أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى














المزيد.....

الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن أكبر من الجميع ، و الأبقى .

فكرة تقبيح اعتقاد الآخرين ، و الازدراء من نضال الطرف الآخر ، أو الخصم - إن صح التعبير – أسلوبٌ ساذجٌ ، و وسيلةٌ رخيصةٌ يتبعها أنصار هذه الطرف ( الحزب ) ضد الأطراف الآخرى .
والآخرون يتقاذفونهم باتباع الأسلوب ذاته ، كتقاذف اللاعبين بالكرة لرد التهمة بدلاً من تقديم أدلةٍ و براهين بقصد بطلان هذه المزاعم الموجهة لبعضهم .
إنه الاكتفاء بتقبيح الآخر ، و الهروب من الموضوعية لإثبات ( أن الجميع على قبحٍ و خطأٍ ) .

عندما انتقدُ موقفاً واحداً لطرفٍ ما ، يبادرني أحد المنضوين تحت لواء هذا الحزب بكيلٍ من الاتهامات – برعبٍ - ، و يقحمني في دوامةٍ خارج نطاق ذلك الموقف .
فتثور ثائرته ، و ينا ولني بالوعيد و الإساءة لشخصي عوضاً عن رد النقد بالفكر و الحجة ، في الوقت الذي يسمح لنفسه بتوجيه كل النقد الجارح لي و للأطراف الأخرى ، كما الكلام اللاذع المهين .

أليس الحوار المسالم بلا تباغضٍ أو عداوةٍ أفضل الأساليب للتفاهم ؟ مع مراعاة خصوصية كل فردٍ أو مؤسسةٍ أو تنظيمٍ .
لماذا يطالب بإلغاء قناعات الآخرين ، و يتمسك بقناعته إلى درجة الهوس والعبودية ؟!
فيسلك نهجاً عنيفاً متشدداً ، إما يجهل كنه السياسة ، و إما يراوغ لعلمه بالتناقضات التي أحاطت به ، و التي اجتمعت في قضيةٍ واحدةٍ ، و مسارٍ واحدٍ ، فينتهك بحدةٍ الأفكار المغايرة .

لديه حساسيةٌ مفرطةٌ تجاه النقد – لأنه عاطفي الهوى – فيبرز مخالبه منتفضاً بالتقبيح و القذف باللعنات و الازدراء و التعسف ، و العداء الشديد تجاه الطرف الآخر . و غالباً حينما تحرز هذه القوة نصراً دبلوماسياً ، أو نجاحاً عسكرياً ، يخلق أعذاراً لا يقنع الطفل الرضيع ، تقليلاً من أهمية ذلك النجاح ، مقابل تمجيده لفكرته ، و احتفائه بفكرة سيده .
نعم فهو يملك أسلوباً خطابياً بتعظيم السيد ليفوق مكانة الإله ، - و هذا حاضرٌ في أروقة كل الأحزاب – فالميلُ للعظيم المبجل أكثر بكثيرٍ من الميول للقضايا التي تخص الوطن و المواطنين .
أسلوبٌ مسلكه غير محمودٍ ، و لا مضمون العواقب .

في ضوء القضية الواحدة ، وتحت لواء القومية الواحدة ، ومن أجل مصالح الشعب الواحد ، وتحت مظلة الوطن الواحد ، يفترض أن يكون الكفاح بين الفصائل المختلفة بمثابة روافد تجتمع في مجرى واحد ، ليكون نهراً وحيداَ يصب في حوض مصالح الجموع .

الجميع لن يحرزوا نصراً مؤزراً ، أو تقدماً و ازدهاراً ، إلا إذا طمروا المصالح الشخصية تحت أطباق الثرى ، ووضعوا المكاسب الحزبية في الثلاجة ، وتخلوا عن الاستحواذ والنفوذ الفئوية ، وانصهروا جميعاً في بوتقة الوطن الواحد الذي يظل دائماً هو الأكبر من الجميع والأبقى ، بينما هم راحلون زائلون .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من أيار فضاءٌ متنفسٌ للبروليتاريا
- وصمة عارٍ على جبين الغرب قبل المملكة السعودية
- عثور أردوغان على مبتغاه بتغذية الماضي حلمٌ زائلٌ
- في تعلم فنون النسيان فاشلةٌ
- إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع
- نسائم مروج الماضي أغوتني
- أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب
- دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام


المزيد.....




- الحرائق الأسوأ منذ 20 عامًا.. حرارة ورياح تخلقان جحيما في جن ...
- من غزة.. رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن موعد العمليات الجدي ...
- ما هو هرمون الكورتيزول؟ وكيف لعاداتنا الخاطئة أن ترفعه لدينا ...
- ألمانيا - جهود لاستخدام مقنن للـ-سوشيال ميديا- من قبل القصّر ...
- قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة مع زيلينسكي في لقاء ترامب بوا ...
- إسرائيل: مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن ون ...
- أبرز التطورات الميدانية بعد بدء عملية عسكرية بحي الزيتون شما ...
- إندونيسيا بعد 80 عاما.. من تضاعف المساحة إلى معركة الأمن الب ...
- خسائر بشرية ومادية كبيرة إثر أمطار وسيول ضربت شمال باكستان
- انتشار واسع للإصابات بالكوليرا ووفيات في دارفور


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى