أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1















المزيد.....

أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1


كثرت في الأونة الأخيرة ومن ضمن عمليات خلط الأوراق وغسيل للدماغ العراقي الشعب عبر سلسلة من الطروحات السياسية فكرة تقسيم العراق وتحويله إلى كانتونات طائفية وعرقية، تحت مبررات شتى أغلبها يعود لسبب واحد هو فشل العملية السياسية برمتها وما نتج عن ذلك من وضع سياسي ووطني غيسر مستقر وغير قابل للإصلاح، الطرفان الرئيسيان الذان يروجان لمبدأ التقسيم الكون فدرالي أو حتى الإستقلال هما الطرف الكردي أولا وعلنا، وثانيا الأطراف السياسية السنية التي هي جزء من منظومة الفساد السياسي وأحد أعمدة الطائفية في البلد، لكن هذا لا يعني أن هناك أطراف غيرهما تسعى لذات الهدف من خلال جر الطرفين إلى مزيد من التطرف في موضيع التقسيم وأعني بهم خصوصا الشيعة السياسيون من خلف أبواب مغلقة.
لا ننسى أن بعض من الأطراف الشيعي كانت قد أعلنت وبشكل صريح وواضح وعلنا رغبتها في ذلك وأقصد تحديدا المجلس الإسلامي الأعلى (زمن عبد العزيز الحكيم) والمتحالفين معها علة نهجها والدائرين في ذات الفكرة، إلا أن تبدلا حقيقيا قد حدث في الموقف المعلن عنها بعد رحيل عبد العزيز الحكيم وتولي نجله عمار مسئولية القيادة، ربما يسأل متسائل ما سر هذا التحول الجذري في الموقف الذي جعل من عمار الحكيم ودائرته المغلقة وبعض ممن يتبعون ولاية الفقيه في العراق منادين بالتسوية وإصلاح النظام السياسي عبر مبادرة التسوية التأريخية المطروحة اليوم للنقاش، ومحاولة ترتيب الوضع السياسي لمرحلة ما بعد داعش خصوصا.
حتى نكون قراء واقعيين للغة الخطاب السياسي العراقي لا بد أن يستنتج نقطتين مهمتين تفسران على الأقل هذا المسعى المستجد والمتجدد، وهما على التوالي:
• النقطة الأولى والتي يجعل منها البعض صوته عاليا بالتقسيم أو الكونفدرالية العراقية الجديدة هو إيمانهم الأكيد أن الوضع العراقي بجغرافيته السياسية وبواقعه الحقيقي غير قابل للتقسيم وفقا لما يوضع له من شعارات وأهداف وسنتكلم عن ذلك لاحقا، وكل الهدف من هذا الحراك أبتزاز الأطراف المتنافسة على بذل المزيد من التنازلات لتطبيع الوضع السياسي، والمعروف سياسيا أن في ظل الصراع أيا كان نوعه لا بد من خروج منتصر في النهاية يكسب المزيد من الغنائم مقابل تنازله عن سقف عال يضعه في مواجهة الأخر، الأكراد هدفهم ليس الإستقلال بالتأكيد وهم يعرفون تماما أن هذا الوضع غير مقبول لا إقليميا ولا حتى دوليا ولكن الهدف الظل هو كسب المزيد من الأراضي والمصالح الأقتصادية التي تعزز من وجودهم السياسي المؤثر على القرار العراقي مما يخرجهم من مفهوم القومية الثانية ليكونوا الند والمنافس الأقوى للزعامة العربية للعراق.
• أما الطرف السني وأقصد به سياسات رموز السنة السياسيين فيحاولون عبر هذا الطرح الحضور قويا في تحديد شكل ونمذجة الوضع السياسي بما يعيد لهذه الكتلة السياسية بالعودة التدريجية إلى موضوع السلطة من خلال أبتزاز الشركاء لأهداف في الغالب ليست وطنية بالتحديد ولكن هي جزء من منظومة الأفكار التي تمهد إلى مزيد من الضغط على شركاء اللعبة السياسية في محاولة عزل العراق من دائرة أقليمية أخرى، هذا الهدف يمكن تحقيقه بعزل العراق أولا من منظومته السياسية الحالية وتحالفاته الأقليمية، وثانيا إلغاء مفعول الأكثرية الديموغرافية التي يتمتع بها زعماء الشيعة على الواقع، وبالتالي مقايضة الرجوع عن التقسيم مقابل هدف أكبر وهو مزيدا من حرية القرار لها داخل مؤسسة القرار وإعادة هندسة الواقع السياسي العراقي جملة نحو ما كان عليه قبل 2003 .
النتيجة هي أن على العرب عموما والذي يشكلون أكثر من 85% من الشعب العراقي أن يقدموا تنازلات للطرف الكردي حفاظا على وحدة العراق الجغرافية أولا، وثانيا إاعدة ترتيب مفهوم الأمن القومي العراقي ودوره في الواقع الإقليمي بأعتبار أن تضحية الكرد عن المطالبة بالأستقلال تخويل هذه الأقلية حقوق أقتصادية مضاعفة وأستقلا شبه تام داخل الدولة العراقية ليعيش الكيان الكردي داخله بصفة (شعب الله المختار) حقوق مضاعفة وبدون ألتزامات متقابلة، أما في داخل الكيان العربي ستكون النتيجة إنكفاء القاعدة الدستورية التي تعط للشيعة دور قيادي في إدارة الدولة بالمشاركة النسبية مع الفرقاء والشركاء إلى لعب دور التابع والملحق للقوة السياسية القادمة، وإعادة العراق للحضيرة العربية لاعب أساسي في محور لا يمثل إلا دور الشريك اللا مستشار في الصراع الطائفي والقومي في الساحة الأقليمية.
عندما نقول أن كل الأصوات الداخلية والخارجية التي تنادي بالتقسيم تعرف تماما إن حصول هذا الأمر يعني مزيدا من تفجير الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، ومزيدا من الصراعات التي ستحرق اللاعبيين الأقليمين أولا ولا يمكن بالقطع تحقيق أي أستقرار أو سلام أقليمي وهذا ما تعرفه تماما الدول الكبرى وصاحبة القرار النهائي في ترتيب الوضع العراقي، لا إيران كدولة معنية في المنطقة يمكنها أن تسمح لصراع مذهبي وقومي ينشأ على حدودها ربما يضعف من عمقها السياسي والعسكري والأقتصادي ولا تركيا بمنأى عن هذا الهاجس وتعرف أن أستقلال الأكراد فب شمال العراق يعني مزيدا من الدمار لمستقبل وجودها الجغرافي ودورها الإقليمي، كما تعرف السعودية أن حصول التفكك بواقع العراق سيؤدي في مرحلة ما إلى نوع من التحالف الأكثر عمقا وجديا بين إيران والجزء الأهم من العراق وهو وسط وجنوبه، وتعرف أنها هي مهددة أكثر من غيرها في التقسيم القادم مما يعجل من تفككها وصراعات السلطة على أشدها داخل دائرة الحكم الملكي وداخل دائرة الواقع الديموغرافي أيضا.
الأكراد بأعتبارهم أكثر الأطراف التي تنادي بقوة بالإستقلال يعرفون أن تحقيق الأستقلال لو تم يعني أولا أنتحار سياسي وأقتصادي لهم وهم يعيشون ضمن دائرة مغلقة من الجيران الذين لا يؤمنون بقيام دولة كردية، ثانيا يشعر الكثير من القادة السياسيين الكرد أن تحالفاتهم الحالية وفي عمقها لا تشكل أي دعامة مهمة للإستقلال، بل أن خطرلا تقسيم المجتمع والكيان الكردي هو أو نتائج الإستقلال، وهذه حقيقية لا يمكنهم نكرانها وهم الآن في مرحلة تقسيم حقيقي بين قوتين رئيسيتين برغم مرور أكثر من ربع قرن على وضعهم الحالي لكن الواقع يشير إلى إنقسام هذا الكيان بين مجتمعين لا يتفقان بأي حال على مبدأ دولة وسلطة واحدة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة حلم مجنون
- ماهرون جدا نحن الهاربون من جحيم الوعي
- سؤال المعرفة
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح1
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2
- أمي فلاحة من طبقة النبلاء
- إشكاليات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الإرث الفكري ا ...
- المسلمون وتحديات العصر _ مقدمة وتمهيد
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر
- ستمطر عسلا وسيموت الثعبان تحت الشجرة


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1