أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء داوود - خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي !!














المزيد.....

خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي !!


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يقف حارسا ًعلى أحلام الفقراء وأطفالهم في الخيام ؟؟، سيقولون: هل سمعناك تقول خيام ؟!، نعم فما حجارة هذه الدروب الطويلة إلا غبار، الخيمة لم تزل تحجب عن القلب ضوء الشمس، وتمنع طفلة ما من معانقة أمنياتها البسيطة، كأن تصحو باكرا ً لتمارس رقصاتها الصباحية، تماما ً تلك الطفلة تلتزم فراشها صباحا ً وحتى الظهيرة وهي تحاول أن تمحو عن ذاكرتها تلك الأحلام المقيتة التي راودت الخيمة واقعا ً.

هذا الظلام الكثيف الذي إن لف الأرض قدرا ً، جاء معه الصمت وحلت السكينة على عرش الصخب المفتعل، تبقى الصورة كذلك إن أمكن، لكن مع أولى الرصاصات الليلية في هواء الأرض أو في قلب نابض، تتساقط السكينة بانكسار على أرصفة الفقر والظلم، لماذا ؟؟.

هذه الليلة كانت مختلفة في تفاصيلها، فثمة من يقف شاهدا ً وشهيدا ً دون كلل، يرقب المارة ليلا ً ونهارا ً من على جدار اللجوء، لم يتمكن منه الوهن إذ يُمعن في تفاصيل ما كان يعيش يوميا ً قبل رحيله، ثلاث طلقات غادرة شقت طريقها في جدار الصمت الليلي الموحش وشقت صدر شاب كان يمر تماما ً أمام الشاهد والشهيد، واستمرت في مسيرتها البغيضة الى أن غارت في الجدار، الى الآن الشاهد حي والشهيد ما انفك يرقب ما يدور، والشاب رغم جِراحاته الدامية ما زال ينبض.

إذا ً فقد تلاشت الطلقات في هدوء الليل الصاخب كالعويل، فما مرورها إلا إعلانا ً عن اصطفاف المرحلة برمتها أمام هاوية الإنحدار الدميم، بالعناق وبخشوع الصالحين تتساقط، فلا أحد يُشهر طلقات القلب في وجه الصمت البغيض، ولا أحد يمسح عن شاهد الحق غبار البارود العفن، ولا أحد يُطمئن الشهيد في شموخه أن لست وحدك، بل ولا أحد ينظر في عينين ناصيتها ما بين السماء والأرض تترنح بين أذرع القدر حتى اللحظة.

وكأنما نبي الفقراء مظفر النواب يعلمنا في كل اللحظات أن لا ماض ٍ في هذه الحياة يرحل، بل يتجدد ما دامت سمة العصر هي البلاء، بلاء ٌ لم يعد يهمه الإستتار، بل يخوض معاركه علنا ً صيفا ً وشتاء ً، يُمعن في أحلامنا حتى تلاشت، ويسرق عن أبواب الفقراء طحينهم، ويفرك الجرح بين شرايين القلب، ويصُب على ركام مرحلتنا بأكملها الزيت فيتعالى الحريق، يا عالما ً يختنق الإنسان فيه في الزفير مرة ً، ومرتين في الشهيق.



#علاء_داوود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي
- ثلاث لوحات، ومشهد فلسطيني جريح
- لعنة كريستوفر كولومبوس تطال العالم من جديد
- سفارة الإمارة في قطاع الميناء المُنتظر
- إمام الإمبراطوية المريضة، ولقاء الإياب
- بعد رحيل العدو، يكون الميلاد
- والقراءة تأتي وإن كثر الكسر والتأتآت سليمة
- بين الولايات الثائرة وفانتازيا جمع التكسير
- الأمريكيون يُخفقون، ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة !!
- الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية
- عاصفة الأمم والميناء المفقود
- ميلاد في خلود السماء
- لا اعتراف


المزيد.....




- في الذكرى الثامنة لنزوحهم.. عشرات الآلاف من الروهينغا يتجمعو ...
- اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن غزة ومندوب فلسط ...
- إدارة ترامب تنفتح على المجالس العسكرية بغرب إفريقيا..ماذا ور ...
- ألعاب فيديو لا تُكرر.. الذكاء الاصطناعي في قلب مغامرة -غيمزك ...
- جرافات الجيش الإسرائيلي تقتلع آلاف أشجار الزيتون الفلسطينية ...
- -فلسطين حرة، حرة-.. فرقة -نيكاب- الإيرلندية تحيي حفلا قرب با ...
- ترامب يلوح بنشر الحرس الوطني في معقل آخر للديمقراطيين بالولا ...
- مكتب نتنياهو: إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح ح ...
- على خلفية مشروع الموازنة.. مواجهة -ساخنة- بانتظار الحكومة ال ...
- مهرجان البندقية في نسخته الـ82... تألق فني مرتقب وقضايا سياس ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء داوود - خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي !!