أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان














المزيد.....

تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 22:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان
بدأ أنا مؤمن بنظرية أن الحياة برمتها وجودا ومعايشة وفهم هي محاولة للتأقلم مع الوظيفة الوجودية للكائن الحي، بمعنى أننا أمام فرصة ليثبت هذا الكائن أنه منفعل بذاتية معنى الحياة ولا علاقة لها من حيث جوهرة المعنى بكون التجربة بدية حتمية لا بد أن تمضي بأي حال، هذا المفهوم العبثي الذي يركز عليه العدميون والعبثيون هو النقيض لفكرة الكهنوت الروائي التأريخي الذي بركز على أن الحياة ليست إلا طريق للتهيئة إلى وجودية عالمية أخرى وما هي إلا عمل حالي لنتيجة مؤجلة، كلا الفكرتين تلغي قيمة الحياة وتلغي فاعلية الكائن الحي ليجسد وجوده أولا هنا أعتمادا على ما يمكن أن يقدمه فيها لنفسه ولوجوده الفردي، فإذا كان الأمر معلقا لقضيةأخرى هذا لا يغني مع فرضوجوده أن نعيشها بالشكل الإيجابي مع الأخذ بنظرية الأحتمال الأخر.
أما الرأي العدمي والعبثي فأنه أيضا يجافي المنطق الوجودي ذاته إن كانت الحياة عبث أو تنتهي للعدم المفترض فهذا لا يغني أن نعيشها بمستوى أرقى من فهم العبثية على أقل الأفتراضات أن العدم والعبث يخالف أيضا العلية من الوجود، عليه فيكون نقدها للحياة ومحاولة أن نعيش أنتظارا لنتيجة لا تصمد أمام واقعية الوظيفة يضعها في مرتبة الجهل المركب حينما لا تنتج ما يؤهلنا ككائنات حية أمامها فرصة للتنعم وتسخير الزمن وترجمتها إلى بصمة أخرى تعطينا قدرة على أن نكن أكثر واقعية وصدق مع راهنية الحياة وجود وزمن، الذي نصل إليه في النهاية أن الغباء وحده هو الذي يجعلنا نفرط أو نتجاوز الحقيقة المطلقة أننا أحياء لأننا نمارس الحياة بغير قانونها ونجهل أن فيها ما هو أكثر ملائمة مع طبيعة الكائن الحي عموما والإنسان خصوصا كونه كائن معرفي يعترف بقيمة الزمن وقيمة الوجود ذاته.
عندما يحاول البشر في حياتهم المعاشة أن يمنح لهذه الفرصة قيمة إنما يمنح لنفسه أكثر من فرصة للتعبير عن ذاته، والتعبير عن فهم كلي أننا يجب أن نعيش لذات الوجود ولذات الحياة نفسها، الدين عندما تعاطى الإنسان معه في أول مرة حاول فيه أن يجد هذا التعبير وهذه الحتمية من وجوب التأقلم لا أن يهرب منها ومن أستحقاقات ما يجب أن يكون، المشكلة أن الإنسان بذاته العاقلة يريد بكل السبل أن يحيا إيجابيا، أما الإشكالية فتتعلق بما ينتج من قراءة سواء أكانت من الدين الذي يؤمن به أو من الفكرة التي يعبر بها ومن خلالها عن هذا التوجه، وهذا بحد ذاته يشكل روح التجربة ويشكل عماد المقوم الفلسفي لفكرة الوجود في الوجود المستمر اللا متناهي حتى مع حقائق العلم المطلق.
إذا القضية بكونها تجربة تحتم علينا أن نجسد قيمة للوجود حتى نعطي للتجربة معنى ونعط للما ينتج من التجربة دلالة تتراكم لتتحول إلى خلاصة تقود للبرهنة على الأفتراض الأول أن الحياة أصلا لا هي عبث ولا هي عدم تام ولا موضوع مؤجل إلى كونية أخرى مختلفة، هذا يعني أننا نؤمن بالأحتمال على أنه جزء من فرض التجربة ولكنه ليس تعبيرا كاملا عنها لأن العالم الأخر فكرة جاءت أيضا أفتراضا نقليا خالي من الدليل العلمي الذي يجسد ألية العلم ومن خلالها أن نصنع اليقين به أو ننفيه، فكل ما لا يثبت ببرهان عملي أو علمي لا يعني أنه مسلم به ولا يعني أنه خارج ما يمكن تجريبه أو البرهنة عليه ولا ينافي أيضا أن العقل يقبل به أو لا يقبل.
عندما هرب الإنسان من عجزه وهو يخوض تجربة لبرهان ما، وفشل في بعض أحداثيات التجربة عاد وأنكر الفرض الأساسي للتجربة وبل في بعض المفاصل أنكر أن التجربة أصلا ضرورية، فلجأ إلى الوهم المريح، الوهم الذي صنعه الفشل والخيبة والأنهزام ليس أكثر من ذلك، فكل التخريجات التي يطرحها العقل المأزوم والعقل المهزوم تحاول تغييب أثر التجربة وبل تنكره، وتدع أن الحياة ليست بالقيمة الأساسية التي يجب أن توقر كونها الأساس والمبرر لوجودنا فيها، نعم أحيانا وأستثناء وتحت ظرف ملجي يكون الهروب من الحياة حل، ولكنه كخيار دائم لا أظن أن نترجمه إلا بمعنى الجحيم.
علينا كبشر نمتلك منظومة عقلية وإدراك معرفي ننتمي له وينتمي لنا وبين أيدينا جملة من الأهداف والوظائف التي لا بد لها أن تحسم على أرض الواقع كي نشعر معها وبها بإنسانيتنا وصيرورتنا وكينونتنا، أن نمنح التجربة هذه التي وصفناها كل القيمة الضرورية وأن نعيش وجودنا بأفضل حال ممكن برغم من أن السعادة في الوجود لا يمكن قوننتها أو نمذجتها بأطار ما، فقد تكون حدودها لدى فرد أضيق أو أوسع من وجودها لدى أخر، وحتى كيفيتها وكونيتها وطريقة السعي لها مختلفة ومتشعبه لكن في الأخير هناك قانون جامع، كل من عليها يجب أن يعيش وإلا لمعنى أساسا لقضية خلق الوجود وخلق الحياة ولا معنى لكل ما يدلنا أو يساهم بتوعيتنا فيه بدأ من التركيب الفسيولوجي للكائن الحي وأنتهاء بالتركيب الوظيفي له.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية
- الوطن وأنت كاحمامة في لجة السماء
- هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية
- الموت والحياة وقصائد الشعراء
- الدين والسياسة خلطة التأريخ القاتلة
- رجل من تمر ... أمرأة من عنب
- إشكالية العقل الديني والتطور
- هل غادر الشعراء من متردم
- رسالتي إلى السيدة الأولى
- المفيد
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان