أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - رحيل فؤاد قاعود .. موال الرفض والحرية














المزيد.....

رحيل فؤاد قاعود .. موال الرفض والحرية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


ودعت مصر– من جامع عمر مكرم – في 18 يناير واحدا من أكبر شعرائها ، هو الراحل فؤاد قاعود الذي ولد عام 1936 ، وأثرى شعر العامية المصرية مع الجيل اللاحق على بيرم التونسي ( 1893 – 1961) الذي كان في مقدمته فؤاد حداد ، ثم صلاح جاهين ، وسيد حجاب ، والأبنودي ، وأحمد نجم ، وغيرهم . وقد نشأ فؤاد قاعود عاملا بورش الاسكندرية ومصانعها الصغيرة ومطابعها ، وبرز بين زجالي الإسكندرية عام 1952 وهو شاب في السادسة عشرة من عمره . انتقل قاعود للقاهرة لقضاء فترة التجنيد ، وتعرف إلي صلاح جاهين ، فقدمه إلي قراء مجلة صباح الخير عام 1960 ، وأخذت قصائده تظهر فيها لتلفت الأنظار إلي شاعر قوي ، له أسلوبه الخاص ، ورؤيته التي لم تفارق هموم الناس . وعين فؤاد قاعود محررا في مجلة صباح الخير عام 1963 ، لكنه فضل العزلة ، وآمن بأن الشعر هو ما تتم كتابته بعيدا عن الضوضاء والأضواء . كانت القصيدة عن فؤاد قاعود تنهل من تراث العامية السابق عند بيرم التونسي ، وفؤاد حداد، وتستشرف آفاق الشعر الحديث ، في وحدة حارة ، ومشتعلة برفض الواقع القبيح بكل مظاهره ، والطموح لعالم آخر أجمل . نشرت أعمال قاعود الكاملة لأول مرة فقط منذ نحو أربع سنوات ، أي في عام 2002 . له عدة دواوين معروفة مثل :
1- الاعتراض – دار العالم الجديد - 1977
2- - المواويل – كراسات الفكر المعاصر 1978
3- الخروج من الظل. مكتبة مدبولي 1997
4 - الصدمة – مدبولي 1977
5- ضمبر المتكلم – الأحمدي للنشر 2002 ،
وكان الشاعر الراحل أحد الذين ساهموا في خلق تجربة الشيخ إمام عيسى ، ومن أهم الأغنيات التي كتبها له " أحزان قرد " .
قدم الناقد الكبير فاروق عبد القادر ديوان " المواويل " لقاعود قائلا :
" الحقيقة التي يجب قولها هنا ، ودون تردد ، هي أن الشاعر لم يفقد الأمل أبدا في أن تشرق يوما الشمس التي توزع الدفء والضوء على الجميع ، وهذا ما يرجح عندي القول بأن هذا القهر ليس كونيا ، لكنه قهر موضوعي مرتبط بعوامل محددة في الواقع الاقتصادي – السياسي – الاجتماعي ، قهر لا يتعالى على قدرة الإنسان على الفعل والتغيير .. إن ملامح العالم الشعري لفؤاد قاعود تتحدد أكثر فأكثر على ضوء هذه البلورات الصغيرة ، هذه الفرائد ، حين انتظمها خيط واحد هو الذي ينتظم إبداع الشاعر على العموم : القهر ، والرفض ، والتماس سبل الخلاص .. أشعار قاعود إذن هي ثمرة ناضجة من شعر العامية المصرية ، لشاعر آثر أن يعتزل ضجيج السوق ، فوقف بعيدا ، لا يحول شئ بينه وبين أن يقول كلمته ، مؤمنا بأن لا شئ يأتي ويذهب دون أثر " .
ومن أجمل مواويل فؤاد قاعود :
" داريت بكوخي رضوخي للسنين البور
وخلقت ويا المكان لغوة لسان وشعـور
وجعلت بالفكر مرتع بكر في المنظور
وصنعت والبدر غافي كل أطيافي
ولا كانش رغم انصرافي سمتكم خافي
أرسل شريط الرؤى في وحده موصوله
وتو ما اتفك مني يد مغلوله
أقطع بمقطع بيسطع من حروفه النور "

***
لو غيتك شهرتك اعمل لها طبال
صوت الكفوف ع الدفوف يدوش لكين قتال
والشهره مهره حويطة تقلب المختال
تجمح وترمح وتقزح باللي راكبها
يا يطب للديل يا يطلع فوق مناكبها
تعاند اللي ركبها والغرور ساقه
وتصاحب اللي يلجمها بأخلاقه
والحر لجل الحقيقة يركب الأهوال !

***
جسدت قرع الطبول من همسة الأسياد
ونفذت للودن عنوة واقتحام وعناد
وانت برغم اللجاجة خلقة الحداد
يسير خلالك جميع ما يصدره مولاك
لا الكهربا تتكسف ولا تستحي الأسلاك
تجئر وتنهر وتجويفك فراغ وهباء
ولما زادت بفضلك قوة الضوضاء
تم اعتمادك لأعصاب البشر جلاد !

***
رحل في صمت الشاعر الذي قال : " والحر لأجل الحقيقة يركب الأهوال " !




#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوائز الأدبية وكرامة الكاتب
- اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى
- بروزاك .. صديق المبدعين
- ألفريد فرج .. في وداع الخيال
- الوجه الآخر لفوز الإخوان في مصر
- يوميات جندي أمريكي في العراق
- من أين يأتي الحزن ؟
- أقباط مصر .. هل يريدون الكثير ؟
- أحداث باريس وكلمات ألبير كامي
- الثقافة والطائرات
- المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية
- اللحظة الحرجة
- علاء الأسواني وروايته التي أثارت ضجة
- هي وأخواتها علماء العراق
- الرواية اليوم
- الانهيار الاقتصادي عصر مبارك
- الثورة مع الاستعمار
- فاجعة مسرح بني سويف
- نجم .. من الذاكرة !
- جغرافيا الفكر والثقافة


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - رحيل فؤاد قاعود .. موال الرفض والحرية