أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - حماس تواجه العالم














المزيد.....

حماس تواجه العالم


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-

النصر السياسي الديمقراطي الكبير الذي حققته حركة حماس اليوم بفوزها بأكثر من سبعين مقعداً في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وضمانها للأغلبية الفلسطينية، وأحقيتها بناءً على ذلك بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ، يضعها ليس فقط في مواجهة اسرائيل وجهاً لوجه، من وراء نقاب، كما كان عليه الحال قبل الانتخابات، وأيام كانت في المعارضة الفلسطينية، وبعيدة من نار الحقيقة السياسية الواقعية، ولكن في مواجهة العالم كله.

اليوم رفعت حماس عن وجهها الأقنعة، وتقدمت للعالم بوجه مكشوف، تقول أنا هنا لقيادة الشعب الفلسطيني في بناء دولته الجديدة.

حسناً!

فكيف ستتعامل "دولة حماس" الفلسطينية مع العالم، وهي لا تعترف به، ولا بقيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية؟

فالعالم كله بما فيهم معظم العرب في صف، وحماس وحزب الله والاخوان المسلمون له والقاعدة والإعلام العربي المؤيد لهم في صف آخر.

-2-

نجاح حماس اليوم بالانتخابات التشريعية الفلسطينية رحمة من السماء للفلسطينيين والعرب والعالم، من أجل فتح هذا الورم الديني السياسي أمام شمس حقيقة العالم الجديد.

وانتقال حماس من المعارضة إلى الحكم هو ما كنا نريده ونطالب به منذ زمن، لكي تعرف حماس وباقي الفصائل الدينية السياسية العربية أن الذي يده في النار، ليس كمن يده في الماء. وأن الشعارات الجماهيرية والوعود الرومانسية لا تصلح أوراقاً رابحة على الموائد السياسية المعاصرة.

يدُ حماس اليوم انتقلت من الماء البارد (المعارضة) إلى داخل كوّة النار (الحكم) . وعليها أن تواجه العالم بأفكارها وبطريقة حكمها في المستقبل؟

-3-

حماس سوف يكون لها شريك في فلسطين رضيت أم أبت. وهذا الشريك هو اسرائيل فقط. وعليها أن تتعامل مع هذا الشريك، لكي تحلّ تلال مشاكل الشعب الفلسطيني التي لها أول، وليس لها آخر.

فكيف ستتعامل حماس مع هذا الشريك غداً ، وهي التي لا تعترف به أصلاً، وتسعى للقضاء عليه وعلى دولته؟

وفلسطين كأية صراع سياسي بين طرفين، لن يحله إلا الطرفان المتخاصمان، وبزواج شرعي، إلا إذا كانت حماس تعتبر نفسها مريم العذراء، التي ستلد النبي فلسطين، دون مناكحة من بشر!

-4-

هذا هو الامتحان الأكبر أمام حماس، وهي التي وضعت نفسها فيه، ولم يضعها أحد فيه.

فحماس كانت جماهيرياً أقوى في المعارضة مما ستكون غداً في الحكم، عندما ستواجه استحقاقات لا بُدَّ منها وإلا أصبحت محاصرة من العالم كله بما فيهم العرب، الذين هم في جُلّهم جزء من هذا العالم أيضاً ، ومن شروطه العامة في الحياة والتعامل الدولي.

-5-

حماس سعيدة اليوم بفوزها العظيم، ومبروك عليها هذا الفوز العظيم. ولكنها أمام تلال من المشاكل والقضايا عليها أن تتصدى لها وهي التي تفتقد إلى التجربة السياسية. فهي تحكم لأول مرة في تاريخها. وهي ستحكم أعسر وأصعب حكم عربي ربما في التاريخ كله، نتيجة لتعقيدات القضية الفلسطينية.

جماهير حماس سعيدة جداً بهذا النصر العظيم. ولكن النصر ليس هنا يا سادة، وانما يوم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فهل لنا أن نعرف ما هي الخطوات السياسية السحرية، التي ستتبعها حماس غداً لكي تحقق لنا هذا الحلم الوطني العزيز؟

-6-

إن حماس مضطرة لأن تتخلّى عن الكثير الكثير من أفكارها وشعاراتها ليس برغبتها، ولكن بحتمية المرحلة التي دخلتها الآن، فيما لو أرادت تحقيق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته.

إن أفكار وشعارات المعارضة التي كانت حماس ترفعها قبل الانتخابات التشريعية والتي هيّجت بها الشارع الفلسطيني العاطفي ودفعته إلى التصويت لها، لن تنفع حماس في مرحلة بناء الدولة القادمة .

فإذا كانت حماس قد نجحت في الانتخابات التشريعية بفضل فساد فتح وفشلها وتسيبها، وبفضل حلفها مع ايران وسوريا وحزب الله وباقي الفصائل الدينية المسلحة، فإن هذا الحلف لم يمكنها من النجاح في الحكم إلا إذا اعتبرت حماس بأن هؤلاء الحلفاء هم مفاتيح العالم، وباقي العالم هم (فراطة) هامشيون.

فكل أبواب العالم مقفلة في وجه حماس، ما لم تقم حماس بثورة سياسية وفكرية داخل الثورة الحماسية .

نعم هذه الانتخابات التشريعية سوف ترغم حماس على القيام بثورة داخل الثورة. كما سترغم الاخوان المسلمين وأي حزب ديني يصل إلى الحكم غداً على القيام بهذه الثورة في داخله ، عندما يواجه العالم وقيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أصبحت أمامه وتتحداه، بعد أن كانت خلفه ويتحداها.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع
- ساحة للحرية بعمّان.. واو!
- سور العرب العظيم
- سوريا وإيران تشعلان النيران
- المليشيات الفلسطينية وحلف -فلسان- الثلاثي
- لماذا يريد العرب انسحاب امريكا من العراق؟
- ضياع العرب بين صدّام وخدّام
- لكي لا تحرثوا في البحر!
- لم يبقَ غير الرحيل يا عباس!
- قراءة أولية في الانتخابات العراقية
- وثيقة ارهابية جديدة مدموغة بخاتم الشرعية الدينية الأكاديمية
- العراق اليوم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
- كلام تافه في حريق الأرز!
- محاكمة صدام محك ديمقراطية العراق
- الإرهاب والفوضوية وجهان لعملة واحدة & رسالة مفتوحة إلى خادم ...
- بعد أن تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود العراقي & قراءة في ...
- أزمة الأقليات في العالم العربي الى أين؟
- هؤلاء هم الارهابيون الحقيقيون يا جلالة الملك
- كيف يجب أن يكون الرد الأردني على الارهاب؟
- كيف انفجر بركان الارهاب في الأردن؟


المزيد.....




- أمل كلوني تخطف الأنظار بفستان مخملي أحمر في نيويورك
- شاهد.. عشرات المحاصرين تحت أنقاض مدرسة بعد انهيارها في إندون ...
- إسرائيل تتهم -أسطول الحرية- بمساعدة حماس.. وثونبرغ: نحمل مسا ...
- تقرير خاص يكشف حجم الدمار في غزة | بي بي سي تقصي الحقائق
- -لماذا تُعتبر خطة ترامب بشأن غزة ضرورية، وما العقبات التي تع ...
- قطر تعقد اجتماعاً يضم الوفد المفاوض في حماس بحضور تركي لدراس ...
- عاجل: إصابة ثلاثة إسرائيليين في حادث دهس قرب بيت لحم و-تحييد ...
- بفضلكم يا شباب جيل #GENZ212!
- يُستخدم لإطلاق المُسَيّرات في أجواء الدول الأوروبية وفق زيلن ...
- الولايات المتحدة: ترامب سيعقد اجتماعا غير مألوف مع قادة عسكر ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - حماس تواجه العالم