يعرف باليسار الإسلامي في مدرسته المحافظة ولا وسطية بينهما، فقط ما ينقص البعض كم قليل من الشجاعة في إعلان ذلك للناس، فمن يصف من يخالفه بأنه من أتباع الشيطان وأن محرف ومنحرف ولاشيء عنده من الحق دون دليل أو معرفة حقيقية داعشي وإن لم يصرح لأنه ينكر على الله أنه قال (لكم دينكم ولي دين).
لذا أقول دائما أن أشد وقعا على الناس من كيد الشيطان هم فراعنة الدين الذين يقولون لهم {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}، هذا التمحور المركزي حول الذات المؤدلجة والعقائدي يقودنا دوما لنتيجة واحدة، فمن أمن بهم وصدقهم هلك لأن بنيانه مبني على التوهم ولي عن برهان وتجربة ونقد، ومن كذبهم أو حاول أن يفهم ويعلم ويدرك بمنطق العلم والمعرفة صار في عين الناس كافر أو مرتد، وبين هذا وذاك أستمرت بنا إشكالية الكفر والإلحاد والتيه والصراع في منطقة الفراغ الخالية من محسوس عقلي، ولا أحد فينا متأكد من حقيقة حكم الله الذي قال (أعملوا فسيرى الله عملكم) ،فالكل لا تريد أن تنتظر وترى وتقيس وتفهم وتتأكد وتستنتج النهايات العملية كما هو في العقيدة التي يؤمنون بها، والكل تتبرع بتوزيع النتائج الظنية والخيالية الأعتباطية وقبل صدورها الحق، ظنا من أنفسهم بأن الله قد ترك الأمر لهم ولم يعد يسأل عما في صدوركم ولا عما في العقول والقلوب.
من إشكاليات العقل العربي والمسلم الكبيرة هي الدقة في فهم وأستخدام المصطلح والمرموز المعرفي على وجه التحديد وعدم الخلط بين المسميات، مثلا إن مصطلح ومفهوم الدين عند البعض كفكر يراد به التجريد والعموم والتركيز على الماهية في الإطلاق والدلالة، توسع خارج حدوده المرسومه طبيعيا وتداخل مع أصل مفهوم الحياة والوجود المجرد، حتى لم نعد نفرق بين ماهية الحدود والفواصل بين الأمر الدين والدنيا كوعاء زمني لفهم الدين، وهذا ليس كنتيجة مؤمدة في صالح الإنسان المتدين وغير المتدين معا، ولا في صالح الدين ووظيفته ووجوده ومن خلفه صورة الديان وطرقه الواصله أبدا، فالله جعل لكل شيء شرعة ومنهاجا وخطوط وإطارات ومديات وألتزامات وبين الحدود الفاصلة بين الجميع، فمن يخلط بينهما إنما هو في الحقيقة يضع قدم على الحافة والأخرى في الهواء معلقة، ويظن أنه يعمل الصالح ويدعو الناس للخلاص، فدعوا الخلق للخالق وأهتموا بنجاتكم قبل أن تصحوا من نومة الغفلة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وسياسات دول الجوار الأقليمي
- ترانيم العشق
- قصائد من الهايكو
- في أنتظار القدر ....
- العقل الديني الجمعي ومشكلة التقديس المسبق والتسليمي
- علاقة الأسطورة الدينية والنص الديني علاقة ترابط أم توظيف خار ...
- من قضايا الرب والحب والحرب
- الدولة المدنية ومستلزمات بنائها في العراق إنموذجا
- قصائد عارية
- رأي في نظرية الإمامة المقاومة ....
- دور المؤسسة الدينية في رفع التناقضات الفكرية في منظومة الفكر ...
- اليسار العربي بين النقد التأريخي والتمسك بالشعاراتية
- رسالة من فوق الذكرى
- العراق المدني وخيارات التغيير
- إيران والتجربة القومية
- رسالة إلى أبي
- حوار مسروق ح2
- حوار مسروق ح1
- قراءة في ملامح القادم العراقي سياسيا
- النخبة الفكرية والأجتماعية وإشكالية الحركة في مجتمعات ما بعد ...


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟