رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 03:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم نحن متخلفون .!!
رائد عمر العيدروسي
بعيداً عن الأنا , وأعوذُ باللهِ منَ الأنا , ثمّ اكتبُ هنا وكأنني لستُ أنا .!
هنالك حركاتٌ وقفزاتٌ وتموّجاتٌ تأتي من الدماغ بشكلٍ مفاجئ ومباغت , وتعيد المرء في بعض الأحايين الى مرحلة الطفولة , او ما قبلها .! وربما أثناء الوجود او التواجد داخل منطقة " الرحم " , مع شديد الإعتذار الحديد من التعبير العسير , كما يفاجئنا الجهاز الدماغي ايضا عن مواقفٍ أحدثٍ قد تسبق او تأتي بعد حدثٍ , او انها حدثت قبل ايّة سنينٍ بعيدةٍ او قريبةٍ , ودونما تفكرٍ مسبقٍ بها .
ومن خلال هذه المقدمة الممّلة والمطولة , وكي لا ازيدها طولاً وعرضاً , فقد إنجررتُ الى مشهدٍ سابقٍ إمتعضتُ منه في حينها ولا ازال , ففي بدء السنة الأولى لإلتحاقي بالجامعة في انكلترا , وحيث كانت الجامعة تعجُّ وتضجُّ بمختلف الجنسيات من دول العالم , فقد كانت لوحة الإعلانات الرئيسية في الجامعة , تحفل بمقرراتٍ وقراراتٍ وإعلانات جامعية , ومعظمها يخصّ بعض الجنسيات من الطلبة دون غيرها , والعكسُ بالعكس ايضاً , لكنَّ ما كان يستفزني ويثيرني هو بعض ما معنون على لوحة الإعلانات المركزية , وفي مقدته : - .! , وبلا ريبٍ فأنه لا يخصّ الطلبة القادمين من المانيا او ايطاليا او سويسرا او حتى سواها من الدول التي تقع من " أمام البحار " .! , لكنه ودونما ادنى شكٍّ , فالمقصودُ غير المعلن فيه هو : - .! !
ودونما إسترسالٍ في التفاصيل , فقد تذكّرتُ وإستبقتُ " الجهاز الدماغي " الى مقولةٍ – نسبيةٍ كان يستخدموها أهالي بغداد الأصلاء قبل نحو نصف قرنٍ من الزمن , للإستخفاف والإزدراء بالمتخلفين ثقافياً واجتماعياً ويشيرون اليهم بأنهم < من خلف السدّة > , وهي حقيقةٌ مُرّه لأولئك القاطنين هناك , والذين جلبَ معظمهم الرئيس او الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ثورة تموز 1958 , وهم مع كلّ التقدير والإحترام اليهم انسانيا وكمواطنين , فأنهم ساهموا بفعاليةٍ غير مقصودةٍ بتغيير بنية النسيج الأجتماعي لأهالي العاصمة .
لا نودّ الإسترسال بتفاصيلٍ اكثر عن هؤلاء السادة او معظمهم والذين تغيرت ايديولوجياتهم بِ 180 درجةٍ على مرّ السنين , وخصوصاً بعد عام 2003 , ونحن هنا بالضد من التعميم .!!!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟