أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكايات إيمانية














المزيد.....

حكايات إيمانية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


حكايات إيمانية
(1)
روي عن من نثق بروايته أن أحد الكفار قرر أن يعلن إيمانه فعزم وتوكل، وأصبح الصباح ونادى من مكانا خفيا، (أني مؤمن مؤمن مؤمن) كررها حتى كاد نفسه يتقطع، فشرب كأسا من الماء وأنسدح إلى جنب، فيما رأي فيما يرى النائم أن الجنة أزلفت، وإذا بالحور العين يتأبطن ذراعيه وهو أشبه بالمذهول من حسنهن والجمال الذي عليهن، فأخذنهن إلى متكأ تحت شجرة تفاح عملاقة وقالت الأميرة عليهن، يا هذا كل من (هيت لك) هذا تفاح الجنة لتستعين به على ما منحك الرب من نعمة، فكاد من هول ما سمع أن يبتلع التفاحة، فتذكر قصة أبيه آدم فرمى التفاحة بعيدا وقال هيهات هيات منا الخديعة فلست بذاك الذي يلدغ من جحر مرتين، فتركن المكان وهو لا يدري أشر أريد به أم كاد أن يخدع، فلحقهن مسرعا.... أنت أيتها الجميلة لا على المؤمن حرج.... هات ما عندك حتى لو كان الذي كنا نخشى منه، فلم يسمع إلا جوابا واحدا..... أنهض أيها الرجل فقد أوشك النهار أن يمضي وأنت محموم من ألم الزكام، ففتح عينه ليجد من نكدت عليه حلمه يتطاير الشرر من عينيها.... أما زلت تحلم أم بقايا الخمرة تجول في جسدك لتحيلك أشبه بالميت الحي.
(2)
قال الراوي يا سادة يا كرام أنه في الزمن الغابر كان هناك حكيم يسكن الغابة وحيدا بعد أن أستطعم معيشة الوحدة، مر به أعرابي وكان مارا يبحث عن سر مكنون وقد أرشده البعض إلى مكان الحكيم، فسلم وجلس القرغصاء قبالة الشيخ الوقور وسأله، يا شيخنا لو مت ومات الخلق ولم يعد في الوجود من حياة، فمن يرث أموالنا وأنعامنا وتلك القصور المشيدة، أليس حريا بنا أن نأخذ متعانا معنا إلى من أوجدها وأوجدنا، ولي زوجة بذلت فيها نصف ما أملك وأخاف أن تذهب يوم الحساب إلى رجل غيري فيذهب مالي وما ملكت يميني، فنظر إليه الحكين نظرا يتفحص فيه عقله قبل منطقه، قال..... أذهب أنت ومالك وما ملكت إلى رأس الجبل ونادي ربك بهذا الكلام فلست وكيلا عن خالق السموات والأرض، إنه هناك فوق، قال وكيف أعرفه، قال ستعرفه كما عرفت مالك وأنعامك وقصور مشيدة لا تبقى ولا تدوم.
(3)
كالعادة في كل صباح يتناول عبد المقصود فطوره الجاف عبارة عن كسرات خبز بائتة وقليل من ماء الكوز ويذهب لعمله حمال في سوق المدينة، يحمل الخيرات يطوف بها بين البيوت والأزقة مقابل فلاسين معدودة، وحينما يحين موعد الصلاة سيكون الأول بين الصفوف شاكرأ لأنعمه ومتوكلا عليه في كل حين، الوحيد الذي لا يعطيه أجره كان إمام الجامع لأنه سمع منه يوما وهو يكتريه لنقل مؤنة البيت (لا نريد منكم أجرا ولا شكورا)، سنين مرت وما زال الإمام متعبد بهذه الكلمة التي قالها عبد المقصود في أعوام خلت دون أن ينسى يوما أن المقصود قال (وبالشكر تدوم النعم)، وما زال العم يطوي البطن كشحا حتى المساء لعله يظفر بما يسد جوع عياله وهو يمني النفس برائحة طعام بيت الإمام وهو يفرغ ما في حمله فيه، لقد مات عبد المقصود الليلة ولم يحضر جنازته إلا بعض زملاء المهنة وأهله وذويه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر
- ستمطر عسلا وسيموت الثعبان تحت الشجرة
- الدين وموقف العقلانية منه
- جلسة سياسية عراقية ليلة أعلان فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.
- رسالة إلى حكام بغداد
- نظرية العربة والحصان في المنطق وتأسيس الوعي.
- في سهرة الخميس ... تعالي
- قصيدة الأرض وسؤال المصير
- لو كنت مرجعا دينيا في العراق.
- إلى كل ذي لب ويفهم.
- العراق المدني ومستلزمات التغيير والتحول الديمقراطي. ح1
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح3
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكايات إيمانية