يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 11:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأول من أيار فضاءٌ متنفسٌ للبروليتاريا .
عيدٌ يحل علينا يائساً ، لتغيب مصالح الشغيلة و حقوق العمال ، و كافة الفئات المهمشة .
فالمشاكل الاقتصادية تُسْتَفْحَلُ بلا قيودٍ ، و الأسعار تعلو بجنونٍ .
الشرائح الطفيلية تمتص رحيق عصارة نتاج كد العمال بنفسٍ مفتوحة الشهية .
الفساد و المحسوبية تتسع رقعة دائرتها بلا عوائق ، و الأموال العامة تُهْدَرُ في مواضع ضيقةٍ لا تناسب و ضرورات الجموع .
البيروقراطية شاخت مُنهكةً ببذلها جهوداً جبارةً في الفساد إدارياً و مالياً .
الحكومات تُهَيْمِنُ ، و تُقْصي دون أن ترف لها جفنٌ . و سطوة القطاع الخاص تخنق الحياة بلا رحمةٍ .
تواطؤٌ بشعٌ و محاصصةٌ نخبويةٌ مقيتةٌ لضمان مصالح ذاتيةٍ ، و استحوازٌ شخصيٌ يسري مع الفقر المدقع بفارقٍ كبيرٍ ، و الاستغلال ينهش جسد النزاهة بلا شفقةٍ .
السياسة الوطنية لا تُنْتَهَجُ بالمطلق . الجماهير و العمال عن صنع القرار مُعَطَبٌ .
التعبيرُ عن الآراء بحريةٍ بدعةٌ و ضلالٌ ، و الأجهزة الأمنية تشحذ أنيابها ، و تغرسها في الأجساد بلا كللٍ .
و علاوةً على ما يجري من قتل البشر ، وتحطيم الحجر ، وتدمير المدن ، واستنزاف الطاقات ، فلا اشتقاق للعبر ، ولا استخلاص للدروس .
العوامل الذاتية ربما ناضجة لتوحيد صفوف العمال والنزول للساحات ، لكن الشروط الموضوعية غير يانعة .
فصور الشخصيات والطغاة مرفوعةٌ ، وشعارات الرجعية على اللافتات معروضةٌ ، والرموز البرجوازية تجاوزهم محظورٌ .
لا قوة إضافية تقوي عزيمة العمال ، ولا حوافز ملموسة تشد أزرهم ، ولا عوامل معنوية آنية تعمق أملهم بمستقبل أفضل .
لكن أصوات الاحتجاج يجب أن ترتفع ، وعلى رؤوس المستغلين يجب أن تقلب الطاولة ، والإرث اليساري يجب أن يفتح له متنفس ، ليتشتد ساعد طبقة العاملة في فضاءٍ رحبٍ .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟