أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منذر مصري - الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل















المزيد.....

الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:09
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كأن الألم هو وحده ما يأخذ بقبضته الشاعرات السوريات، المعروفات منهن والمهمشات. كأن جرحاً غائراً يمتدُّ على طول أجسادهن وأرواحهن جميعاً، جرحاً في النوم، وربما أحياناً، في الموت، الموت الباكر، يندمل. كما حصل مع سنية صالح (حبر الإعدام) ودعد حداد (تصحيح خطأ الموت). أما مرام مصري فهي من كتبت في (كرزة حمراء على بلاط أبيض): (حضنت جذعك. هززته ألماً، فانهمرت قطرات نداك على جُرحي) وبتعبير أكثر قسوة، للحد الذي قد يجد فيه البعض قدراً من المبالغة، إلا أنه، أنا الذي أعرف مرام جيداً، ليس!: (الأفعى ستموت عندما ستلسعني. ستذوق ألمي)
لن يكون كل همي في القصائد التالية إثبات هذا الحكم على نتاج الشاعرات السوريات اللواتي تتضمنهن هذه المختارات، ذلك أنها لم تكتب بالأصل لغاية كهذه أو لأية غاية محددة أخرى. فهي لا أكثر من قصائد كتبت بالمشاركة بين شعرهن وبيني. المشاركة التي تمت دائماً بغيابهن، ولكن بحضور مجموعاتهن الشعرية، أو قصائدهن إن لم يكن لديهن مجموعات بعد! هي تجربة، قراءة الشعر بالشعر، نتج عنهاكتابة مجموعة شعرية كاملة (دعوة عامة لشخص واحد) تأليف منذر مصري وشركاه. لم يسبق لي أن خضت في تجربتي الشعرية مثيلاً لها، ليس فقط الكتابة بأساليب الآخرين وأدواتهم، بل بكلماتهم ومواضيعهم وأحاسيسهم. أما بالنسبة للشعر العربي، فأعتقد أنه بات، ومنذ عقدين من السنين، من الركود للحدِّ الذي لا أثر لشيءٍ يموج على صفحته، ولا لشيء يغضّن جبينه.
ــــــــــ
1- ليسَ من دلالةِ بهجةٍ صريحة
(ندى منزلجي – منذر مصري)
*

جاءت ولم يتبعها اسمٌ
تصِفُ لنا شوائبَ الوقت.
/
بأنهُ ليسَ من دلالةٍ صريحة
على أنَّ بَهجةً ستحُطُّ على أشجارِ عُريها
حيث نبتَ لها نَهدان
فأربكت وارتبكت.
/
تُديرُ المروحةَ آملةً أن يُبدِّدَ
هواؤها القوي
الأفكارَ الرابضةَ في رأسِها.
/
فقط لأنها مستعدَّةٌ دائماً
لأن ترمي ما تحملُهُ بيديها وتفتحَ الباب
ظنَّوها في متناولِ اليد.
/
ماذا يخسرُ الرب
لو رشَّ بعضَ غِبطتِهِ
فوق حَساءِ الحَصى
الذي ذابت فيهِ
روحُها..
ــــــــ مجموعة: (قديد فلٍّ للعشاء) دار المدى

2- رتِّل معي: أنا ربيعٌ ميِّت
(إيمان إبراهيم– منذر مصري)
*

رتِّل معي
أنا ربيعٌ ميِّت
ينتقِل بِخفّةٍ إلى... خريف.
/
أنا كوكبٌ يجرُّ الخيبةَ
من نهارٍ إلى مساءٍ
يُشبِهُ صوتكَ.
/
رتِّل معي:
حواسِّيَ ضارةٌ بدونِك.
/
سأُعرِّي لكَ بُرتقالة
فيدُكَ الجاحدةُ لا تخلو من
ماءِ الورد..
ــــــــ مجموعة: (نافذة حمار الوحش) قيد الطبع- وزارة الثقافة السورية

3- النِّسيانُ يدِلُّني على بيتِه
(رلا حسن– منذر مصري)
*

تدِلِّينَ الزرازيرَ على أشجارِ قميصِه
ثمّ توقظينها
زِرّاً
زِرّاً.
/
يهطِلُ صمتٌ طويلٌ على البلاط
فتنبتُ الأعشابُ
في شقوقِه.
/
يعبركِ كإعلانٍ قديم.
/
وبدورهِ النِّسيانُ يدلُّكِ على بيتهِ
باتِّجاهٍ آخر
ما كنتِ تعرفينهُ من قبل..
ــــــــ مجموعة: (شتاءات قصيرة) وزارة الثقافة السورية

4- سفينةٌ بلا ذنْب
(سوسن سلامة– منذر مصري)
*

لأنَّ حبَّهم امتلاكُ لحنٍ مؤقَّت.
/
لأنهم عتَّموا روحَكِ
في خمسَ عشرةَ زاوية
داخلَ صندوقِ أمُّكِ المصدَّف.
/
لأنهم عندما حزِنوا عليكِ
كادت دموعُهم تملأُ البئر السحيقة
التي لا تحيينَ ولا تموتينَ فيها.
/
أبحرتِ منكَّسةَ الراية
كسفينةٍ بلا ذنْب..
ــــــــ قصائد متفرقة

5 عدالةُ الفكرة
(هالا محمد– منذر مصري)
*

أن تقفَ الحقيقةُ ثابتةً
بناءً على طلبِكِ
وأنتِ مَن يبتعد.
/
تُحبَّينهُ كما أنتِ
وكنافذةٍ ألِفت عِشرةَ الجدران
ما اعتدتِّهِ صرتِهِ
وصارتِ الألوانُ بالنسبةِ لكِ
قضاءً وقدَراً.
/
عدالةُ فكرةِ أن تنتصري في النهايةِ
فتنصبينَ علمَكِ على رابيةٍ جرداءٍ بعيدة
لم تكن بحاجةٍ
لتحرير..
ــــــــ مجموعة: (قليل من الحياة) الريس للكتب - بيروت

6- إعادةُ الفوضى إلى مكانِها
(هنادي زرقة– منذر مصري)
*

أن تصلَهُ زهورُكِ متأخِّرةً
أفضلُ لهُ
ذلكَ يُعطيهِ الفُرصةَ ليتعلَّمَ
تهجئةَ الفراغ.
/
من لهُ فمٌ يتعثَّرُ بالقُبل.
/
خلفَ كلِّ نافذةٍ ينتظرُكِ
متضرِّعاً لكِ: (تعالي)
لتعيدي الفوضى إلى مكانِها.
/
دعيهِ يبكي
سيجِفُّ بعدَ قليل
في ضوءِ المصباح..
ــــــــ مجموعة: (إعادة الفوضى إلى مكانها)قيد الطبع- وزارة الثقافة السورية

7- بابٌ مغلقٌ يُفتحُ على بابٍ مغلق
(ميساء علي– منذر مصري)
*

في أن تصلي مبكرةً نصفَ ساعة
أو متأخِّرةً نصفَ ساعة.
/
في أن تُصغي بكافَّةِ حواسِّكِ
كي لا يفوتكِ سماعَ نأمة
أو أن تتلفَّتي مراراً إلى حيثُ
تتوقَّعينَ رؤيةَ وميض
وأنتِ تتلهينَ بأيِّ شيءٍ
تُقلِّبينهُ بأصابعِكِ
يُصدرُ جلبةً في الدِّرج.
/
في أن تحلُمي أنَّ حمامةً فضِّية
انتقتكِ من بينِ حشدٍ
وحطَّت على كتفِكِ
أو تحلُمي أنكِ
طلباً للنجاة
تحاولين فتحَ بابٍ موصد
يفتحُ في اللحظةِ الأخيرة
على بابٍ موصد.
/
لا يوجدُ فرق..
ــــــــ قصائد متفرقة

8- العنكبوتُ في الكادرِ الثابت
(سعاد الخطيب– منذر مصري)
*

كُحلٌ على العين
يحكُمُهُ هلالٌ بجحوظٍ طفيف.
/
كنبيذٍ مطمور
كفراشةٍ جاحدة
كحجلٍ في قميصِ ترابِهِ.
/
في غُبطتِه
وحشٌ بلا أُنثاهُ يطؤكِ.
/
العنكبوتُ في الكادرِ الثابت
سيِّدُ عُزلتِهِ
يُخرِّمُ الفراغ..
ــــــــ مجموعة: (مكاحل) طبعة خاصة

9- هلا منحتَني سُلالة
(ميّاسة دع– منذر مصري)
*

هواءٌ... تمسحينهُ عن عينيهِ
لتُبصري حضورَهُ... خالياً.
/
وخشيةَ أن تُهدري أكثرَ مِمَّا
أعطاكِ من غيابِه
تجمعينهُ كأصابعَ منفرطةٍ
من يد.
/
تتوسَّلينهِ في المرآة:
(هلا منحتَني سُلالة)
وأنتِ تسقطينَ مع القطرةِ الباقية
من صوتِه..
ــــــــ مجموعة: (الصامت لدي) دار ألف

10- نعم هناكَ مُعجمٌ للبرد
(عبير ناعسة– منذر مصري)
*

ليسَ ثَمَّةَ ما يشبهُ الربيع
غيرُ الخريف
فلكلِّ شيءٍ رحيقُهُ
حتى لروحٍ ميِّتة.
/
وهناكَ أيضاً مُعجمٌ للبرد.
/
أصبحتِ الآن تعرِفينَ أنكِ إذا خُيَّرتِ
سوفَ لن تحجُمي عن تفضيلِكِ
باقةَ الفرح
حتى وإن علمتِ أن الأشواك
لا تذبل.
/
فقد أرادَ رؤيتَكِ
لا لشوقٍ ولا لرَغبة
فقط ليتأكدَ لهُ
أنَّ جُرحَكِ لم يلتئِم..
ــــــــ قصائد متفرقة

11- لن ينحت خاصرتي غيرُكَ
(منار شابوك– منذر مصري)
*

أنا سمكتُكَ
غطِّني بملحِكَ كي لا أبرد.
/
سأعضُّ بجَفنَي عينيَ اليمنى
شفتَكَ السُفلى
لأنهُ يروقني أن تضحكَ لأيِّ سبب
بالقدرِ الذي يروقكَ أن أبكي
لأيِّ سبب.
/
سأسمّيكَ اسماً آخر
سأسمّيكَ:(منذر) آخر.
/
لن ينحت خاصرتي
غيرُكَ..
ــــــــ قصائد متفرقة

12- ما تركَ الخريفُ لي سِرَّاً
(لينا الطِّيبي– منذر مصري)
*

الستائرُ المنكشفةُ ليلَ نهار
تهلكُ الصورَ في شرائطِها.
/
عندما تقولينَ: أنا لا تعنيينَ: أنا
بل الحائكة العمياء
تنسِجُ ما تهتدي إلى طرفِه
بصوتِ اللمس.
/
لا بُدَّ من نسيانٍ يرهقُ نسيانَكِ
فتتلهينَ عن الوقت
الذي ما عادَ يَمرُّ
لكي تدورَ عقاربُ الساعةِ
في مكانِها..
ــــــــ مجموعة (أهزّ الحياة) دار المدى

13- يسمِّيكِ الصيفَ في أوَّلِه
(رشا عمران- منذر مصري)
*

حين قبلتِ أن تسمِّيهُ ما يشاء
ويسمِّيكِ (الصيفَ في أوَّلِه).
/
هوَ وغِطاءُ السرير
بلا طائل
يبحثان عنكِ.
/
ثم حينَ مضى
تركَ بعضَ الزيتِ في المِصباح
لتري مَن سيأتي بعده
...
عن أيِّ شيءٍ يعتذر.
/
لمَ لا يمضي كاملاً كالموتِ
كاشفاً بوضوحٍ
عن
معدنِهِ الحقيقي..
ــــ مجموعة: (ظلك الممتد إلى أقصى حنيني) دار الينابيع

14- جرحٌ في النومِ يندمل
(تهامة الجندي- منذر مصري)
*

تعالَ
وكأنهُ مازالَ بي متَّسعٌ
للحزن.
/
ماذا تحسَبُني أفعل
بين جدرانٍ زيَّنتُها
بما التقطناهُ من صور
...
ليس بينها واحدةٌ
لا يظهرُ فيها
طرفٌ منكَ.
/
هناكَ جرحٌ على جبيني
في النومِ
يندمل..
ــــ مجموعة: (لا توقظ الحنين) دار الينابيع



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل أقوال: (أنام كالشعراء وألتقط الوقت)!؟
- محمد دريوس:( عندما يكون الشاعر حقيقة لا تحتاج لبرهان)؟
- سوريا في خطر ( 2 من 2) بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين ا ...
- ملف : سوريا في خطر ( 1 من 2)!؟
- السؤال الأعمى : لماذا لم يساعدوه!؟
- آتية من المرارات : هالا محمد من ( ليس للروح ذاكرة ) إلى ( هذ ...
- كمطعون يكتب اسم قاتله بدمه
- السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية ( الأبدية ) !!!ـ
- بيت البلِّة ( 3 من 3 ) ـ
- بالإذن من أخي اللبناني: مزارع شبعا سورية
- بيت البلِّة ( 2 من 3 ) ـ
- بيت البلِّة ( 1 من 2 ) ـ
- أنا منذر مصري لأنَّي لستُ شخصاً آخر
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته :2 من 2
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته : 1 من 2
- ممدوح عدوان... عندما أصابه الموت لم يضع يده على جرحه.
- مزهرية على هيئة قبضة يد ) في قبضة شاعر مصري شاب )
- هل /13000/ أو/ 17000/ جندي سوري يكفي لاحتلال لبنان .... علام ...
- ـ ( الشاي ليس بطيئاً ): 8 والأخير - أَجري خَلفَ كُلِّ شَيءٍ ...
- ـ ( الشاي ليس بطيئاً ) -7 : خرائط للعميان


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منذر مصري - الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل