أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة















المزيد.....

ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة 
ادهم ابراهيم 

 ان الوضع الحالي وماجريات الاحداث السريعة في المنطقة ، وفي العراق خاصة يدفعنا الى سؤال اكثر عمقا وواقعية من السؤال عن ماذا بعد داعش .الدولة اللااسلامية .  وهو ماذا بعد فشل الاحزاب والكتل الطائفية الفاسدة من كلا الوجهين في ادارة الحكم في العراق 
ليس هناك من داع لتعداد نقاط الفشل والفساد الاداري والسياسي ، ونهب الدولة ، وتوقف الصناعة والزراعة والخدمات العامة بشكل شبه كامل ، وعل مدى السنوات الاربعة عشر العجاف اللاحقة لاحتلال العراق . . حتى اصبح دولة فاشلة بكل معنى الكلمة ، لان هذا قد اصبح من البديهيات التي يعرفها القاصي والداني ، والفضيحة اصبحت تزكم الانوف . . ورغم ذلك فاننا نرى الاحزاب والكتل السياسية تحاول اعادة انتاج ذاتها عن طريق تغيير جلدها كالحية ، لعلها تستمر بالحكم فترة اطول ، ولذلك نرى التحالف الوطني قد طرح موضوع المصالحة الذي استهلك نفسه من كثرة الحديث عنه . ثم  التسوية التاريخية الفاشلة . . كما اقدم اتحاد القوى ، الطرف الثاني من المعادلة الطائفبة الحاكمة في العراق ، على عقد مؤتمر في تركيا لترقيع ثيابهم الرثة من كثرة الفساد ، والبكاء بدموع التماسيح على مدنهم المهدمة والمهجرة . . كل ذلك من اجل البقاء في السلطة ،.و هم يعلمون جيدا ان ذلك قد اصبح من المستحيلات . وليس هنالك من شك في ازاحتهم نهائيا من على المشهد السياسي العراقي ، لا بل انهم معرضون جميعا للمسائلة القانونية عن فسادهم ، وخيانتهم للوطن 
ومع ئلك فان محاولاتهم لازالت مستمرة . واخذت تنحو منحا بالغ الخطورة كلما اشتد الضغط عليهم . وان مايتوجب العلم به في هذا المجال هو ان هذه الاحزاب والكتل الفاسدة قد انقسمت الى قسمين . . الاول يرى عدم وجود موقع له في المستقبل المنظور ، وهو يحاول ترسيخ الدولة العميقة وينتهز الفرصة المواتية للانقضاض على الحكومة ، ليقطع الطريق على المشاريع المطروحة الهادفة الى استبعاده . وهذا الجناح يديره رئيس الوزراء السابق، وبعضقيادات الحشد الشعبي وليس كلها . وهو يعول في هذا المسعى على مساندة ايران له . . والجناح الثاني يحاول نزع عبائته الاسلامية او المذهبية ليلبس اللباس المدني الديموقراطي ، ويطلع علينا بمشاريع اصلاحية تارة . والدعوة لحكومة مدنية تارة اخرى محاولة منه للبقاء في السلطة فترة اطول
ويقف السيد العبادي رئيس الوزراء الحالي موقفالمتفرج . الا ان زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة اعطته دفعة الى الامام . . ولا نعلم هل هو قادر على تنفيذ كل الاملاءات الاميريكية عليه . وخصوصا فيما يتعلق بفك الاشتباك مع الجارة ايران ، والتخلص من الميليشيات الحزبية . وربما محاسبة رفاقه الفاسدين ، لكون المبالغ المسروقة من ميزانية الدولة لا يمكن السكوت عايها . وامريكا ترمب ليست على استعداد لصرف سنتا واحدا لاعادة اعمار المناطق المحررة ، ناهيك عن المناطق المتخلفة التي لم تمتد يد الاصلاح اليها رغم التهريج بذلك من قبل اطراف متعددة 
ان الجناح المتشدد للدولة العميقة سيحاول القيام بعملية استباقية للوثوب الى السلطة . ولكن هذا المشروع سوف لن ينجح ، حيث انه يعول على مساعدة ايران له  او مساندته ، وايران كما عرفناها سابقا ونعرفها حاليا
بركماتية تحاول المحافظة على مصالحها ، ولا تغامر من اجل اي كان . . واذا كان الامام الخميني قد تجرع السم واوقف الحرب العراقية  الايرانية في زمن صدام . فان السيد خامنئي سوف لن يصطدم مع الولايات المتحدة ،. وهو يعرف الثمن الباهض لهذا الموقف .  ولذلك فان ايران ستتجرع السم مرة ثانية وتنسحب الى حدودها المرسومة في زمن الشاه  .  عسى ان تنصرف هذه المرة لتحقيق الرفاه الاقتصادي للشعب الايراني 
        وازاء كل هذه المشاهد والمؤامرات يثور سؤال في ما هية دور المثقف العراقي .   .   يؤسفني ان اقول ان بعض المثقفين قد ركبوا الموجة واخذوا يتحدثون باليسارية وهم مشبعون بالمفاهيم الطائفية التي انهالت عليهم فجأة .  والبعض الاخر  يتحدث عن العلمانية وهو طائفي حتى النخاع. ،. ويحاول الوصول الى السلطة بالمفاهيم العلمانية الجديدة .   .  ومع ذلك فاننا نشهد ان كثير من الناس اخذوا يحسنون من خطابهم ويبتعدون عن التنظيرات الوهمية .  ان هذه الشريحة يمكن اصلاحها اذا ما وجدت اتجاها علمانيا ليبراليا واضح المعالم محدد المناهج والاهداف 
         اننا بقولنا هذا لا نتوقع حصول انقلاب فجائي لتصحيح الاوضاع ،  بل ان هناك متسع من الوقت لان الطبخ على نار هادئة يحقق النتائج المرجوة على الامد المتوسط او الطويل .  وان حرق المراحل لن يحقق لنا الاهداف المطلوبة ،  خصوصا وان هناك كثيرا من الناس يقفون موقفا محايدا اما لعجزهم عن اي فعل ايجابي او لانهم لا يدركون الاهداف المطلوب تحقيقها لانتشالهم من واقعهم المتخلف المؤلم والدموي ايضا 
        ان على النخب المتعلمة والمثقفة والواعية من جميع الاديان والمذاهب والاثنيات العمل ومنذ الان على توفير الاجواء اللازمة للتخلص من الاحزاب الفاسدة والتحالفات المشبوهة التي سادت العملية السياسية . وفضحها جهارا نهارا ،. وكذلك اعداد منهاج عملي تفصيلي ومحدد الاهداف الى ما يجب عمله والخطوات الواجب السير بموجبها لتحقيق هذه الاهداف .  ولا يدعي احدا ان هذه النخب هي في شغل شاغل الان او هي خارج العراق ،. لا بل ان هناك  اطياف واسعة في كل المحافظات تضم عناصر وطنية مخلصة وهي محتاجة الى قيادة واعية وامينة ،. وتنظيم محدد يعرف ما يهدف اليه ويرسم طريقا علميا واقعيا وعلمانيا ليستقطب كل هذه النخب والعناصر المنفردة او التي تعمل على شكل تجمعات صغيرة 
      ان الواجب الوطني يدعونا للعمل بجد وثبات لتجميع هذه البؤر الواعية وتوجيهها لان العدو لا زال يمتلك ادوات من السلطة والمال ،. ويستطيع قمع اي مظهر من مظاهر الانتفاضة او التمرد عليه .  ولكن هناك متغيرات كثيرة حصلت على النطاق الاممي نستطيع الاستفادة منها .  والمستقبل لمن يعمل بجد. و اخلاص لانتشال هذا الوطن الذي سقط صريعا بانياب التخلف وعباءات  الدين وعمائم المذهبية المقيتة التي سالت دماء شعبنا من اجل حماية رموزها التافهة والتي لم تحقق لنا سوى الفقر والدمار وتسعى لتبديد ما تبقى من حياتنا وحياة ابنائنا 
      ان العمل لا يحتمل التأجيل ويتوجب على الجميع التوحد وتقديم التنازلات المتبادلة لتحقيق الاهداف السامية التي يستحقها الوطن لخلق نظام وطني مسؤول يحقق العدالة والعيش بامان وسلام 
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراديكالية الإسلامية . . بداية النهاية
- اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان
- مواجهة الدين للحداثة
- الولاء للوطن . . من حسقيل ساسون الى نوري المالكي
- تغريب المواطن بالدين
- مشهد العنف الدائم في العراق
- القائد الضرورة . . ودكتاتورية الاغلبية
- المشهد السوري بعد اتفاق وقف اطلاق النار
- الاعمال الارهابية في اوروبا واغتيال السفير الروسي . . الدواف ...
- التسوية التاريخية . . مع من. ؟
- برنار ليفي . . عراب الثورات العربية
- القيم الوطنية والازمة الاخلاقية
- روسيا وقواعد اللعبة في سوريا
- يخربون بيوتهم بايديهم
- فوز ترامب . . قراءة اولية للتداعيات المحتملة في منطقتنا
- العراق . . مابعد داعش
- رسالة الى رئيس الولايات المتحدة . . المقبل
- المعطيات الاساسية للتدخل التركي في العراق ومعركة الموصل
- مقتدى الصدر . . جعجعة بلا طحين
- المشهد العام للتدخلات الخارجية في سوريا والعراق . . والآفاق ...


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة