أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ادهم ابراهيم - اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان















المزيد.....

اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 13:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان
ادهم ابراهيم 

يلوح السيد مسعود البرزاني بين حين واخر برغبته لاعلان استقلال كوردستان العراق . . وتاتي هذه التصريحات وسط صراعات دولية واقليمية غاية في التعقيد . ، ونحن في الوقت الذي نؤمن به في حق تقرير المصير للشعوب . . الا اننا نرى ان طرح موضوع الاستقلال في هذا الوقت ماهو الا هروب من المشاكل التي يعاني منها الاقليم نتيجة الصراع التركي الايراني في العراق وسوريا ، والذي انعكس سلبا على اقليم كوردستان . وكذلك التدخل المتواصل للولايات المتحدة تحت ذريعة مكافحة الارهاب . وسنستعرض في ادناه بعضا منها
التدخل التركي 
وجدت تركيا نفسها معزولة عن محيطها الاقليمي بعد التمدد الايراني في العراق وسوريا ، فاخذت تبحث عن موطئ قدم لها لضمان مصالحها في المنطقة ، وخصوصا بعد تعذر دخولها للاتحاد الاوروبي . فاتجهت نحو الجنوب . . فبدأت بالتركيز على التبادل التجاري مع العراق لتحقيق الرخاء الاقتصادي لها . ثم ما لبثت ان وجدت الحشود الاقليمية والعالمية المحيطة بها . فاتجهت الى العمل السياسي ، ثم التدخل العسكري بعد ذلك . 
وقد حرصت تركيا منذ امد ليس بالقصير على استمالة مركز اقليم  كردستان اليها .  مقابل استحواذ ايران على الحكومة المركزية في بغداد .  ثم حاولت درء الخطر الكردي الذي يمثله حزب العمال الكردستاني            الذي اخذ نشاطه يتزايد خصوصا بعد تحرير مدينة كوباني السورية .  ودخوله الاراضي العراقية واستقراره في قضاء سنجار . . .  وقد استحال اخراجه منها نتيجة التاييد الكبير الذي يحظى به من قبل حكومة طهران.  وقد ادى ذلك  الى ان تقوم تركيا بادخال المزيد من قواتها الى شمال العراق واقليم كردستان للحد من نشاط هذا الحزب ،  ولضمان الحصول على موطئ قدم لها في العراق  .  .  وقد ساعدها في ذلك حكومةكردستان  في اربيل  .  اضافة الى زيادة حجم التبادل التجاري مع الحكومة التركية ،  حتى اصبح الاقليم مدينا لها بمبالغ طائلة 
       التدخل الايراني 
     ومقابل التدخل التركي في شمال العراق يبرز النفوذ الايراني المتزايد في محافظة السليمانية  ،  معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني . بالاضافة الى النفوذ الكبير الذي تتمتع به ايران في العراق ،  نتيجة هيمنتها على السلطة المركزية  وامساكها بخيوط العملية السياسية في العراق 
        وقد ادركت ايران خطورة التدخل التركي في اقليم كردستان في وقت مبكر فاستمالت حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية الذي يضمن لها هدفين .  .  الاول ايجاد موطئ قدم لها في اقليم كردستان مواز للتدخل التركي .   .   والثاني تحقيق الانقسام الكردي في اقليم كردستان لافشال تجربة الحكم الذاتي للكورد  ،  لما يمثله هذا الاقليم من خطورة لها 
     كما ان ايران حريصة  للاستحواذ على كل العراق  ،  وجعله دولة ضعيفة غير قادرة على تهديدها مستقبلا  . وقيامها  باستغلال البسطاء من الناس لتنفيذ اهدافها التوسعية في المنطقة   
       وكانعكاس لهذه التدخلات نرى ان العلاقة قد توثقت بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة المركزية في بغداد  . يقابلها  نفور الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل من هذه الحكومة .   .   وقد ادى ذلك  الى تزايد شقة الخلاف بين الحزبين الكوردين .  ثم انشقت حركة التغيير عن الاتحاد الوطني ،  فزادت من التشرذم الكوردي في كوردستان العراق 
      موقف الولايات المتحدة
      وازاء هذه التدخلات الاقليمية في العراق وفي متطقة كوردستان  بالذات وجدت الولايات المتحدة الامريكية من الكورد حليفا يمكن الوثوق به اكثر من حكومة بغداد الموالية لطهران. .   .    ولكن امريكا  ترغب هي الاخرى للاستحواذ على كل العراق. ،   لكونه يمثل موقعا استراتيجيا لها  اضافة الى الاحتياطي النفطي الهائل فيه   .  كما انها قد انفقت مليارات الدولارات على هذا البلد الذي لا يمكن التفريط  به في اي حال من الاحوال  .  على عكس ما يجري في سوريا حيث تسعى الى تقسيمها حسب الطوائف لاضعافها تجاه التوسع الاسرائيلي  ،   ولضمان امن اسرائيل ايضا 
          ان الولايات المتحدة لم تبد معارضة صريحة او علنية لاسقلال كوردستان العراق  . .  ولكنها اشترطت ان يتم ذلك بالاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد قبل اجراء اي عمل قد يؤدي الى استقلال كوردستان. .   وامريكا تعرف جيدا بان حكومة بغداد لا توافق على مثل هذا الاستقلال. .  وبذلك تكون قد وضعت العقدة في المنشار  
      اما مسالة كركوك  فتبدو هي الاخرى لغما قابلا للانفجار في اي لحظة  .  بالنظر لكونها تضم القوميات الثلاث المهمة في العراق  .  العربية . ،  الكوردية والتركمانية . . وقد ادى تدخل الحشد الشعبي فيها بداعي محاربة داعش الى تعقيد الموقف اكثر    .  .   وربما سيتم السيطرة على محافظة كركوك من قبل الحكومة المركزية لما تمثله هذه المحافظة من خطوط حمراء لدى الاحزاب المتنفذة في بغداد .   .   ونأمل ان لا تشهد نزاعا مؤلما قبل ان يتم استقرارها نهائيا 
       يضاف الى مسألة كركوك وجود مناطق كثيرة متنازع عليها ستشهد توترا ملحوظا بعد تحرير الموصل من تنظيم الدولة  .(  داعش ) . حيث  لم يتم حسم المادة .    140      من الدستور لحد الان . وهذه كلها تشكل خلافات حادة اضافية بين رئاسة الاقليم في اربيل وحكومة بغداد 
     وازاء كل هذه التعقيدات فان الشقة بين الحزبين الرئيسين في كوردستان العراق قد ازدادت حتى اصبح الاقليم يضم ادارتين شبه منفصلتين واحدة في السليمانية والاخرى في اربيل. .  كما ازدادت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين واتهام رئيس الاقليم مسعود البرزاني بالتفرد بالسلطة هو وافراد عائلته وعشيرته  .   .   فتعطل البرلمان  وتوقفت الانتخابات 
       ان العداء المستحكم بين الحزبين الكورديين نابع من الصراع على السلطة والثروة.   وتغذيه القوتين الاقليميتين النافذتين فيه. .  تركيا وايران .   .  ولذلك نرى ان السيد مسعود البرزاني يواجه يوميا ضغوطا مستمرة للتخلي عن رئاسة الاقليم مما يدفعه الى تقديم اقتراحات دائمة لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم. ،  لكي يضمن له ولحزبه  المكانة الطليعية في الدولة المقترحة  .   .   ولكن كل هذه الطموحات  تصطدم بالواقع المرير الذي يعيشه اقليم كوردستان  وكما اوضحناه انفا .  يضاف اليها المشاكل الكثيرة التي تواجه ادارتي الاقليم نتيجة غياب التخطيط والمنهج السليم للعمل  ،  وكذلك الفساد الذي يزداد يوما بعد يوم رغم تناقص موارد الاقليم  
        وهكذا فان احلام الاستقلال لا يمكن ان تتحقق الآن  ولا في المستقبل المنظور  .  .  وعلى الرئيس البرزاني ايجاد وسيلة اخرى للخروج من المأزق السياسي والاقصادي الذي وقع فيه .  وان لا يحاول دغدغة عواطف الشعب الكوردي بموضوع الاستقلال لانه يعلم جيدا عظم الانشقاق الحاصل فيه والذي يتعذر معه تحقيق هذا الحلم 
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة الدين للحداثة
- الولاء للوطن . . من حسقيل ساسون الى نوري المالكي
- تغريب المواطن بالدين
- مشهد العنف الدائم في العراق
- القائد الضرورة . . ودكتاتورية الاغلبية
- المشهد السوري بعد اتفاق وقف اطلاق النار
- الاعمال الارهابية في اوروبا واغتيال السفير الروسي . . الدواف ...
- التسوية التاريخية . . مع من. ؟
- برنار ليفي . . عراب الثورات العربية
- القيم الوطنية والازمة الاخلاقية
- روسيا وقواعد اللعبة في سوريا
- يخربون بيوتهم بايديهم
- فوز ترامب . . قراءة اولية للتداعيات المحتملة في منطقتنا
- العراق . . مابعد داعش
- رسالة الى رئيس الولايات المتحدة . . المقبل
- المعطيات الاساسية للتدخل التركي في العراق ومعركة الموصل
- مقتدى الصدر . . جعجعة بلا طحين
- المشهد العام للتدخلات الخارجية في سوريا والعراق . . والآفاق ...
- السيد عمار الحكيم . . ومأسسة التحالف الوطني
- استجوابات الفساد . . والشعب المخدر


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ادهم ابراهيم - اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان