أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - رسالة إلى حكام بغداد














المزيد.....

رسالة إلى حكام بغداد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة إلى حكام بغداد


السادة الأفاضل وأخص بالذكر من يدع أنه لله وللخير والعدل والحق داع السلام عليكم.
قبل أن تقرأو رسالتي هذه فأعرف بنفسي أولا.
أنا ابن العراق ظهرا عن ظهر ومن سلالة ماءها وترابها واحد لا أبتغ بذلك تشريفا ولا أدع تفضيلا ولكني أظن من حق الإنسان أن ينصح إذا ملك ما ينصح به، فإن كان ديني يأمرني أن لا أظلم فالأخلاق التي تعلمتها تدعو إلى أن نتشارك في رفع الظلم عن الناس، وبذلك فما ستسمعون هو أن لا أكون ظالما ولا أقبل الظلم لي ولا لغيري وأمرت أن أكون صالحا ينشد الخير حتى لمن ظلمني، غأسمعوا وعو.
واجب عند الإنسان عندما يمنحه الله الفسحة ويعطيه ما لا يعلم فليس ذلك من حب الله له على وجه التخصيص فقد يريد به مكرا أو بلاء وأمتحان لدعوته أنه كان مؤمنا بما يريد الله، فإن أحسن القراءة وعمل بها فقد فاز ونجى وذلك الفوز الأكيد، أما من غرته المحداث وأدمنت عليه بجمائلها ونعيم زائل فذلك علامة الهلاك وآية الخزي والفشل، فلا تظنوا بالله أنه يرعاكم لأنكم صمتوا له يوما وركعتم وسجدتم فكان ذلك أولى بها أهل التقى والعفاف والطاعة والسداد ولكنهم صبروا على ضيمها وهم يعرفون أن الحساب مر والعتاب أليم والجزاء سيكون مضاعفا لمن أمن.
يا سادتي بغذاد هذه التي أضحكتم قليلا بعد حرمان طويل وأسعدتكم بعد بلقاء طعمه عسل وخمر لا تثقوا بها ليس لأنها ليست أهلا للثقة ولكنها بنت الدنيا مائها كما البحر كلما شربت منها أزددت ظمأ وكلما تعمقت بها قلت فرصة نجاتك من الغرق، فالدنيا لا تدوم لسيد السادات فكيف لمن هو حياته معدودة وليالية غير ممدودة، بغداد التي أشتهرت بأنها تأكل ملوكها وتعذب عشاقها المولون بمفاتنها دون روحها سوف لن ترحم من غازلها وغازلته، وأعارته بعض محاسنها فهي للنكاية بكم أسرع وللأنتقام لأغتصابها أشطر فحذاري ثم حذاري من الغرور بصمتها أو الأستكبار على مجدها فقد ورثتموها من طاغ باغ أضحكته وأبكته وأهانته ثم أنتم لا تعقلون.
أخصص خطابي لمن منكم سمع بالعرفان أو قرأ شيئا فيه أو علم بعضا من معانيه، بغداد فيها سر يعرفه الخلص من العرفان وتجنبها أولي الألباب والنهى، فسلموا من لعنتها ومن لم يسلم فقد مات ذليلا في غربة أو مغترب في ديار لا تعرفه ولا يعرفها، وحسبكم بالرشيد وجبروته فيها وأنسه ولياله داهنته كما أراد أن يداهنها فرمته تحت أقدام من ظن أنه من بعض من هانت كرامته بحكمه ولن يجد لقبره إلا أن يكون بين أسفل قدميه، الرشيد الذي أهلم وأستهلك من العلماء والعرفاء والنجباء حتى خاطب غيث السماء بقوله (أذهبي فأينما تمطري فخراجك لي) ظن أنه أبن ماء السماء وبديلا عن حكم الله في أرضه، فأذله الله وأستذل به ومعه كل جبار عنيد.
وما دام في العذر متسع والأستغفار والتوبه موضع عودوا إلى ربكم تائبين ومن ظلم الناس مستغفرين وأتركوا بغداد لأهلها فهم أولى وأدرى بشعابها، فلا القصور تنجيكم ولا المحصنات من أسوار وأحجار تخليكم بينكم وبين مولاكم، فخير الناس من حاسب نفسه قبل أن تحاسبه الأحكام ويعادي هواه قبل أن تعاديه الأيام، فويلكم وويل ويلكم من عذاب أقترب ونذير شؤم قد قرب وأنتم بين يدي من لا برحم إلا من رحم وأسترحم والعاقبة للمتقين.
لا أريد شكرا من أحد ولا أبغي عرفان ممن ولد، بل كلامي لله ونصيحتي قبل فوات الآوان، لا أطلب فيها إلا القربة من خالق الموجدات وإحقاقا للحجة وأعلانا للبراءة من الظالمين، والسلام على من أتبع الهدى وأحسن، والله من وراء القصد ومن قبل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية العربة والحصان في المنطق وتأسيس الوعي.
- في سهرة الخميس ... تعالي
- قصيدة الأرض وسؤال المصير
- لو كنت مرجعا دينيا في العراق.
- إلى كل ذي لب ويفهم.
- العراق المدني ومستلزمات التغيير والتحول الديمقراطي. ح1
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح3
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2
- ماذا عرفت بعد التوهم؟
- كلمات طائرة بلا أجنحة 2
- أخر وصايا الرحيل
- منهج النخبة المقاومة ومشروع التغيير
- هل نحن على مسافة واحدة بين الحب والكراهية
- كلمات طائرة بلا أجنحة
- عندما يصبح الوطن سجنا والحياة لحظة عبث
- دماء على الأسفلت وأخرى تهاجر مع البحر
- المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.
- الحب وفصول ...... الربيع
- هل الظلم ثقافة تكتسب أم سلوك طبيعي
- تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - رسالة إلى حكام بغداد