أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2














المزيد.....

أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ح2
المشهد العراقي سياسيا وأجتماعيا اليوم أكثر تعقيدا وتشابكا من قبل وخاصة في مرحلة بدء عمليات التحرير وما تلاها، هناك تفاعلات أقليمية ودولية تلقي بظلالها على كل المشهد وتؤثر حتى في طريقة تفكير الساسة العراقيون من جميع الأطراف، التقسيم ليس شعارا متاح ولا هو عملية فردية يمكن أن تنجز بقرار فردي، أولا هناك قرارات دولية تنادي بحفظ وحدة وأستقلال العراق ومن ضمنها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ثانيا هناك مصالح مترابطة داخل البنية السياسية والأجتماعية وتداخلات فيهما لا يمكن تجاوزها أو إنكارها، تداخل من النوع الذي لا يمكن حتى التفاوض عليه أو الأتفاق على ترحليها لمرحلة لاحقة.
النفط والثروات المعدنية والمياه والتنوع السكاني حتى داخل المناطق المستهدفة بالتقسيم والديون المالية وقضايا الحدود والأمتدادات بين القبائل والعشائر العراقية، أضف لذلك أن عمليات مثل التهجير وتبادل السكان غير ممكنة ولا متاحة اليوم بين المكونات العراقية، كل ذلك مع الوضع الإقليمي عوامل نستبعد معها أن يكون الحديث عن التقسيم واقعيا وممكنا على الأقل في المرحلة الراهنة، وهناك حقيقة أخرى لا بد من الإشارة لها أن الأصوات السياسية التي تنادي بالتقسيم وقيادة العمل السياسي ليس لها فكرة ولا منهج موحد يمكن أن يؤسس لواقع، فهي منشغلة أيضا بصراعات داخلية وجانبية سواء في المنطقة الكردية أو حتى بما يقولون أنه الأقليم السني، وهذا أيضا مع توقع الأدارة الأمريكية أنها ستواجه صراعات داخلية في المناطق المستهدفة تنتج فكرة أخرى هي تفتيت المفتت أصلا.
لذا الخيار الأمريكي المتاح اليوم هو الأبقاء على الوضع الحالي وممارسة الضغوط على كافة الأطراف وفق خارطة طريق جديدة أكثر واقعية وأعمق برغماتيا من فكرة التقسيم، هذه الخطة أو الخارطة والتي شرعت إدارة الرئيس ترامب على تنفيذها تؤدي لاحقا إلى بلورة مشروع عراق جديد واحد، ولكنه لا مركزي في الإدارة وأكثر ديمقراطية فعلية على مستوى المشروع السياسي الحاكم وأكثر توافقا مع الهدف الأمريكي المعلن والمعدل، النتيجة ستكون أولا خفض منسوب التوتر الأجتماعي بين العراقيين أنفسهم، وثانيا عدم التفريط بالنفط العراقي الذي لو نجح التقسيم سيفقد الأدارة الأمريكية واحد من أهم المبررات التأريخية لغزو العراق، والرمي بكامل المنطقة الأستراتيجية إلى حضن العدو الأفتراضي لها وهو إيران ومحور المقاومة.
لذا فنحن لا نقول أفتراضا أن إيران ليس لها مصلحة بتقسيم العراق ولكنها تفضل بقاء العراق موحدا لها كعمق أستراتيجي في المرحلة المنظورة، وتبقى عينها منشدة نحو أقليم الوسط والجنوب لإيمانها أنها لونجحت في أحتواء غالبية العراقيين في هاتين المنطقتين، سيكون لها دورا محوريا حقيقيا في التأثير على كل مجريات وأحداث وتفاعلات الأقليم، مما يمكنها من لعب دور أقوى وأكثر قدرة على فرض الرؤية الإيرانية في الصراع الدائر الآن في المنطقة، ويجعلها في رحاب مشروعها الأكبر والذي لم يعد متداولا أعلاميا وهو تصدير الثورة الإيرانية، بمعنى تصدير الرؤية والسياسة المذهبية الخاصة قبال المشروع الوهابي الأخواني السعودي الخليجي في المنطقة.
هذه الحسابات لم ولن تغيب عن بال كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، كذلك هناك مصالح لدول بعيدة وإن كانت فيما يبدو ليست جزء من هذا الصراع ولكن في الأخر هناك توجس ومخاوف وطموح روسي صيني وحتى أوربي في بقاء العراق موحدا لأثبات موقفها أيضا في منظومة الصراع الأكبر، وهو الصراع الأممي على مناطق النفوذ والهيمنة الأقتصادية والأستثمار، الأمن العالمي والأقليمي في نظر القوى العالمية أهم من السنة والأكراد والشيعة وأهم من تلك المصالح الضيقة، الدول العالمية والمجتمعات المتحضرة تؤمن بحقيقة واحده أن وجودها الأمن ومصالحها المؤمنة أهم من كل صراعات الصغار على وهم السياسة، لا بد أن ينتبه المتصارعون على الأقاليم أنهم يسعون خلف وهم سيمهد لصراعات أكبر، وسيشعل نارا لا تسمح الكثير من القوى على إشعالها، وحتى حلفائهم الأساسيين قالوا لهم هذا الكلام وعلنا، وتبقى شعارات التقسيم مجرد معزوفة للكسب السياسي وسيبقى العراق واحدا لأنه الخيار الوحيد لأستقرار المنطقة برمتها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1
- لحظة حلم مجنون
- ماهرون جدا نحن الهاربون من جحيم الوعي
- سؤال المعرفة
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح1
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2
- أمي فلاحة من طبقة النبلاء
- إشكاليات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الإرث الفكري ا ...
- المسلمون وتحديات العصر _ مقدمة وتمهيد
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2