وثيقة أهل هيت

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 02:42
المحور: المجتمع المدني
    

بسم الله الرحمن الرحيم

(وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
-
صدق الله العظيم
-
(وثيقة عهد اهل هيت)

نحن أبناء مدينة هيت بكل أطيافهم وانتماءاتهم العشائرية والفكرية اتفقنا بعد التوكل على الله على بنود وفقرات وثيقة العهد هذه، ونعاهد الله، ونعاهد أهلنا كلهم بأن نصون العهد ونلتزم بتطبيق بنود الوثيقة دون تجاوز على الحقوق والحريات العامة التي كفلتها الشريعة وقررها القانون.

أولا: التعاريف
-
يقصد بالمصطلحات التالية التعريف المبين إزاء كل منها:
-
1.المدينة: مدينة هيت بحدودها البلدية.
2.الداعشي: هو كل من انتمى الى تنظيم داعش الإرهابي وقاتل في صفوفه، وكل من تعاون معه وناصره ووالاه ودعمه، ووفر له ملاذا آمنا، وروج لفكره.
3.العائلة: هم أصول الداعشي وفروعه وحواشيه الذين كانوا يسكنون معه في بيت واحد ويعلمون بانتمائه، وسكتوا عنه، ولم يتبرؤُوا منه ومن اعماله الإرهابية قبل احتلال المدينة وفي فترة احتلالها.
-
ثانيا: التوصيات
-
1.يكون القصاص من الدواعش على وفق القاعدة الشرعية والقانونية وهي (شخصية العقوبة)، وألا تتعدى العقوبة الى غير الجاني. وإن تفرض بحق كل من تثبت إدانته بجريمة إرهابية، فاعلا أصليا أو مُشاركا أو مُحرّضا أو داعما تحقيقا لقوله تعالى:(ولكم في القصِاص حياة يا أولي الألباب).
2.ألا ننسى الشهداء والجرحى الذين رَوَت دماؤهم أرضنا المحررة، وذلك بتكريم عوائلهم وذويهم، وتوفير فرص العمل لهم من خلال استغلال الدرجات التي كان يشغلها الدواعش في دوائر الدولة وبما يتفق مع تحصيلهم العلمي.
3.أن يتخلص كل منّا من عقدة الخوف في قول كلمة الحق، وأن يشهد بالصدق فيما رأى وسمع إحقاقا لقوله تعالى:(وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ). وأن ننسى عبارة (أنا معليه وأنا شعليه) وأن يتصدى الجميع لمروجي الفكر الداعشي ومتابعة نشاط التنظيم بما لا يسمح بتشكيل خلايا نائمة.
4.تعتمد بطاقة السكن الصادرة قبل احتلال المدينة من الدواعش الوثيقة الرسمية الرئيسة لتقرير من يحق له السكن في مركز المدينة في الوقت الحاضر ويستثنى من ذلك منتسبو القوات الأمنية وعناصر الحشد العشائري المستمرين في الخدمة لحماية المدينة، وأبناء المناطق غير المحررة، والمناطق غير المسموح بالعودة اليها في الوقت الحاضر، على أن يشملوا بهذا الشرط حال تحرير مناطقهم والسماح بعودتهم.
5.أن يتعاون الجميع من أجل كشف السُرّاق واللصوص. وأن يتفقوا على عدم شراء أية بضاعة مسروقة، وأن يتعاونوا مع الجهات المختصة لكشف (البائع السارق) وذلك بتشكيل قوة رادعة لهـم، ولكـل مـن يتجـاوز على الأمـن والنظام.
6.أن يكون دور الشيوخ والأئمة والخطباء والوجهاء في توعية الناس ضد أفكار (داعش) وخطر جماعات التطرف والإرهاب. وفي التوعية بأمور الدين وفي النصيحة والإرشاد والتحذير من كل ما هو مضر بالمجتمع. والا يتدخلوا في أمور السياسة والإدارة والحكم إلا بما يخدم المصلحة العامة.
7.أن ينظر الجميع إلى أن ما تحقق كان بفضل الله تعالى، ثم بعزم ودماء القوات المسلحة والحشد العشائري، فليس من حق أي شخص أو أي بيت كان أن ينسب النصر له. كما لا يحق لأية فئة أو عشيرة أن تدعي ذلك لأن في ذلك نكران لجهود الآخرين.
8.أن تعود الألفة وتسود المحبة وترجع العلاقات الأخوية بيننا بعيدا عن روح الحقد والثأر والانتقام، وأن يعفو بعضنا عن هفوات وأخطاء البعض لا عن جرائمه.
9. تشكيل لجنة باسم لجنة تنفيذ وثيقة العهد من خمسة عشر شخصا من المشهود لهم بالكفاءة والولاء لمدينة هيت يتم انتخابهم بأغلبية عدد الحاضرين في الندوة تضم في عضويتها ممثلا عن مجلس القضاء وممثلا عن القائمقامية ولها حق انتخاب رئيس لها ونائبا للرئيس بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائها.
10.تتولى اللجنة المهام الآتية:
أ‌-تنفيذ قرارات وتوصيات هذه الندوة بالتنسيق مع الجهات الإدارية والسلطات الأمنية المختصة.
ب‌-تمثيل أهالي هيت كافة أمام الجهات الرسمية والقوات الأمنية والعشائرية في كل ما يتعلق بوثيقة العهد هذه وبما لا يتعارض مع القوانين والتعليمات النافذة.
ت‌-جرد الأموال المنقولة وغير المنقولة للدواعش واتخاذ الإجراءات القانونية لوضع إشارة الحجز عليها لمنع تصرفهم بها وتتولى الجهات المختصة مسؤولية إدارتها على وفق القانون..
ث‌-يتحقق نصاب انعقاد اللجنة بحضور الأغلبية المطلقة لعدد اعضائها وتتخذ قراراتها بالأغلبية البسيطة لعدد الأعضاء الحاضرين. وفي حالة تساوي الأصوات ترجح الكفة التي صوت فيها رئيس اللجنة.
ج‌-تتولى اللجنة إبلاغ قائمقامية القضاء ومجلس القضاء تحريريا بأسماء المشمولين ببنود هذه الوثيقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وإخراج من هم داخل المدينة حاليا ومنع عودة من هم خارجها في الوقت الحاضر من العودة اليها.
-
ثالثا: القرارات
-
1.تُمنع العوائل التي كانت تسكن بيتا واحدا، وانتمى أحد أفرادها الى تنظيم داعش الإرهابي وارتضت ذلك وأيدته وناصرته ودعمته وروجت لأفكاره من العودة الى مدينة هيت ونواحيها منعا باتا.
2.تُمنع العوائل التي كانت تسكن بيتا واحدا وانتمى أحد أفرادها الى تنظيم داعش وسكتت عن فعله ولم تتبرأ منه قبل تحرير المدينة من العودة لمدة خمس سنوات بشرط ثبوت عدم عمل أحد أبنائها في الخلايا النائمة أو الترويج للأفكار الإرهابية في خلال المدة المذكورة.
3.تُمنع العوائل المشبوهة أو المتهمة التي تدور حولها أو حول أحد أبنائها شبهات المناصرة أو التعاون مع داعش الإرهابي، ولا يوجد دليل لإدانتها بجريمة الانتماء أو المناصرة أو الولاء في الوقت الحاضر من العودة الى المدينة حتى تثبت براءتها، وعلى الجهات المختصة إخراج من تنطبق عليه أحكام هذه الفقرة من العائدين الى المدينة بعد تحريرها في خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام ابتداءً من تاريخ إقرار هذه الوثيقة دون النظر الى حصوله على (قصاصة) الدخول من عدمه.
4.يُسمح للعوائل التي انتمى أحد أبنائها الى تنظيم داعش ويشكل بنفسه عائلة مستقلة، ولم تكن راضية عن انتمائه ولم يثبت تورطها بأي عمل إرهابي. كما لم يثبت تورطها بدعمه أو موالاته أو مناصرته أو إيواءه أو توفير ملاذ له بالعودة الى المدينة بعد إعلانها البراءة منه وهدر دمه وبعد موافقة اللجنة.
5.يُمنع من العودة الى المدينة كل من روّج لفكر داعش ودافع عنه وأيده عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وسكت عن أفعاله، ولم يستنكر جرائمه التي ارتكبها في أثناء احتلاله المدينة.
6.يُمنع من العودة الى المدينة كل من أعلن توبته من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي والصحوات وعمل مع الدواعش.
7.يُمنع من العودة الى المدينة ‌كلُّ من وفرًّ ملاذا آمنا، وكلًّ من زوج أبنته لداعشي وهو يعلم بذلك.
8.يُمنع من العودة الى المدينة كل متهم بالعمل في صفوف داعش الإرهابي ويُطلق عليهم (مصادر أمنية) حتى تثبت صحة ذلك بتأييد موثق صادر عن الجهة التي عمل لديها في فترة احتلال المدينة، ويعد داعشيا وتعامل عائلته على وفق ما ورد بهذه الوثيقة ولا يسمح له بالعودة إلا بعد موافقة اللجنة.
9.يُمنع ‌كل من قام بدور الوسيط بين تنظيم داعش وبين المواطنين من أجل الحصول على الإتاوات وأوصلوا عبر الهواتف رسائل الدواعش الى التجار والمقاولين والأطباء والصيادلة وغيرهم وسهلوا مهمة إيصال الأموال الى الدواعش من العودة الى المدينة حتى يثبتوا عكس ذلك وبعد موافقة اللجنة.
10.يمنع أبناء نواحي القضاء وعوائلهم ممن انتموا الى تنظيم داعش الإرهابي من الدخول الى المدينة ومن العمل بها ومن العيش فيها منعا باتا.
11.لا تمنع هذه الوثيقة أي شخص متضرر من تنظيم داعش الإرهابي من اتخاذ الإجراءات اللازمة قانونا وعرفا وإقامة الدعاوى الأصولية لدى المحاكم على من كان السبب فيما لحقه من ضرر مادي أو معنوي على وفق ما قررته له الشريعة الإسلامية ورسمه القانون دون المساس بالتوصيات والقرارات الواردة في هذه الوثيقة حيث تبقى سارية بحق الداعشي حتى ولو تم الصلح بينه وبين المتضرر.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات