أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1














المزيد.....

أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 22:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل البدء بالتنظير في هذا الموضوع لا بد أن نشير أن ما يطرح هنا ليست سوى أفكار قابلة للتعديل والتحديث والتطوير، بل وحتى يمكم البحث عن غيرها بالأضافة والحذف والتجديد، وهذا ما يمكن أن يحدث بقليلا من الجهد والأجتهاد وفقا لمعطيات وواقع كل مرحلة يمكن أن ينجح المشروع التغييري أن يصلها، لكن لا يمكن أن يكون في أي حال هي النهاية أو الأفكار المعتصمة بعنوانها أو تجميد العمل النهضوي عندها، كما لا يمكننا أن نضع ونصنع منها خطوات متسلسلة يتبع بعضها بعضها.
فقد تكون الأفكار متداخلة ومتتابعة وتتواصل فيما بينها وتتلاقح بالنتائج وطبيعة المنهج وإحداثيات التغيير، كما أننا نؤمن بأن الأليات المقترحة يمكنها أن تتحول إلى جزء من التراث الفكري بأختراع وأستشكاف أفكار جديدة وفقا لخارطة الواقع وتجليات الحاجة وأستجابة للظروف العملية، ولكن من المؤكد في كل مرة يجب الأنتباه إلى قضية التلائم والأنسجام بين الفكر التغييري وبين حالية الممكن العملي إلى أقصى حد يمكن أن يكون عامل مساعد أضافي لمواصلة ومتابعة ما نصبو له.
الأفكار التغييرية ذاتها لا تقبل الثبات ولا التوقف في نقطة واحدة أو نقاط متعددة على أنها ل الحل، فقد تختلف الأليات وتتقدم وتتأخر بناء على طبيعة المجتمع وطبيعة الفكر الأجتماعي الذي يتصف به، فهناك مجتمعات متعلمة وقابلة للتغير أكثر من المجتمعات والنظم الأجتماعية التي تحتاج إلى بلورة سياسة تعليمية جديدة، تركز على الحاجة إلى إعادة بناء أستراتيجيات وتكتيكات تعليمية تغير من طريقة التعامل مع العلم والمعرفة الواقعية وطريقة التفكير وتغيير أساليب التعامل مع الفكرة الدينية أصلا وصولا إلى القناعة الجمعية بالتغيير والبناء العلمي والمعرفي.
التحرر والتغيير أيضا في منهجة يستهدف العقل الفردي وصولا لخلق حالة جماعية عقلانية ومتعقلنة، ترى أن البقاء والتمسك بالواقع المأزوم والأصرار في كل مرة على أن إعادة تجربة تأريخية ظن الكثيرون أنها كانت ناجحة وقادرة في كل مرة أن تأت بالهدف، سوف تحبط الغائية والهدف المعلن ولا بأس أن نستمد الروحية العملية منها لا أستنساخ الشكل دون مضمون قابل بالقوة على التجديد، فالعقل الإنساني عندما يتعامل مع الإشكاليات الأجتماعية يجب عليه أولا أن يقر بأحقية الزمن ومتطلبات التطور فيه، لا أن يحاول نتيجة الكسل والعجز أن يتكأ على التراث والتأريخ مهما كان مجيدا أو ناجحا.
التأريخ إذا ليس معينا ينبض دوما بالحلول وليس في حد ذاته كامل الواقعية والمصداقية ولا يملك بذاته أن يكون بديلا عت الخلق الجديد الذي يجب أن يرافقنا في كل مجالات العلم والمعرفة، التأريخ الذي لم يتفق عليه يوما أن كان صادقا وحرفيا وذا بعد يملك المصداقية التامة لأن يكون أساسا لقواعد التفكير لا يمكنه أن يكون صادقا في نتائجه ولا في مؤشراته لتحديد نقاط الحركة المستقبلية كما أنه منطقيا لا يمكن إحيائه على أي قاعدة عقلية أو منطق معرفي صحيح لكل ما يجب أن يكون عليه صورة الحاضر والمستقبل، ولكننا يمكن أن ننجح في أن نستقرئ منه أسباب الفشل والأختلاف والتراجع لأنها موروثاته وفعل في دائرة التكوين العقلي المعرفي.
خلاصة ما تقدم يجب علينا ونحن نؤسس لمشروع كوني مستجد ومتجدد أن نضع الهدف صنع المستقبل لا أحياء الماضي ولا تجسيد تجارب تأريخية أرتبطت براهنية زمنها وأستجابت لظروف واقع تغير ولم يعد باق منه شيء قادر على التفاعل معه، نحن أبناء واقع وزمن وحال ومعرفة وعقلانية مغايرة عما سبقه، وأمامنا أهداف ومشاريع وواقع يرتبط بحاجات تغيرت ومفاهيم تبدلت وأحداث فقدنا القدرة فيها على المجاراة والتتبع المنضبط ، عصرنا اليوم هو عصر المعلومة التي تخلق سلسلة أخرى منها مستجدة ومتطورة وغير ثابتة بمعنى أنها غير راكنة للنتائج مهما كانت عملية وعلمية.
من هذه الحقائق إذا علينا أن نبني معرفة ونخلق رؤى ونستنبط نظريات عملية أيضا تتصف بذات صفة التحرك والأستيلاد الذي لا ينتهي بخواتم ونهايات ثابتة، يمكننا مثلا أن نقارن ونقارب وندرس التجارب الإنسانية الحديثة لا لأجل نقلها أيضا بصورتها وألياتها بل بروحها ومناهجها في التغيير، بل ولا بد من أن نخضع كل مدرسة منها للنقد والتفحص والتفكيك، فليس المهم أن تستدل على تجربة ناجحة بل الأهم أن تعرف أولا أسباب نجاحها والظروف والمعطيات التي ساعدت ومهدت للنجاح.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر
- ستمطر عسلا وسيموت الثعبان تحت الشجرة
- الدين وموقف العقلانية منه
- جلسة سياسية عراقية ليلة أعلان فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.
- رسالة إلى حكام بغداد
- نظرية العربة والحصان في المنطق وتأسيس الوعي.
- في سهرة الخميس ... تعالي
- قصيدة الأرض وسؤال المصير
- لو كنت مرجعا دينيا في العراق.
- إلى كل ذي لب ويفهم.
- العراق المدني ومستلزمات التغيير والتحول الديمقراطي. ح1


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1