أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية














المزيد.....

عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لوكان النظام عادلاً ماهربن!
عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية


"شأنٌ عائلي".
هكذا أعلنت السفارة السعودية في الفلبين.
و فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها تصرخ بعلو صوتها.
"سيقتلوني. أهلي سيقتلوني. دمي في عنق الخطوط الفلبينية والحكومة السعودية."
تصرخ وتركل.
ومن في المطار ينظر، وهي تصرخ و تركل، ورجلان يَجُرانها جراً إلى الطائرة.
ولا مجيب.

"شأنٌ عائلي".
تقول السفارة السعودية، وصوتها مُحرج.
والسلطات الفلبينية تهز رأسها مصدقة.
جبانة.
لا أقل ولا أكثر.
انتهكت كل قواعد القانون الدولي عندما أوقفت الفتاة الراشدة رغم إرادتها، وسلمتها إلى السلطات السعودية.
كأنها مجرمة.

ونحن نتفرج.
نتفرج على فتاة، عاقلة راشدة، تُجَر جراً إلى طائرة، تأخذها عنوة إلى دولةٍ لا تعرف كيف تحميها.

دينا علي.
فتاةٌ شجاعة.
قررت أن تكسر قيودها.
أن
تكون.
إنساناً.
حُراً.
طليقاً.

تعبت من نظاِم وَطن، يتعامل معها دوماً على أنها قاصر.
قاصر.
تحتاج منذ لحظة مولدها إلى دفنها إلى ولاية ذكر. كل ما يميزه عضوه الذكري.
نظام لايعترف بأنها إنسان راشد بالغ قادر على اتخاذ قراراتها بنفسها.

نظام دولة لاتعرف كيف تحميها.
إذا تعرضت إلى إستغلال أو تعنيف أو انتهاك جنسي من وليها، وهذا يحدث كثيراً، لا تستطيع أن تتقدم بشكوى. لأن قانون بلدها يعطي وليها فقط الحق في التقدم بالشكوى!

هل هذا عدل.

دينا تعبت من مجتمعٍ يلعنها لأنها أنثى.
يُقيد حركاتها.
يكبلها
في كل خطوة.
يُكمم فمها.
يَعد عليها انفاسها.
كل زفرة. كل نفس.
ويغرس أشواكه في جسمها.
غرساً.
تقُطع فيها اشلاءاً.
ويصر عليها كالأبله أنه يُكَّرمها.
بقيوده. بأشواكه. بسكاكينه. حتى وهو يرى الدماء تسيل منها.


دينا
تعبت.
فهربت.
قررت أن تتقدم باللجوء إلى إستراليا بحثاً عن نظام يَسمح لها بأن "تكون".
تكون.
إنساناً.
حُراً.
بالغاً.
طليقاً.

هل نَلومها هي؟ أم نلوم نظام الولاية؟
هل نلَومها هي؟ أم مَن إنتهكَ أدميتها؟

هي ليست أول من هرب ولن تكون آخر من سيهرب.

فلو كان النظام عادلا ماهربن.
لو إَحترم ادميتَهن ماهربن.
لو وفر لهن الكرامة ماهربن.

"شأن عائلي".
تصر السفارة السعودية وهي تشيح بوجهها.
مُحرجة في الواقع.
و فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها تصرخ، وتَركل، ورجلان يَشدانها قسراً يمسكان بها، من يديها ورجليها.
ونحن نتفرج.
ياغلبة الرجال.
نتفرج على فتاة، عاقلة راشدة، تُجَر جراً إلى طائرة، تأخذها غصباً إلى دولة لا تعرف كيف تحميها.
آه من قهرها.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا
- لنسميَها بإسمها: السلفية ُالوهابية حركة ٌمتطرفة
- ماذا لو ألبسنا الحيوان النقاب؟
- مواجهة مع شهريار
- قال -أعياد كريسماس سعيدة- فطالبوا بقتله!
- -اليأس خيانة-
- صلينا للرحمن… هذا كل ما فعلناه
- خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع
- محاكم التفتيش.... بدأت في تونس
- الرق في موريتانيا لا الرسول الكريم - من يخش من الموريتاني مح ...
- يحدث في اليمن: شكرا لكم اشقاؤنا العرب
- عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية