أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر مصري - أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟















المزيد.....

أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حياة طوارئ:
ـــــــــــــــــــ
هل يجب، كلما طرأ طارئ مفاجئ أو متوقع، أن يرمي الجميع كلَّ ما في بأيديهم، ويتوقفوا عن فعل أيّ شيء، سوى التوجه بأبصارهم وأسماعهم، وعقولهم وأفئدتهم نحو هذا الطارئ الجديد!؟ كما حدث مؤخراًَ، ولن أعود للوراء كثيراً، منذ انتحار اللواء غازي كنعان، ثم صدور تقريري ميليس الأول ثم الثاني، ثم قراري مجلس الأمن رقم 1636 ورقم 1644، ثم اغتيال سمير القصير وبعده جورج حاوي، وأخيراً وما نرجوه أن يكون آخراً، جبران التويني، أو انشقاق من؟ وكأن حياتنا كلها، سلسلة من حالات طارئة. فلا أساسات ولا تراكم، فلا غرابة إذن بكيف يمحو الطارئ الذي حدث للتو، الطارئ الذي لم يفت على حدوثه يومان أو ثلاثة. ولكن حتى وإن لم يعكر صفو الطارئ الجديد طارئ أجد، فإنه يكفي اليومان أو الثلاثة أيام ذاتها، ليكون كل ما يمكن الكلام عنه قد وصل لتهايته وأكتمل، وبات في خبر كان. هذه المشاهد الأربعة لا علاقة لها، مباشرة، بارتداد عبد الحليم خدام، ولا بموافقة أو رفض سوريا طلب لجنة التحقيق مقابلة الرئيس بشار الأسد، ولا بما قد يطرأ غداً قبل أن يتاح لها أن تنشر على صفحة جريدة ما، هي سرد لحالات، إن بدت أقل أهمية بكثير بالمقارنة مع تلك التي تسمى أعاصير وزلازل، فإنها، ربما، أكثر قرباً منا، وربما أكثر معنى.
ــــــــــــــــــــ
المشهد الأول: بؤس أصيل قد شوِّه
ــــــــــــــــــــ
( إلى نديم جرجورة )
*
بعد متابعتي، لأول مرة، ذلك السيل من الردود على تلك الرسالة الوجدانية إلى غسان تويني: (ليس لنهر الحرية أن يجفّ) التي نشرت في جريدة النهار 27/12/2005 موقعة من قبل /11/ مثقفاً سورياً، كان قد جرى تكليفي بكتابتها، لا لشيء سوى أنني الشاعر بينهم، لذا أحمل نفسي، إضافة لشاعريتها الزائدة، مسؤولية ما ظهر بها من أخطاء وركاكة في بعض المقاطع، كان سببها إجراء بعض التعديلات على مسودتها، وتناقلها بواسطة البريد الاليكتروني وما يسببه من تغيير في مواقع واتجاه الكلمات. أقول، بعد متابعتي لكثير من الردود على هذه الرسالة في عدة مواقع سورية على شبكة الانترنيت، وخاصة (شام برس)، أصابني بصدمة معنوية هائلة، هذا السيل الجارف من الشتائم والاتهامات والتهديدات... لكافة موقعي الرسالة، المنافقين، المرتزقين، العملاء، ومسائلة السلطات لماذا لا تأتي بهم وتعدمهم بواسطة خازوق في ساحة المرجة، ليكونوا عبرة لمن اعتبر من إخوانهم الخونة! والغريب أنه يجتمع على هذا من لا يعرف أحداً من عصابة ال/11/ هؤلاء، فيستنكر عليهم وصفهم بالمثقفين، ومن سمع باسم واحد أو اثنين منهم، ومن يعرفهم جميعهم، جيداً جيداً! يعرف: ميشيل كيلو ابن عميل الفرنسيين! يا حرام يا أبو رياض! ونيّات برهان غليون المكشوفة على حقيقتها، وعدد ملايين الدولارات التي قبضها عمر أميريلاي لإخراجه فيلماً عن رفيق الحريري! وأسامة محمد وأفلامه التي لا تعجب إلا ابن أخته وصديقته ومؤخراً زوج أخته! مع أنها أيضاً تعجبني، أمّا صبحي حديدي فهو: (مشروع مثقف أغلقت كل ميادين الثقافة في وجهه حتى محمود درويش قال: جعلني هذا أؤمن أن أسوأ ما في الأنظمة العربية معارضتها)!؟ ما هذا! ما هذه القدرة على فبركة الأكاذيب! من هؤلاء؟ أسألكم، يهمني أن أعرف عنهم مقدار ما يعرفون عنا، فربما كانوا من أصدقائنا الذين نلقاهم بالعناق والقبل ونسهر معهم ونحبهم! لكني أعرف طبع صبحي حديدي وأسلوبه الصريح والصادق مع نفسه ومع الآخرين، وأعرف مدى صداقته مع محمود درويش بالقدر الذي أتاحه لقاؤنا ثلاثتنا في مهرجان جرش عام 2004 وكان محمود يستشيره بما سيقرؤه من قصائد في افتتاح المهرجان الشعري. كما أعرف وطنيته وسوريته، ولا أقول هذا مدحاً، ففي السمبوزيوم الخامس للشعر في كافالا اليونانية، عام 2002، حين مررت بجانبه في طريقي للمنبر قال لي: (أفحمهم جميعاً، أريهم أي شعر يكتبه السوريون!؟) وكعادتي خيبت أمله. وبعد هؤلاء العتاولة، كما أسماهم ياسين غير الحاج وغير الصالح، لا يتبقى على حد قول أحد أصحاب الردود سوى: (منذر ويوسف وياسين والرفيق موفق، فهم أقل من أن تتعاطى معهم في شان ما). فشكراً، والحمد لله، وتصبحون على خير.
نعم.. صدمتني هذه التعليقات، رغم علمي أن في سوريا مواقع على شبكة الإنترنيت أنشئت أصلاً لتصدم وتخيف أناساً مثلي، من السذاجة بحيث يظنون أنهم إذا كتبوا وتجرؤوا فسوف يقدر الجميع ما يفعلونه، فهم يفعلونه دون غاية خاصة، ودون منفعة شخصية، لا بل يفعلونه من أجل هؤلاء الأشخاص أنفسهم!؟ صدمتني هذه الشتائم والاتهامات، رغم أن صديقاً أفهمني أن الأمن السوري هو من يدير ذلك الموقع وبعض المواقع الأخرى، لماذا لا! وأنه يصار فقط انتقاء ما يناسب من هذه الردود، وهو ما قد جربته وتحققت منه بنفسي، ولكن حتى وإن ثبتت لي صحته، فإنه لم يكن سهلاُ علي أن أشتم وأتهم، ويبصق بوجهي، وإن على الشاشة: (تفووووووووووه) من قبل أناس من شعبي، من كانوا يكونوا. لم يكن سهلاً علي، لدرجة فكرت بها أن أرعوي وأبطل كل ما وجدت نفسي متورطاً به. خاصة وأنه ليس أكثر ما أجيده، ولا أفضل ما أستطيع تقديمه. كما من المؤكد أنني لست سياسياً يتوجب عليه أن يكون مرناً وبارداً كي لا يدع هذا يصيبه ويؤثر به، ويرد الصاع صاعين. أو على الأقل يرمي هذه الشتائم والاتهامات في سلة المهملات. فلقد جئت من باب الثقافة، هذا ما أؤكده للجميع! أو على الأصح، باب الشعر، الذي بات، للأسف، آخر باب أطرقه هذه الأيام. قلت للأسف لأن كل ما تعذر علي فهمه وتقبله سابقاً، أستطعت أن أفهمه واتقبله الآن، وكل ما أحتجته هو أني تذكرت ذلك السطر الذي تنتهي به قصيدتنا المشتركة أنا وفارس البحرة: (... يبتلعهم بؤسٌ أَصيل / قد شوِّه).
ــــــــــــــــــــ
المشهد الثاني: لست مشتاقاً لك
ــــــــــــــــــــ
ما أن بقينا، أنا وأحد الأصدقاء الذين أطلق سراحهم مؤخراً في 22/10/2005، لوحدنا، حين خرج آخر المهنئين له بالعودة والسلامة، بعد خمسة أشهر من التوقيف العرفي، قضاها في زنزانة إفرادية نقص وزنه خلالها ما يقارب ال/20/ كيلو غراماً، حتى قال لي: لست مشتاقاً لك، مطلقاً. صورتك، التي اقتطعتها من جريدة تشرين كانت أمامي طوال الوقت، ما جعلني أفكر بك وأقلق عليك طوال الوقت، ولقد حاولت أن أوصل لك، بطريقة ما، رسالة تطلب منك الكفَّ عن هذا الذي تكتبه من مقالات سياسية وتوقعه من بيانات واعلانات! أنت يا منذر في خطر، خطر عظيم لا تشعر به، أو ربما تشعر ولكنك تظن أنك ناج منه! وهذا ليس صحيحاً، لأنه محسوب عليك كل كلمة تكتبها أو تقولها، ويوماً ما، في مناسبة ما، سوف تسأل وتحاسب عنها كلها. أقول لك، الموضوع من أوله لآخره غير مجد.... وحرام أن يضيع المرء فيه عمله وعائلته والأيام الباقية من عمره!! فالنظام ما زال على قوته، والوضع بالنسبة له ما زال مستقراً، ولأمد طويل كما يبدو، والمعارضة ضعيفة ومشتتة، أحزاب لا يزيد عدد أعضائها عن مئات، وأفراد خرجوا من هذه الأحزاب وغيرها ما زالوا على أوهامهم، وبعض المثقفين الذي صاروا يتعيشون مادياً ومعنوياً من إدلاء دلوهم في الأحداث وكتابة المقالات والتحليلات. أما العامل الخارجي الذي يراهن عليه البعض، اعترافاً منه بعجزه، فله حساباته ومصالحه، التي هي بالقطع غير حساباتنا وغير مصالحنا نحن السوريين. والعالم كما يبدو قد بات يعلم أنه لا يوجد بديل للوضع القائم في سوريا مهما يكن، الجميع الجميع، امريكا وفرنسا وروسيا والصين و.. اسرائيل، لا مصلحة لهم بنشر الفوضى واللعب باستقرار المنطقة، ولا بفتح جرح عراق آخر لا أحد يعرف كلفته ولا نهايته. ثم أن ما يمنع النظام من القيام بحملات توقيفات وإحالات للمحاكم الأمنية والعسكرية وغيرها، ليس ضعفه وليس عدم قدرته انتهاج أساليب القمع القديمة، او خوفه من مكانة أحد ذي حصانة من أي نوع، أو تحسبه من تقارير منظمات حقوق الانسان ومطالبتها بإطلاق سراح فلان وعلتان، بل إنه لا يفعل هذا لعدم حاجته لزعزعة ما يسميه استقرار البلد، وعدم رغبته تكبير حجم بعض هؤلاء، بتعميم أسمائهم ونشر أفكارهم، ثم معرفته أنهم، نتيجة لعدم إمكانية التواصل المؤثر بينهم وبين أي شريحة في المجتمع السوري، لا يشكلون أي تهديد له، كبر أم صغر، وربما العكس، فهم على نحو ما، يقدمون له من الخدمات المجانية ما ليس في حسبانهم. كلا لم يبدل أبو حسين قناعاته خلال هذه الشهور الخمسة، بل بالعكس ازددت عمقاً ، هو الذي رأى بأم عينه، كيف أنه لا حدود لقسوة هكذا نظام ولا نهاية لظلمه وتعسفه..
ــــــــــــــــــــ
المشهد الثالث: معارضة في معارضة
ــــــــــــــــــــ
في جلسة مسائية جمعتني مع أربعة أصدقاء، أحدهم له باع طويل في المعارضة السورية، حتى إنك تستطيع القول إن حياته كلها معارضة في معارضة، وإنه يحقّ له حين يتكلم أن يصغي له الآخرون ويحاولوا أن يفهموا. ولكني هذه المرة، أردت منه أن يجيب مباشرة، ودون لف ودوران، عن حال المعارضة السورية اليوم، وعن مدى فاعليتها في الحياة السياسية والاجتماعية في البلد. وهل في استطاعتها، حتى وإن اجتمع شملها واتفقت على مطلب واحد مهما كان، أن تحققه. كأن تلغي قانوناً يتعلق بجرائم الشرف مثلاً، وإذا لم يكن هذا من أهدافها، فليكن مطلباً من تلك المطالبات التي ما فتئت المعارضة السورية منذ تسلم بشار الأسد سدة الرئاسة في سوريا، وإلقائه خطاب القسم، تتقدم بها، وكما قلت يوماً، تستجديها، كإيقاف العمل بقانون الطوارئ مثلاً، أو السماح رسمياً بعودة المنفيين، أو إلغاء المادة 8 من الدستور.. أجاب: يا أخي منذر، ما بين المعارضة السورية اليوم، إذا قبلنا بتسميها معارضة، وما على المعارضة الحقيقة أن تكون، شوط بعيد بعيد، ذلك أن لقيام معارضة تستحق التسمية، شروطاً موضوعية، تسعون بالمائة منها غير متوفر عندنا. أما بالنسبة لقدرة المعارضة السورية على تحقيق أي مطلب من المطالب التي ذكرت، فهي لن تستطيع شيئاً من هذا، حتى تتفق أولاً مع بعضها البعض على برنامج وطني بأهداف عامة، تتحد كل الأطراف، كل طرف بخصائصه وأسلوبه، لأجل تحقيقها، وما أخشاه هذه الأيام أن قوى المعارضة بدل أن تتجه إلى هذا التوحد تأخذ الاتجاه المعاكس، فإعلان دمشق الآن يبدو وكانه، نفسه، بات يحتاج إلى إعلان! فلقد تتابعت الأحداث وتراكمت المتغيرات ولم يقدم على اي خطوة عملية باتجاه هذا الاتفاق والتوحد، كما ان الحديث عن المؤتمر الوطني الذي يجمع كل مكونات الشعب السوري، حتى البعثيين وأهل النظام، قد بات آخر ما يؤمل به في ظل هذه الظرف السياسي المضطرب الذي يهدد سوريا بأكملها، نظاماً و... شعباً، وهذه حقيقة، فقد أعلن النظام للشعب برمته، وللمعارضة صراحة، وللبنان وللعالم أجمع، عزمه على ربط البلد، ولبنان والمنطقة الإقليمية كلها، بمصيره! وقد نجح في توصيل هذه الرسالة واضحة لجميع المعنيين، كما أرى، وربما كان من أهم نجاحاته استخدام تصريحات واتهامات بعض شخصيات المعارضة اللبنانية لسوريا التي لم تفريق بين النظام السياسي والشعب. علماً بأن تفريقاً كهذا هو الحد الأدنى لخطاب متقدم يطمئن الشعب السوري على مستقبله وحياته.. في استقطاب الكثير من فئات المجتمع السوري وضمان اصطفافها بجانبه. ليس فقط المرتبطين به ومواليه، بل الناس العاديين الذين أثرت بهم وأخافتهم التهديدات التي سمعهوها من كل مكان، إن لم يكن بغزو وبضربات عسكرية، فبفرض العزلة على سوريا وإنزال العقوبات السياسية والاقتصادية بها. ستكون الطبقات الفقيرة والمتوسطة، أيّ الأغلبية المطلقة للشعب السوري، أول وآخر من سيدفع ثمنها! وغير ذلك أظنه يحتاج لمعجزة في زمن عزت فيه المعجزات. وما يجب أن يفهمه الآن وينتبه له اللبنانيون، سياسيين ومثقفين وإعلاميين، وأيضاً نحن السوريين، مسؤولين وموالين ومعارضة ومثقفين، أن هناك مسؤولية أخلاقية، إن لم يكن هناك مسؤليات اخرى، وبالتأكيد يوجد، أن يأخذوا دائماً بالحسبان، ومهما بلغ مستوى الأزمة السياسية، ما يمكن أن يحل بالشعب السوري وبالشعب اللبناني، معاً وكلٍّ على حدة، من ويلات نتيجة سد طريق الحوار، وزيادة حدة الاتهامات، وشحن عصبيات الناس، واللعب بالتوازنات الأساسية القائمة، لدفع الوضع والعلاقة بين البلدين إلى الهاوية التي إذا فتحت شدقها، ستكون قادرة على بلع الجميع!
ــــــــــــــــــــ
المشهد الرابع: سيف الحقّ، وسؤال: (لماذا لا أرعوي؟)
ــــــــــــــــــــ
البارحة عندما وصلت لمطعم وكافتيرا العصافيري الشهير، الناجي الوحيد من بين ثمانية مطاعم ومسابح أزيلت جميعها عن الوجود بعد توسيع مرفأ اللاذقية في أول الثمانينات، على الكورنيش الغربي للمدينة، للقاء أحد الأصدقاء الدمشقيين، الساعة الواحدة ظهراً إلاّ دقائق، رأيت على مبعدة أمتار من المدخل، مشهداً سينمائياً عنيفاً، أو حلقة من برنامج الكاميرا الخفية من العيار الثقيل، ولكنه كان حقيقة هذه المرة: شاب ينهال بعصا قصيرة ذات كتلة سوداء في نهايتها، أشبه بهراوة شرطة، على رأس وظهر شاب آخر لا يفعل شيئاً سوى أنه يتكور ويغطي رأسه بيديه، وبجانبه شابان لا يفعلان شيئاً بدورهما لمنع استمرار الضرب... مَن؟ ولماذا؟ وهل؟ وكيف؟... لم أعرف، لكن الشاب الضارب ذا اللحية الخفيفة، بعد أن أشبع الشاب المضروب ضرباً، أتجه إلى سيارة أجرة تقف بعيدة بشكل ملحوظ عن حافة الرصيف الأيمن للشارع، وبالكاد تسمح للسيارات القادمة من جهة نادي الضباط بالمرور، وفتح الباب من جهة السائق للحظة ثم عاد ومازال يحمل العصا، صارخاً هذه المرة: (شو اسمك ولا.. شو اسمك ولا..) لم أسمع بماذا أجابه الشاب، وقبل أن أصل إليهم، عاد السائق لسيارته وأقلع بها، وكان يغطي نافذتها الخلفية كاملة، كما سيارات أجرة وخاصة ورسمية كثيرة في اللاذقية، صورة ملونة لسماحة السيد حسن نصر الله و... وقد كتب عليها بخطّ فارسي جميل: سيوف الحقّ! تشبه السين في أوله نصل سيف حقيقي. ولكن أيّ سماحةٍ كان المشهد؟ وأيّ سيف حقّ كانت العصا؟ لا أدري. مع احترامي وتقديري الشديدين يا سماحة السيد، طبعاً لا يمكن لي أن أحمِّلك ولا أن أحمَّل صورتك أدنى مسؤولية في ما حصل أمامي وهو يحصل دائماً في سوريا، وربما أيضاً في بلاد أخرى، لا تشبه سوريا في شيء سوى أن سائقي سيارت الأجرة فيها يحتفظون بهراوات تحت مقاعدهم، ويحبون إلصاق صور سيوف الحق على النوافذ الخلفية لسياراتهم! وربما يوماً أكون أحد بطلي هذا المشهد، وتعرفون بالتأكيد أيهما، إذا استمر الشحن والتحريض ضد كلِّ من راح يصدق أن من حقه، ومن واجبه، أن يبدي رأياً ما، أو يحدد موقفاً ما، في هذه القضية أو تلك. ولكني هل أنا من جديد أتكلم في السياسية، لا.. هذا لا علاقة له بالسياسة. إنه أفكار تحت السياسة وفوق السياسة، كما تذم وتمدح كتاباتي وآرائي، دفعني إليها ذلك السؤال الملحاح: (لماذا لا أرعوي؟).



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلالات الغزاة
- ردود وتعليقات على رسالة تعزية /11/ مثقفاً سورياً لغسان تويني ...
- رسالة إلى غسان تويني: ليس لنهر الحرية أن يجف
- الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل
- رجل أقوال: (أنام كالشعراء وألتقط الوقت)!؟
- محمد دريوس:( عندما يكون الشاعر حقيقة لا تحتاج لبرهان)؟
- سوريا في خطر ( 2 من 2) بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين ا ...
- ملف : سوريا في خطر ( 1 من 2)!؟
- السؤال الأعمى : لماذا لم يساعدوه!؟
- آتية من المرارات : هالا محمد من ( ليس للروح ذاكرة ) إلى ( هذ ...
- كمطعون يكتب اسم قاتله بدمه
- السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية ( الأبدية ) !!!ـ
- بيت البلِّة ( 3 من 3 ) ـ
- بالإذن من أخي اللبناني: مزارع شبعا سورية
- بيت البلِّة ( 2 من 3 ) ـ
- بيت البلِّة ( 1 من 2 ) ـ
- أنا منذر مصري لأنَّي لستُ شخصاً آخر
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته :2 من 2
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته : 1 من 2
- ممدوح عدوان... عندما أصابه الموت لم يضع يده على جرحه.


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر مصري - أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟