أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - الساعة تتقدم الى الامام حتما ..( نقد)














المزيد.....

الساعة تتقدم الى الامام حتما ..( نقد)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


الساعة تتقدم الى الأمام حتما..(نقد)..
سلام كاظم فرج
توكيدا لرؤية سابقة وتعزيزا لوجهة نظري حول قصيدة النثر بشكل عام أقدم قراءة نقدية متواضعة لنص بسيط كتبته قبل أعوام يدعي الانتماء لقصيدة النثر التي قلنا عنها في مناسبات عديدة انها (قصيدة النثر) ليست من الشعر بشيء. وقولنا هذا يعني انها لا تنتمي الى ما يعرف بالشعر الغنائي الذي ينتمي اليه جل شعر العرب..فالغزل والرثاء والفخر والهجاء والمديح أغراض شعرية تنهل من الغنائية حتما .. بل حتى الشعر الفلسفي عند المعري وغيره لم تألفه الاسماع لولا تلك الغنائية المحببة التي تبدأ بها مطالع القصائد وتنتهي بها..
في النص الموسوم (كن نابح ليل )..خطاب موجه في ظاهره لشخصين معروفين الشاعر الأميركي فرلنغيتي ومترجم نصوصه الشاعر العراقي صباح محسن الجاسم.. لكنه في حقيقته محاولة من السارد (سلام كاظم) لتعزيز رؤية نقدية يتبناها حول قصيدة النثر تتلخص ان قصيدة النثر تحتاج دوما الى قواميس متعددة .. في الفلسفة والسياسة والتأريخ وربما في الجغرافية أيضا... حيث يبقى النص متعذرا دون وجود تلك القواميس.. فقصيدة النثر قصيدة فكر لا قصيدة وجدان.. فإن نجحت ان تكون وجدانية أيضا استحقت الاهتمام والانتماء الى هذا الجنس الصعب المجتنى ..وان لم تنجح يكفيها ما تحمل من فكر حسب قيمته وراهنيته وجدته/ من اجل ذلك كنا نؤكد على حقيقة ان الوجدانية في الشعر العربي تتحملها قصائد التفعيلة فحسب واية محاولة لحشر الغنائية فيها والإقتصار عليها.. دليل ضعف أكيد وقلة حيلة حيث لا مجال عندها للحديث عن الشعر او غيره..
قصيدة النثر تعني ان ثمة شيء جديد على صعيد الأفكار لا العواطف .. العواطف سبيلها الغنائية التي تحتويها قصائد التفعيلة . اما قصائد النثر فمنذ وجدت وتأسست وذاع صيتها سبيلها الفكر.. من اجل ذلك قد تحتاج الى قواميس متعددة وغنية من اجل فك شفراتها..
والغموض الذي يكتنفها أحيانا مبرر ان لم يكن مفتعلا ..
(يقول فرلنغيتي نقلا عن صباح الجاسم
كن نابح ليل بوجه الظلمة
كن نابح ليل
وأقول لفرلنغيتي والجاسم
هل بقي حيل؟
ولماذا اتعب قلبي مادام الفجر سيأتي
نبح الكلب. ام قضى الليل يضاجع انثاه
او يسمع موسيقى الباه
والتانغو في بار القرية؟)*
في المقطع خطاب إنكاري ظاهري للشاعر الأميركي ومترجم قصائده العراقي.. ثمة رفض صارم لدعوتهما للنضال.. ومواجهة الظلام والظلمة.. والفساد بكل أشكاله .. فالنضال ثمنه باهض أقله الحرمان من متعة الجنس والشراب والموسيقى.. وهي متع لا تحلو الا في الليل الرأسمالي .. حيث الحرية تتيح مثل تلك المتع البريئة..ومن غير المنطق بل من الظلم ان نطلب من جرو مسكين ( الانسان المعاصر في مجتمع رأسمالي معاصر ) ان يقضي الليل في النباح..
من خلال هذه المشاكسة الطريفة ثمة احتجاج رغم الاعجاب بفكرة النباح بوجه الظالمين.. ان الرأسمالية المعاصرة تحمل من المتع المغرية تجعلها مختلفة كثيرا عن الرأسمالية التي دعا ماركس الى النباح في وجهها وتهشيمها. وكما اعرف ان الشاعر صاحب مقولة كن نابح ليل قريب من الماركسية واليساريين بل هو منهم..
كلا الاحتجاج والممانعة في تبني الفكرة.. لا تعنيان ابدا . تقاطع السارد(سلام كاظم).. معها تقاطعا تاما..بل هو يطرح وجهة نظر مغايرة.. تتيح إضاءة فعالة للفكرة الاصلية (فكرة النباح بوجه الظلام)..وبالتأكيد ان السارد لم يقل ان النباح دونكيشوتي.. ولم يخطر بباله .. لكنه قال انه نباح باهض التكاليف..
(ولست أدري ياجاسم
هل أن القوة مفارقة لهذا العالم
ام مندغمة فيه
ام هي سابقة
ام انت تراها مسبوقة
والطوطم هل هو كامن فينا
ام ان رع
راعه ان يرانا
انعاما
فابتكر ادريس الابرة؟) وابتكر الخيط؟..
ثمة علاقة جوهرية بين مفردات هذا المقطع ومفردات المقطع السابق في النص. رغم بساطة الأول وغموض الثاني.ز فالمقطع الثاني يحتاج الى قاموس يفك إشكالات المفردات.. القوة / السبق /الاندغام/ رع/ ادريس/.. مفردات تحتاج الى شرح.. وتحتاج الى قاريء مطلع وخبير.. القوة الحكيمة الخالقة.. علة الوجود شغلت ابن رشد والغزالي في كتابيهما تهافت الفلاسفة للغزالي . وتهافت التهافت, لابن رشد.. الساعة التي تتقدم حتما.. أزلية الكون ولا نهائيته.. فترة الترك التي سبقت خلق الكون من قبل الخالق.. كم عدد ساعاتها؟؟ ولم اختار الخالق ذلك التوقيت الجبار؟؟ وما بسمى بالانفجار العظيم.. هل هو فعلا البداية وما اكتنف المسيرة من ظلم وعدل. حين تخلق الانسان .. وتعلم الأسماء.. ومن بينها الطوطم.. حيث البحث المضني عن معنى الوجود. والبحث في أسباب السموات والأرض.. عبادة الطوطم انتهت بإقتراح رع عند المصريين.. وانليل عند العراقيين.. ورع تعني الاله.. وهنا يسأل السارد.. عن بدايات اختراع الملابس. وكم احتاج الانسان من النباح لكي يصل الى نطق اول مفردة وأول جملة..وكم استغرق وقت تعطف الاله فأوحى الى نبيه ادريس عليه السلام لكي يبتكر الابرة والخيط ليخيط اول ثوب للإنسان.. لا شك انها مسيرة طوية تستنزف كل حول.. فالقضية إذا ليست (حيل السارد سلام الذي استنزفه النضال) بل حيل البشرية التي استزفتها الحروب والاستغلال والكوارث..؟؟
فترة ادريس النبي لم تكن بحثا في الموت.. بل بحثا في الحياة.. لم تكن دموية .. ولأنها فترة. عنت فيما تعنيه ان الساعة تتقدم حتما. وان الزمن لا يمكن ان يتوقف..وان مرت البشرية في عصور حالكة السواد . وان تخلل مسيرتها الظلم والدم والجهل. فتلك طبيعة الحركة التي اقترحتها القوة السابقة لوجودنا اعني القوة العاقلة الحكيمة التي اقترحت العدل الذي لا يمكن تذوق طعمه اللذيذ دون تلك المرارة التي امتلأت بها صحف التأريخ..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعوضة في حساء حسن العلوي
- كن نابح ليل... قصيدة..
- ذوو الرؤوس السود (تهويمات سلامية في وقته الضائع )
- مخبرون.....(قصة قصيرة)
- ماوصلك من الحقيقة...
- دلالات إسم العلم في روايات نجيب محفوظ ( القسم الثاني)
- هل كان نجيب محفوظ ملحدا أم متأملا ؟
- عن المرحلة (نثر مركز)
- هل الاسلام ضعيف فلا يتحمل مشاكسات الفكر ؟
- عن شجرتي ( نثر مركز )
- أحلام مضاعة ( نثر مركز )
- النقد والنقد الذاتي في الفكر الاسلامي المعاصر
- لستَ نبيا (رد على مقالة الدكتور سامي الذيب )
- عن التناص في الأدب العربي
- قصيدتك..
- قصائد مجنونة من دفتر مهجور
- عن الله .... كل الحقوق محفوظة
- جمعة اللامي ..رائد النصوص المفتوحة في الأدب العربي المعاصر
- أشتغل على الصمت
- ليس لي سوى الذكريات


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - الساعة تتقدم الى الامام حتما ..( نقد)