أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - أنا هيتي؛ فلا تخافوا














المزيد.....

أنا هيتي؛ فلا تخافوا


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما طلب مني الخيرون من أبناء مدينة هيت بعد عودتي اليها في 8 / 11 / 2016 العمل معهم لوضع وثيقة عهد للتعامل مع العوائل التي انتسب أبناؤها الى تنظيم داعش الإرهابي كتبتُ الوثيقة الموسومة بـ (وثيقة عهد أهل هيت) معتمدا في صياغتها وروحها على وثيقة أهل الأنبار التي وقع عليها محافظ الأنبار أمام الملأ وبحضور رئيس مجلس النواب وعدد من نواب وشيوخ ووجهاء المحافظة.
-
لقد ضمت اللجنة التحضيرية التي أعدت مسودة الوثيقة شخصيات هيتية معروفة بانتماءاتها العشائرية والفكرية تخلت عنها من أجل حماية مدينتهم؛ فكان فيها من يحسب على هذا الفكر أو ذلك التوجه ولكن الولاء كان هيتيا خالصا، فلم يكن إسلاميا ولا بعثيا ولا شيوعيا ولا قوميا، ولا عشائريا ولا طائفيا.
-
كُتبتْ الوثيقة واستُحصلت موافقة السلطات الإدارية والعسكرية والأمنية على إقامة ندوة لمناقشة الوثيقة وإقرارها. وعقدت الندوة يوم 25 / 11 / 2016بحضور جماهيري كبير. وبعد المناقشة المستفيضة لبنود الوثيقة أقرت بروح ديمقراطية لم تشهد لها مدن العراق مثيلا. واستنادا الى أحد بنود الوثيقة تم انتخاب لجنة التنفيذ من خمسة عشر عضوا بالاقتراع الحر المباشر بعد أن قدم كل راغب بعضوية اللجنة نفسه أمام الحاضرين.
-
لم أكن راغبا بالعمل في اللجنة، لهذا لم أرشح نفسي، وتمنيت لو أن الأمر ينتهي عند هذا الحد لولا أن أحد الأخوة الحاضرين نبَهَ الجميع الى ضرورة التصويت عليّ لأكون عضوا في اللجنة وكانت النتيجة تصويت جميع الحاضرين ليس لعضوية اللجنة بل لرئاستها. وأمام هذه الإرادة الهيتية لم يكن لي بدٌ سوى الخضوع لإرادة المجموع. لقد انتخبني الحاضرون لشخصي، لا لنسبي، ولا لانتمائي.
-
ولم تكن غايتنا من كل الذي حصل سوى خدمة مدينتنا وأهلها من أجل استقرار الأمن وتوطيد السلم المجتمعي بما يبعد المدينة عن روح الثأر والانتقام دون النظر الى أية اعتبارات أخرى، وقد تم العمل على وفق بنود الوثيقة بعد أن أقسم جميع الأعضاء على عدم ظلم أحد وعلى عدم التفريط بحق أحد من أبناء المدينة.
-
وحين قال البعض:(هيت ما بيها زلم وما تصير الها جاره) تصديت مع أخوتي في اللجنة لنثبت لهذا النفر أن في هيت رجالا تستطيع التحدي والتصدي، فكان ما كان وما زلنا على العهد باقين. ولكن ما يَحزُّ في النفس أن نفراً ممن يريدون هدم ما بنيناه ومن المؤيدين بأفكارهم لماض ٍ لن يعود، ومن أنصاف الرجال غير الواثقين بأنفسهم روجوا وما زالوا يروجون أن اللجنة يسودها الفكر الشيوعي وأن الشيوعيين هم يحكمون هيت اليوم لأنني رئيسها.
-
أقول لهذا النفر ولغيره: افتخر انني كنت في يوم من الأيام شيوعيا، وأفتخر بأن أبني اليوم عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. كما افتخر باعتبار عائلتنا كلها شيوعية. نعم نفتخر بهذا كله لأننا – كماهم الشيوعيون- لم نقتل ولم نسرق ولم نرتشي، ولم نتخاذل، ولم نسكت عن الباطل، ولم ينتمِ أي منا لأية منظمة إرهابية. ونفتخر بأننا رفعنا اسم هيت في المحافل الداخلية والخارجية حاملين هيت في قلوبنا متخذين من اسمها لقبا.
-
وأقول لمن لا يعرفني: أنا ابن مواطن كردي من عشيرة خوشناو المعروفة. جاء ابي إلى هيت ليلتحق بأخواله الثلاثة الذين هم من عشيرة (شوان) الكردية؛ فتزوج أمي عمشه حسين، ومات وعمري ثلاثة أشهر، فتولى تربيتي خالي محي حسين الكردي وجدتي حسنة التي كانت تعمل موظفة خدمات(فراشة) في مدرسة خديجة الكبرى للبنات، وبعد أن توفيت وبطلب من المرحومة الست عفيفة تم تعيين أمي (فراشة)عوضا عنها لتعيل خمس بنات وأربعة أولاد. ولمن أمه أو جدته بقدر عمري أن يسألها عن (جده عمشه).
-
فأنا ابن عائلة فقيرة كادحة، لم يكن أبي تاجرا ولا اقطاعيا، ولم يكن شيخ عشيرة أو رجل دين، ولا مختار محلة، ولست سليل عشيرة كبيرة لأفتخر بها وانتخي (أنا أخو...)، ولكني كنت وما زلت افتخر بعشيرة هي أكبر من كل العشائر وأعرقها تاريخا وشرفا وأصالة، وشرفتني بأن اتخذ من أسمها لقبا:
-
أنا الهيتي إبن الشمس ما ولدت
حواء توأمه من بعــد أن ولدا
-
عملت وما زلت أعمل من أجل هيت وأهلها الطيبين ولم تمنعني التهديدات التي وردتني من هذا الطرف وتلك الجهة، ولا الافتراءات والاتهامات التي ينشرها زيد وعمر، فلست في مركز من مراكز المسؤولية لأخاف من اتهامي بالفساد كي يقيلوني من المنصب. ولست طامحا للعمل في صفوف أي تنظيم سياسي أيا كانت أهدافه وشعاراته. ولن أشارك في أية انتخابات قادمة، ولن أؤييد أي طرف من أطرافها رغم كثرة الداعين لي للانتماء الى هذا التجمع وذلك الحزب وتلك الكتلة، لأنني على قناعة تامة بأن العملية السياسية في العراق عملية مشوهة وغير نزيهة وأن غاية الساعيين للمشاركة فيها هي تحقيق مصالح ذاتية لا مصالح عامة.
-
وأقول لمن يسعى اليوم للخوض في غمار العملية السياسية طامحا بالسلطة والمنصب أنني لا أسعى الى ذلك أبدا. لأنني غير مؤمن بها إطلاقا، فضلا عن أنني سأفقد هيبتي واحترامي من أهل مدينتي لأنني لن أستطيع تحقيق ما يريدونه مني في ظل دولة ينخرها الفساد ويقودها الفاسدون. وأعلموا بأن اختياري كان لشخصي، لا لنسبي، ولا لانتمائي. فأنا هيتي فلا تخافوا..



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تتكرر التفجيرات
- أمل اليهود بالأباعر
- العدلَ العدلَ يا وزير العدل
- إجراءات تعويض الجرحى والمصابين
- إجراءات تعويض ذوي المفقود أو المختطف -
- إجراءات تعويض ذوي الشهداء
- إجراءات تعويض المتضررين (الدور السكنية)
- سؤال في السياسة
- من أجل هيت
- علم من مدينتي، بديوي علي الرخت الهيتي
- قالها ابو الطيب
- مات الهيتي رسمي
- الأمن والأمان -
- وثيقة أهل هيت
- هنا هيت
- أمر حكومه يا نوفه
- هاي فرْحهْ وبعدْ فرْحهْ
- قريبا سنلتقي هناك
- يا هيتُ منزلُكِ العُلوْ
- علم من مدينتي- أحمد ردام محمد


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - أنا هيتي؛ فلا تخافوا