أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف أحمد إسماعيل - أسئلة في الحاجة إلى الثورة (1)














المزيد.....

أسئلة في الحاجة إلى الثورة (1)


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 14:02
المحور: حقوق الانسان
    


تثير أحداث " الربيع العربي" أسئلة استنكارية وتعجبية كثيرة؛ ترتبط بالغبطة التي شعر بها المواطن العربي في لحظات الانفراج الأولى، وبالانكسارت التي عمّقت المعضلة العربية بدلا من حلّها، وبالنتائج الكارثية التي تمخّض عنها ذلك " الربيع"، وبهول الفاجعة المرتبطة بماهية الانتماء الوطني عامة.
وترتبط جميع الأسئلة النابتة من الأحداث بالمفارقة القائمة بين ما كان مأمولا، وبين ما حصل في الواقع. فعلى الأرض كانت فكرة التنازل عن كرسي السلطة ذات أهمية كبيرة في الحراك برمته، بل هي جوهره وغايته، على الرغم من عدم فائدتها المؤكدة في المفهوم الشامل للثورة التي يحتاجها المجتمع العربي عامة، وكذلك عدم فائدتها المؤكدة إجرائيا؛ وهذا ما أثبتته الأحداث في تونس مصر واليمن وليبيا؛ فاعتبارها غاية حوّل الثورة إلى انقلاب على السلطة، مما فتح الباب واسعا على الصراع على السلطة؛ وضاعت في لجة الصراع فكرة البحث عن العدالة الاجتماعية؛ بل غدا الجلاد والضحية في سلة واحدة؛ ولذلك تمزق النسيج الاجتماعي العربي في تلك الأقطار، وتحولت الثورة إلى حرب داخلية، صامتة أو معلَنة، وفق الظروف الخاصة التي أحاطت الحراك في كل بلد عربي!
وفي الحرب الظالمة تتحول جميع أطراف الصراع إلى ضحايا، وتتجذر في الوعي الجمعي الأمراض التي كان من المأمول للثورة بمفهومها الحضاري أن تخلّص المجتمع منها؛ وأهمها ما يتعلق منها بمفهوم الانتماء الوطني، والتعايش مع الآخر بناء على احترام خصوصياته العقدية والجنسية والقيمية والقومية. وما يتعلق منها بالجهل بمعنييه التعليمي والثقافي. وتكون النتيجة دمارا كليا للبنية الاجتماعية والبنية التحتية؛ وهذا ما حصل بدرجات ونسب مختلفة في بلدان " الربيع العربي" كلها بما فيها تونس ومصر؛ فيما لو أخذنا بعين البصيرة ماهية السلطة الجديدة في مصر وتونس ومدى انفتاحها على المفهوم الحضاري الشامل للثورة.
وفي الحرب الظالمة تلك يصبح الوطن بكل مكوناته الاجتماعية والحضارية والقيمية ضحية كبرى، كما حصل في ليبيا واليمن وسورية. إذ هرب المواطن من وطنه على شكل جماعات، ومن لم يهرب، يحلم بالهروب، ومن لا يحلم يمتص من الدم النازف بقايا جيفة سميت وطناً، بفعل الحرب والخراب. أما الجهل بالمعنى التعليمي المرتبط بالتمدرس فتقول تقارير المنظمات الدولية: إن ما يقارب 713 ألف طفل سوري لاجئ هو خارج المنظومة التعليمية في منتصف عام 2016، أما الأطفال السوريين المحرومين من التعليم في داخل البلاد فقد بلغ عددهم 2 مليون في عام 2015 . وللجهل الثقافي شجن آخر أبرز مظاهره انقسام المثقف السوري على ذاته إذ تتخبطه نوازع متعددة؛ ذاتية وعامة، أبرزها التناقض في الرؤية، والمفاهيم، وموطئ القدم.
من ظل ذلك الخراب، تبرز الضرورة لإعادة النظر في الحاجات المجتمعية والمفاهيم وفق ما فرزه " الربيع العربي" لكي يتواءم الطموح مع الإجراءات التي يحتاجها المجتمع العربي لكي يحقق ثورة اجتماعية شاملة، بمعناها الحضاري، تخرجه من وعيه العبودي للمطلق، إلي وعي تحرري شامل يُلحقه بالحضارة المعاصرة بناء على إنسانيته العضوية الفاعلة.
وأوّل تلك الحاجات التي تخرجه من وعيه العبودي للمطلق هو التحرر من هيمنة الصيغ الجاهزة التي تراكمت على وعيه تاريخيا، وحولته إلى مسخ مشوه يتسم بالغباء بفعل استبداد السلطة بكل صورها الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية؛ إذ حولت ثقافتها النخبوية المتسلطة إلى بدهيات تحكم تفكيره ورؤيته إلى نفسه والعالم المحيط به.



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التابو المحرم والثقافة المضادة- نوال السعداوي-
- لماذا إدلب؟
- دول التبعية ولعبة الشطرنج الدولية
- دون رتوش (2 )
- دون رتوش(1)
- أسئلة استنكارية
- البيئة الاجتماعية الحاضنة
- التصنيف العشوائي
- الخراب والأسئلة
- أمراء الحرب والسلطان المتحوّل
- تشويه الآخر تحت سقف الوطن
- مثقف السلطةومثقف المعارضة
- الانتصار للحرية
- الطابور الوطني الساذج
- النظام الجمهوري العربي
- الوطنية شراكة إنسانية
- حلب تحترق 2
- حلب تحترق
- البوكر والعيش المشترك
- مواطن بأوراق ناقصة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف أحمد إسماعيل - أسئلة في الحاجة إلى الثورة (1)